الأحد، 17 مايو 2009

عمرو اديب : المتعة والزوجة اللى عايزة تنبسط ( للكبار فقط )

اوباما يخضع للحجر الصحي والبلد مش عارفة تشيل زبالتها

السبت، 16 مايو 2009

نتنياهو ولعبة التوازن الدقيق في تعامله مع اوباما وادارته المتمسكة بتجديد المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية


السبت مايو 16 2009
لندن
عندما تهبط طائرة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ارض واشنطن غداً، لا بد له من محاولة القيام بعملية توازن دقيق ومعقد. اذ سيكون لادائه لدى لقائه الرئيس الاميركي اوباما الاثنين اثر عميق على الشرق الاوسط لسنوات لاحقة.
وتقول صحيفة "ذي تايمز" البريطانية في مقال للمعلق الصحافي جيمس هايدر ان نتنياهو يتوجه الى واشنطن بجدول اعمال واضح – "اقناع الادارة الاميركية بالتركيز على جهودها لمنع ايران من الحصول على الاسلحة النووية. ويريد كذلك ان يضع قضية الدولة الفلسطينية في المقعد الخلفي لتحاشي قضيتين ترتبطان بها.
اما اوباما الذي سيلقي خطابا رئيسيا في القاهرة الشهر المقبل في محاولة لاصلاح ذات البين في العلاقات المتضررة مع العالم الاسلامي، فسيركز على اهمية تجدد المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية لتعزيز المصداقية الاميركية في المنطقة".
ويقول الكاتب "ان الرجلين زعيمان متقدا الذكاء وخطيبان مفوهان. ومن المحتمل ان ينظر نتنياهو الذي تلقى علومه في الولايات المتحدة وخدم في وحدة كوماندوز ولديه اعتزاز بمعرفته باساليب مكافحة الارهاب، الى اوباما الاصغر سنا من يسار الوسط على انه حديث عهد بسياسة الرمال المتحركة في السياسات الشرق الاوسطية، وان كان عليه ان يعد خطواته بحذر. ففي العام 1996، اثناء ولايته الاولى كرئيس للوزراء، قلل نتنياهو من شأن الرئيس كلينتون بعد ان غادر الاخير المنطقة بالقول ان احاديثه كانت من حشو الكلام. وقد تسبب ذلك بالحاق اذى دائم في العلاقات مع واشنطن. ويدرك اوباما ان الكثير من الاسرائيليين يرون في رئيس وزرائهم الجديد انساناً سريع الانفعال، لكنه في غالب الاحيان يتراجع عن مواقفه نتيجة الضغوط التي تواجهه.
لقد انشغلت حكومة نتنياهو اليمينية في رسم صيغة جديدة لمعالجة الصراع العسير مع الفلسطينيين منذ ان تولى منصبه قبل شهرين بعد منافسة انتخابية حامية. ورغم انه لم يصدر بيان علني حتى الان، الا ان كبار المسؤولين الاسرائيليين يقولون ان عملية سلام اوسلو التي مضى عليها 16 عاما قد اصبحت من سقط المتاع وانه قد تم اعداد اسلوب جديد.
ويبدو ان ذلك يقوم على أساس قرار بعدم منح الفلسطينيين دولة كاملة السيادة. ويقول المسؤولون الاسرائيليون انه ليست هناك وسيلة حقيقية لتحقيق سلام في ظل انقسام الفلسطينيين بين حكومة "فتح" في الضفة الغربية وقيادة "حماس" المدعومة ايرانيا في غزة. وقد تحدث نتنياهو عوضا عن ذلك عن منح السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية حكما ذاتيا، مصحوبا باستثمار اقتصادي واسع لرفع مستوى الحياة ما يؤدي الى تقليل حدة العنف.
ويصعب على المرء ان يعتقد ان اوباما سيتبنى مثل هذه الرؤية علنا. فقد اكدت وشنطن التزامها بحلل الدولتين واصرت على ضرورة استئناف محادثات السلام. وقال نتنياهو، مذعنا لهذا الضغط، في اجتماع هذا الاسبوع مع الرئيس المصري حسني مبارك انه يتوقع ان تستأنف المفاوضات في الاسابيع المقبلة. ولكن ليس بامكانه ان يخضع اكثر لاميركا من دون ان يفقد دعم ائتلافه الحكومي.
وتحض الولايات المتحدة وبريطانيا كلاهما على دعم المبارة العربية للسلام التي اعلنت منذ سبع سنوات والتي تقضي بعقد الدول العربية كلها اتفاقات سلام مع اسرائيل اذا تخلت الاخيرة عن الاراضي التي احتلتها في العام 1967. وترى اسرائيل ان البنود الرئيسة ستسمح لملايين اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى منازلهم في ماصار يعرف بـ"اسرائيل" بعد حرب 1948، وهو ما يقضي على هويتها كدولة يهودية.
وقد تسربت انباء مفادها ان المبادرة العربية تعرضت للتخفيف لتصبح اكثر قبولا لدى اسرائيل، رغم ان كل الاطراف تلتزم الصمت، نتيجة المفاوضات الواسعة السابقة، حول التنازلات التي يمكنهم ان يقدموها.
على ان هناك شيئا واحدا سيتفق عليه اوباما ونتنياهو – الحاجة لمواجهة مطامح ايران النووية. وقد تبين هذا الاسبوع ان رئيس وكالة الاستخبارات الاميركية ليون بانيتا قام بزيارة اسرائيل اخيرا للحصول على تأكيدات بان حكومة الصقور التي يرأسها نتنياهو لن تجازف بضربة استباقية من جانب واحد ضد ايران. وقيل ان اسرائيل قدمت فعلا تلك التطمينات.
ومع ذلك يبقى الضغط على ايران هدفاً مشتركاً، وسيتم تركيز معظم محادثات الاسبوع المقبل على الاسلوب. فالولايات المتحدة متوجسة كثيرا من الضربات العسكرية: وقد شرح تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في وشنطن (الذي نشره موقع أمس) التحديات العسكرية الكثيرة، وفرص النجاح الضئيلة وتداعيات اشعاعية وسياسية نتيجة قيام اسرائيل بضربة منفردة ضد ثلاثة مواقع نووية رئيسة للمعالجة والتخزين. وقدر التقرير ان اسرائيل ستحتاج الى قوة ضاربة مكونة من 90 طائرة تحلق عبر اجواء معادية بينما تشوش على الرادارات لتسقط قنابل ضخمة مدمرة للتحصينات على منشآت ايران المغلفة بالخرسانة المسلحة والمدفونة على عمق بعيد تحت سطح الارض لتضربها من الزاوية الصحيحية تماماً من اجل تحقيق اي نجاح.
ويقدر التقرير ان اسرائيل يمكن ان تخسر ثلث قوتها الضاربة، وهو ثمن ضخم مقابل ضربة يمكن ان لا تسفر في احسن الاحوال الا عن تأخير برنامج ايران النووي، وقد تحفز طهران بدافع الخوف لتسريع البرنامج. وتنبأ التقرير ايضاً بان من شأن غارة ناجحة ان تنشر الاشعاع النووي عبر جزء كبير من ايران، وان تقتل آلاف المدنيين، بينما يمكن ان تنقل الرياح الاشعاع عبر الدول الخليجية المعتدلة.
ويرجح ان تطلق ايران صواريخ على اسرائيل رداً على ذلك، وربما يكون بينها صواريخ حاملة رؤوساً حربية كيماوية بينما هي تضرب ايضاً بالقدرات الصاروخية لوكيليها حزب الله في لبنان و"حماس" في غزة. ويحتمل ايضاً ان تأمر الميليشيات الشيعية بمهاجمة القوات الاميركية في العراق وتسليح قوات طالبان في افغانستان واعاقة تصدير النفط عبر الخليج.
وبالنظر الى سيناريو القيامة هذا، فقد يركز الزعيمان بدلاً من ذلك على عزل ايران اكثر عن حليفتها الرئيسة سوريا التي عبرت عن اهتمامها باستئناف محادثات السلام مع اسرائيل برعاية الولايات المتحدة.
وتطالب سوريا باستعادة مرتفعات الجولان، الهضبة الاستراتيجية التي احتلتها اسرائيل في حرب حزيران (يونيو) 1976 والتي يعيش فيها الآن نحو 20 الف مستوطن اسرائيلي. ومن شأن فتح مسار مفاوضات مع سورية ان يساعد اسرائيل في التهرب من الضغط الاميركي باتجاه مفاوضات مع الفلسطينيين، وقد ينطوي على امكانية قطع صلة لوجستية مفتاحية بين ايران وحزب الله و"حماس".وسيسمح هذا للادارة الاميركية ان تشير الى حصول تقدم في المنطقة، بينما تعزل ايران اكثر فأكثر.

I'm up for the Google Photography Prize

البابا وإسرائيل.. وطأة النص والتاريخ القلِق




ليكن دمه علينا وعلى أولادنا
كون المسيح ولد يهوديا
ديانة الهولوكوست الجديدة
فاقد الشيء لا يعطيه


لو كان البابا بنديكت قرر أن يزور غزة في رحلته الحالية للبلاد المقدسة، ويقبل يد الأب مانويل مسلَّم، قائد الكنيسة الكاثوليكية الذي يسميه الناس هناك "بابا غزة"، أو يقبل رأس الأب عطا الله حنا مطران الكنيسة الأرثوذكسية بالقدس.. لرحبتُ بزيارته، ولاقتنعت بأنه حامل رسالة أخلاقية وإنسانية، بغض النظر عن الاختلاف في المعتقد.

لكن كل الدلائل تشير إلى أن البابا بنديكت لا يقيم وزنا للمسلمين، ولا يهتم بالمسيحيين الشرقيين (حتى الكاثوليك منهم) إذا كان اهتمامه بشأنهم قد يثير حفيظة الإسرائيليين، وإنما يهم البابا تبرئة نفسه أمام الابتزاز الصهيوني، وتعميق مسار التهود داخل الديانة المسيحية إرضاء لليهود. ويكفي النظر إلى بعض ثمرات الزيارة لنفهم ما وراء الأكمة:

* التقى البابا في منزل الرئيس الإسرائيلي بوالديْ الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، لكنه بالطبع لم يزر ولا يجرؤ أن يزور سجينا واحدا من أحد عشر ألف سجين فلسطيني في سجون الاحتلال الغاشم، وهو يعظ الناس بالمحبة والرحمة.

* دشن البابا جامعة مسيحية وكنيستين جديدتين في الأردن، الدولة ذات الغالبية المسلمة، ومن حقه ذلك فلا إكراه في الدين، لكنه -خوفا من الإسرائيليين- لا يستطيع تدشين كنيسة واحدة في القدس أو بيت لحم أو الناصرة، الأرض التي ولد فيها المسيح عليه السلام وبدأ فيها رسالته. بل التزم البابا في زيارته بعدم تنصير اليهود.

* حذر البابا من داخل أكبر مساجد الأردن من "وضع الدين في خدمة الجهل والتحيز والحقد والعنف والوحشية" وهذا كلام لا غبار عليه، لكنه بالطبع لا يستطيع توجيه حديث مماثل إلى يهود إسرائيل، الدولة التي بنيت على العنف والوحشية وتغذت بلبانهما منذ ميلادها إلى اليوم.

ليكن دمه علينا وعلى أولادنا
"
منذ أن قالها رجال الدين اليهود "ليكن دمه علينا وعلى أولادنا" بقيت هذه العبارة مغروسة في العقل المسيحي على مر القرون، واعتبرها المسيحيون شهادة دامغة على أن اليهود في كل عصر ومصر يحملون في أعناقهم دم المسيح
"
إن فهم موقف البابا ومأزقه يحتاج إلى العودة إلى جذور العلاقة اليهودية المسيحية على مدى ألفي سنة ماضية، وهو ما لا يتسع له مقال صحفي. بيد أن بعض الأمور تحتاج إلى إبراز سريع هنا.

لقد وصف الإنجيل اليهود بمختلف الأوصاف المستهجنة، منها أنهم قتلة الأنبياء (لوقا 13/34 والرسالة الأولى إلى مؤمني تسالونيكي 2/14-15)، وأبناء قتلة الأنبياء (متى 23/31)، وأنهم "أولاد الأفاعي"، (متَّى 12/34) (متى 23/33 ومرقس 3/7)، وأنهم أهل رياء وفسق (متى 15/7-8 ومرقس 77/6) وأنهم أهل جهل وعمى وضلالة (متى 23/17، 23/19، 23/24، 15/14)، وأنهم عديمو الإحساس بالعدل والرحمة والأمانة (متى 23/23، والرسالة إلى مؤمني روما 10/3).

بيد أن الذنب الأكبر الذي يتهم به الإنجيل اليهود هو أنهم اضطهدوا المسيح عليه السلام، ثم قتلوه. وقد أفاض الإنجيل في شرح دور اليهود المناهض للمسيح من الإهانة والمضايقة (يوحنا 5:16، مرقص 14:65) إلى المطاردة والاعتقال (يوحنا 20:19) إلى الصلب والقتل (متّى 27:22-26).

ويسعى كُتَّاب الإنجيل إلى التأكيد على مسؤولية اليهود وتبرئة الرومان، حيث ورد في الإنجيل تعبير الحاكم الروماني عن اقتناعه ببراءة المسيح، وأن رجال الدين اليهود هم الذين دفعوه إلى اتخاذ قرار الصلب بعد أن حاول التملص منهم بكل حيلة، وقالوا له: "ليكن دمه علينا وعلى أولادنا" (متى 27:26).

وقد بقيت هذه العبارة "ليكن دمه علينا وعلى أولادنا" مغروسة في العقل المسيحي على مر القرون، واعتبرها المسيحيون شهادة دامغة على أن اليهود في كل عصر ومصر يحملون في أعناقهم دم المسيح، وأن لعنة الرب قد حلت عليهم بسبب ذلك إلى الأبد، وأنهم بذلك قد استحقوا كل أنواع التنكيل والاضطهاد. وقد ظلت صورة المسيح –كما يقدمها الإنجيل- وهو مقيد، يبصق الناس في وجهه ويضربونه، صورة لا تمَّحى من الضمير المسيحي.

ومن غرائب ما ترتب على هذا الاعتقاد ما حكاه "جون دومينيك كروسان" في مقدمة كتابه: "من قتل المسيح؟" Who Killed Jesus? من أن سكان مدينة "تولوز" الفرنسية كان لديهم في العصور الوسطى تقليد خاص يعتبرونه جزءا مهمًّا من المراسم الدينية، وهو إحضار يهودي إلى الكنيسة، ليصفعه أحد النبلاء أمام الجمع، إحياء لذكرى الضرب والإهانات التي تعرض لها المسيح على أيدي اليهود.

ورغم أن قصة مقتل المسيح على أيدي اليهود –من وجهة نظر إسلامية– اعتقاد خاطئ أنتج ممارسات ظالمة، فقد ترسخت هذه الفكرة في العقل المسيحي خلال القرون الوسطى، تدعمها نصوص إنجيلية متضافرة، وظروف سياسية واجتماعية قلقة. وكان على رواد الإصلاح الديني في أوروبا أن يجابهوا هذه العقدة، فحمل مؤسس البروتستانتية مارتن لوثر (1483-1583) لواء هذا الانقلاب.

كون المسيح ولد يهوديا
من المؤلفات الكثيرة التي تركها مارتن لوثر كتيب صغير له أهمية خاصة فيما حدث من تحول كثير من المسيحيين من استعباد اليهود إلى عبادتهم.

ذاك هو الكتيب المعنون "كون يسوع المسيح ولد يهوديا" That Jesus Christ was Born a Jew. ومما كتبه لوثر في الكتاب مخاطبا المسيحيين: "يجب أن نتذكر أننا مجرد أغراب Gentiles أما اليهود فيتصل نسبهم بالمسيح. نحن غرباء وأباعد، أما هم فأقارب وبنو عمومة وإخوة للرب".

ومن الواضح أن مارتن لوثر لم يكن يدرك قيمة الفكرة التي طرحها، وأثرها التاريخي الآتي، وقد طور أتباع لوثر من رجال الدين البروتستانت فكرة "كون المسيح ولد يهوديا" حتى أصبحت تعني عندهم اليوم من ضمن ما تعنيه:

* أن اليهود هم أهل المسيح وعترته، فلهم ذمة وحرمة خاصة بسبب ذلك، تقتضي دعمهم وخدمتهم و"تطييب خواطرهم" كما ورد في العهد القديم.

"
فتح مارتن لوثر بكتابه "كون يسوع المسيح ولد يهوديا" ثغرة في تاريخ المسيحية ظلت تتسع حتى اليوم، ولذلك لا عجب أن نجد اليوم تلك المقولة من أكثر المقولات تواترا على ألسنة المسيحيين الصهاينة في أميركا اليوم
"
* أن اليهود "أبناء الرب" –هكذا يقول المسيحيون الصهاينة اليوم حرفيا– شأنهم شأن المسيح الذي هو ابن الله في اعتقاد المسيحيين.

* أن اليهود هم الشعب المختار –كما يقولون عن أنفسهم– ولا بد من قبول ذلك، والقول بأن المسيحيين احتلوا تلك المكانة بمجيء المسيح قول مردود.

وتعني كل هذه المعاني أن المسيحية اتجهت من عبادة فرد يهودي واحد هو المسيح عليه السلام، إلى عبادة الشعب اليهودي بأسره. وقد أدرك اليهود قيمة الفكرة وعرفوا أنها تحمل بذور انقلاب تاريخي في النظرة المسيحية إلى اليهود. لذلك يذكر بعض مؤرخي المسيحية أن اليهود نشروا الكتيب ووزعوه على نطاق واسع في أوروبا، بل أوصلوه إلى فلسطين.

لقد فتح مارتن لوثر ثغرة في تاريخ المسيحية ظلت تتسع حتى اليوم، ولذلك لا عجب أن نجد اليوم مقولة "كون المسيح ولد يهوديا" من أكثر المقولات تواترا على ألسنة المسيحيين الصهاينة في أميركا اليوم.

بيد أن المسيحيين الكاثوليك والأورثوذوكس لم يقبلوا ما ذهب إليه مارتن لوثر وأتباعه من البروتستانت، وظلوا مقاومين لتهود المسيحية إلى منتصف القرن العشرين. ولذلك لم يبرئ الفاتكان اليهود من دم المسيح إلا في "المجمع الثاني" المنعقد عام 1966. لكن العقود الأربعة الماضية شهدت ميلاد ديانة جديدة تماما كان لظهورها ما بعده في هذا المضمار.

ديانة الهولوكوست الجديدة
كتب الفيلسوف اليهودي يشياهو ليبوويتز مرة أن الديانة اليهودية ماتت، وأن الهولوكوست هو الرباط الديني الوحيد الذي يجمع اليهود اليوم. كما لاحظت أستاذة التاريخ بجامعة جورج تاون بواشنطن الدكتورة إيفون حداد –وهي تنحدر من أسرة مسيحية سورية- أن المسيحية لم يعد لها وجود في الولايات المتحدة، بل استُبدلِت بها ديانة جديدة دعتها The Holocostianity أي "ديانة الهولوكوست".

وهكذا اتفق الفيلسوف اليهودي والأستاذة المسيحية على أن ديانة الهولوكوست قد حلت محل الديانيتن اليهودية والمسيحية، وليس في هذا القول مبالغة، فالهولوكوست هو المقدس الوحيد اليوم في المجتمعات الغربية العلمانية التي تخلت عن المقدسات.

وقد كتب عن ديانة الهلولكوست الكاتب والموسيقي البريطاني جلعاد أتسمون. وجلعاد –بالمناسبة- ولد في إسرائيل وخدم في الجيش الإسرائيلي خلال غزو بيروت عام 1982، وهناك اكتشف أنه "يخدم دولة استعمارية ولدتْ من النهب والتطهير العرقي" حسب تعبيره. ولم يصبح جلعاد مواطنا بريطانيا إلا في عام 2002. وقد كتب جلعاد أن الهلولوكوست أصبح ديانة بكل مقومات الديانة: فله معابده وسدنته وشعائره، وله مؤسساته المالية والإعلامية والاجتماعية.

وأنا لست مع إنكار الهولكوست أو التقليل من شأنه بوصفه مأساة إنسانية، كما يفعل بعض المسلمين، وإنما أدعو إلى ما دعا إليه من قبل المرحوم العلامة عبد الوهاب المسيري، وهو "أنسنة" الهولوكوست واليهود، بحيث يُنظر إلى الهلوكوست باعتباره حدثا تاريخيا، وإلى اليهود "باعتبارهم مجرد جماعة إنسانية تعيش في الزمان (التاريخي) والمكان (الجغرافي). فهم ليسوا شياطين ولا عباقرة، وهم لا يعيشون خارج التاريخ والجغرافيا".

أما تقديس اليهود وتجسيد العقيدة المسيحية فيهم -كما تم تجسيدها من قبل في شخص المسيح عليه السلام- فهذا أمر في غاية الخطورة، وهو هدم لأساس الأخوة الإنسانية، بتقسيم البشر إلى عبيد وآلهة، وقد رأينا نتائجه تسويغا لإبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره، بل مشاركة فعلية في ذلك من طرف أوروبا والولايات المتحدة.

وفي سياق تأليه اليهود هذا نفهم أن البابا بنديكت جزء من تحول تاريخي عميق في الطبعة الأوروبية من الديانة المسيحية. كما نفهم كيف تم تطويع الرجل، واستغلال خلفيته الألمانية، وعمله في الشبيبة الهتلرية وهو صبي يافع.

فاقد الشيء لا يعطيه
لقد كتب أندرو لي باترز في مجلة التايم الأميركية يوم 08 مايو/أيار 2009 "إن تأسيس إسرائيل كان كارثة على المسيحيين الشرقيين" الذين يقدر الكاتب أنهم كانوا يمثلون 20% من السكان يوم تأسيس إسرائيل، وأصبح عددهم اليوم لا يتجاوز 2%.

وكان عدد المسيحيين في العراق يتراوح بين 6 و7% في السبعينيات، أما الآن فلا يتجاوز 1% بسبب النزوح إلى الخارج الناتج عن الغزو الأميركي.

"
إذا كان البابا الذي يقود أكثر من مليار كاثوليكي في العالم يتخفف من رموز دينه ويخفيها في زيارته لإسرائيل، فكيف يؤمل فيه المسيحيون العرب والفلسطينيون أن يكون مدافعا شجاعا عن حقهم أمام السطوة الصهيونية؟ إن فاقد الشيء لا يعطيه
"
كما لاحظ الكاتب أن سوريا التي خلت حتى الآن من النفوذ الغربي والاحتلال الغربي لا يزال المسيحيون مستقرين فيها دون نزوح إلى الخارج. ولم يغب عن الكاتب توجه المسيحيين في لبنان إلى التحالف مع حزب الله ومع إيران (لاحظ زيارة ميشيل عون لطهران) وهو ما يدل على ضعف ثقة المسيحيين العرب في البابا وفي الغرب، واقتناعهم بأن الغرب -والبابا جزء منه- أقرب كثيرا إلى الإسرائيليين منه إلى المسيحيين الشرقيين.

ولسنا نلوم مسيحيي الشرق الأوسط على أن يعقدوا آمالا عراضا على زيارة البابا ويتوقعوا أن تحسِّن زيارته من وضعهم من حيث الحرية الدينية وغيرها.. ولدى الفاتكان الكثير من التأثير العالمي يستطيع استخدامه في هذا السبيل.. بيد أن التحدي الأكبر الذي يواجهه المسيحيون العرب –كما يواجهه المسلمون العرب- هو إسرائيل، وهي السبب في هجرتهم عن أوطانهم واقتلاعهم من أرضهم (في فلسطين) أو غزوهم وتدمير حياتهم في بلدانهم (لبنان والأردن).

ولا يجرأ البابا على الوقوف في وجه الصهيونية الإسرائلية والعالمية في حياته الدينية الشخصية، فضلا عن الدفاع عن حقوق المسيحيين في فلسطين وما جاورها.

وقصة حمل الصليب عند حائط البراق (المبكى) تكشف عن عجز البابا أمام السطوة الصهيونية. فقبل زيارة البابا بحوالي شهرين، دعا الحاخام رابينوفيتش –وهو المشرف على الحائط- البابا إلى عدم حمل الصليب أثناء زيارته للحائط.

وقد منع نفس الحاخام عام 2007 عددا من القسس النمساويين من دخول المكان بعد أن رفضوا طلبه بخلع أو إخفاء صلبانهم، وقال الحاخام حينها: "إن الصلبان رموز تجرح مشاعر اليهود" وفي عام 2008 منع الحاخام قسسًا أيرلنديين من دخول المكان بنفس الذريعة (صحيفة جيروزلم بوست 17/03/2009). واضطر البابا إلى الخضوع لابتزاز الحاخام رابينوفيتش فقبل عدم حمل العصا الكبيرة ذات الصليب، رغم أنها لا تفارق يده عادة، وأمر مصاحبيه من القسس بإخفاء صلبانهم أثناء الزيارة (جيروزلم بوست 13/05/2009).

فإذا كان البابا الذي يقود أكثر من مليار كاثوليكي في العالم يتخفف من رموز دينه ويخفيها في زيارته لإسرائيل، فكيف يؤمل فيه المسيحيون العرب والفلسطينيون أن يكون مدافعا شجاعا عن حقهم أمام السطوة الصهيونية. إن فاقد الشيء لا يعطيه، والبابا الخاضع لابتزاز الصهوينية في حياته الدينية الشخصية لا يملك ما يقدمه للآخرين.

إن تصحيح الكنيسة لخطئها التاريخي باتهام اليهود بقتل المسيح عليه السلام أمر يجب الترحيب به، وندم أوروبا على اضطهاد اليهود أمر يستحق الاحترام، شأنه شأن رفع الظلم عن أي مظلوم في أي عصر. أما أن تُستَرد لليهود كرامتهم بالتطاول على مقدسات الإسلام، ويُغسَل العار التاريخي بدماء العرب.. فلا وألف لا.

الثلاثاء، 12 مايو 2009

أهلاً بقداسة البابا، ولكن!


يقوم قداسة الحبر الأعظم، البابا بينيدكتوس السادس عشر بزيارة إلى الأراضي المقدسة، تشمل أيضاً الدولة العبرية وزيارة إلى مركز (ياد فاشيم) لضحايا المحرقة النازية، كما سيجتمع مع كل من رئيس الوزراء الجديد، بنيامين نتنياهو، ورئيس الدولة العبرية "الثعلب الأبدي" شمعون بيريز.


ومن المفارقات العجيبة والغربية أن الزيارة توافق إحياء الشعب العربي الفلسطيني ذكرى النكبة التي حلت به عام 1948، علاوة على ذلك فإن زيارة أعلى ممثل للكنيسة الكاثوليكية في العالم تستثني قطاع غزة الذي تعرض لعدوان بربري وإجرامي من قبل آلة الحرب الإسرائيلية، أدى إلى استشهاد وجرح آلاف المدنيين الفلسطينيين العزل، أكثريتهم الساحقة من الأطفال.

والمفارقة أيضاً أن قداسة البابا يقوم بهذه الزيارة في الوقت الذي يُعلن فيه القضاء الإسباني عن أنه سيواصل النظر في الدعوى المقدمة ضد عدد من القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

لا نعرف الأسباب الحقيقية التي دفعت قداسته للقيام بهذه الزيارة، وفي مثل هذا التوقيت، ولكن ما نعرفه أنه يضع نفسه وسط حقل ألغام شديدة الانفجار، فكل طرف من أطراف الصراع يريد توظيف هذه الزيارة لمصلحته، ويتوقع من البابا أن يسانده، والطرف الفلسطيني المحاصر المجوع المضطهد على وجه الخصوص.

علاوة على ذلك، نقول بكل تأكيد إننا لا نعرف ما هي الأسباب التي منعت قداسة البابا من زيارة قطاع غزة، المحاصر من قبل إسرائيل، لا نعلم لماذا فضل قداسته زيارة مخيم اللاجئين عايدة في الضفة الغربية المحتلة ولم يُكلف نفسه عناء زيارة مخيمات اللاجئين الجديدة التي أقامها الفلسطينيون بعد الحرب الأخيرة التي شنتها الدولة العبرية.

قد يقول قائل إن قداسته لا يتدخل في السياسة، ولكن كيف يمكن أن نُفسر لأنفسنا وللعالم برمته أن الحبر الأعظم سيجتمع مع جزار قانا، شمعون بيريز.

وحسب المصادر الأجنبية، فإن بيريز نفسه هو الذي أقام الفرن الذري في ديمونا، وهو الذي يريد أن يحتفظ بهذا السلاح الفتاك لدولته فقط مع منع الدول الأخرى من الحصول عليه، وسيجتمع أيضاً مع بنيامين نتنياهو، الذي يقول إن العرب في إسرائيل، ومن ضمنهم المسيحيون العرب، هم قنبلة ديموغرافية موقوتة، وهي المقولة التي تتماشى وتتماهى مع مطلبه من الفلسطينيين بالاعتراف بالدولة العبرية كدولة لليهود فقط.

كنا نتمنى من مساعدي ومستشاري قداسته أن يلفتوا انتباهه إلى أن الدولة العبرية ستستغل هذه الزيارة "الدينية" لدعم الدعاية الإسرائيلية الكاذبة في العالم.

وفي هذا السياق نقتبس ما قالته مصادر إسرائيلية عالية المستوى بأن وزارة السياحة الإسرائيلية تعتزم استخدام زيارة البابا لدفع الدعاية الإسرائيلية، وسيشدد وزير السياحة ميسيزنكوف، وهو من حزب المأفون الفاشي أفيغدور ليبرمان، أمام الوزراء، أنه خلال الزيارة سيتم بث انطباع يدمج ما بين الحجيج المسيحي للديار المقدسة والسلام كعامل يعزز إسرائيل كبلاد مقدسة.

قداسة البابا، حسب البرنامج الذي وضع للزيارة، سيقوم بزيارة إلى الضفة الغربية المحتلة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وسيجتمع مع رئيس سلطة رام الله "المنقوصة" محمود عباس.

في الحقيقة لم نفاجأ بأن رئيس السلطة "المنقوصة" لم يطالب الفاتيكان بأن يقوم قداسته بزيارة قطاع غزة للاطلاع على ما فعلته إسرائيل هناك قبل عدة أشهر. عباس لم يطرح هذا الموضوع من وجهة نظرنا المتواضعة، لأنه لا يريد أن يصل قداسة البابا إلى غزة "المسلوبة" من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ولا يريد أن يجتمع الحبر الأعظم مع "الانقلابيين" في غزة المحاصرة.

وبهذا العمل يُكرس محمود عباس الانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وبين قطاع غزة، بين فتح وبين حماس، بين تيار المقاومة وبين تيار المفاوضات العبثية والانبطاحية مع الدولة العبرية.

إن عباس من حيث يدري، يتجاهل الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا من قبل أصدقائه إيهود أولمرت وإيهود باراك وتسيبي ليفني، فما ذنب الأطفال يا فخامة الرئيس؟

يتهمنا الإسرائيليون بأننا نستغل الأطفال لتنفيذ الأعمال "الإرهابية" وتأتي أنت وتتجاهلهم بعدم مطالبتك بأن يزور قداسة البابا قطاع غزة، بالفعل إنه لأمر محير للغاية، ومثير للقلق والشكوك، إننا "نحترم" إسرائيل، نعم "نحترم" إسرائيل، لأنها تقوم بترتيب زيارة لكل مسؤول سياسي من جميع أصقاع العالم لمؤسسة (ياد فاشيم) لكي يروا بأم أعينهم ما فعله النازيون باليهود إبان الحرب العالمية الثانية.
ونحن نقول إنه من حق البابا أن يتعاطف مع ضحايا النازية ومأساتهم، وأن يزور النصب التذكاري الذي أقيم لإبقاء معاناتهم حية على مر العصور، ولكن من حقنا عليه أن يبدي التعاطف نفسه مع الضحايا الفلسطينيين الذي قُتلوا من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بأسلحة مستوردة من العالم المسيحي، إذا جاز التعبير.

وغني عن القول إن أبناء هذا الشعب يتعرضون منذ واحد وستين عاماً لجرائم بشعة من قبل دولة الاحتلال، وكان آخر الجرائم البشعة تلك التي ترتكبها الاحتلال في قطاع غزة، قبل عدة أشهر.

فالذين تعرضوا للحرق بقنابل الفسفور الأبيض الإسرائيلية من أطفال القطاع ومدنييه لا يقلون أهمية عن أولئك الذين حرقتهم أفران الغاز النازية، مع فارق بسيط وهام في الوقت نفسه، أن الذين استخدموا هذه القنابل أمام مرأى العالم ومسمعه، هم الذين تاجروا بالمحارق النازية، وابتزوا العالم بأسره للحصول على التعاطف والمال والسلاح لاحتلال أراضي الغير وإقامة دولتهم على حساب مأساتهم.

وبالمقابل تصيبنا حالة من الغثيان عندما لا نعمل على ترتيب زيارة للحبر الأعظم إلى الشهداء الذين ما يزال دمهم يغطي مساحات واسعة من القطاع.. لا نرتب زيارة للحبر الأعظم إلى أحد المستشفيات في غزة ليرى عن كثب الأطفال الجرحى الذي أصيبوا بالفسفور الأبيض المحرم دوليا.

هؤلاء الأطفال وهم في عمر الورود، ينتظرون بفارغ الصبر أن يقوم الأشقاء العرب، وفي مقدمتهم جمهورية مصر العربية، باستقبال المصابين لتلقي العلاج، في زمن بات فيه الدواء والعلاج في قطاع غزة سلعة نادرة بسبب الحصار الإجرامي الذي تفرضه إسرائيل على القطاع بالتواطؤ مع دول عربية مصنفة أميركيا وإسرائيلياً بأنها من دول ما يسمى محور الاعتدال، هذه الدول التي حولت التطبيع مع إسرائيل إلى القاعدة وتنازلت عن الاستثناء.

نحن نميل إلى الترجيح بأن إسرائيل مارست الضغوط الجمة على قداسة البابا للامتناع عن زيارة غزة، ونحن نميل إلى الترجيح بأن عباس والمحيطين به، وافقوا على هذا الطرح لأسباب سياسية، متناسين عن سبق إصرار وترصد أن محاولاتهم لتقسيم الشعب الفلسطيني سيكون مصيرها الفشل المحتوم، وسيُرسلها شعب الجبارين إلى مكانها الطبيعي حيث يليق بها، أي مزبلة التاريخ.

وبطبيعة الحال، حاولت إسرائيل بواسطة جهاز الأمن العام (الشاباك) استغلال 48 عندما طالبت بعدم السماح للمسلمين بالمشاركة في القداس الاحتفالي الذي سيقيمه قداسته في جبل القفزة في الناصرة، بزعم أن المسلمين يشكلون خطراً أمنيا.

كما أن جهاز الأمن العام يعترض على تجول قداسة البابا بنديكيتوس السادس عشر في سيارته المكشوفة في مدينة الناصرة بزعم وجود تحذيرات من التعرض له من قبل جهات إسلامية متطرفة، في حين تسعى وزارة السياحة الإسرائيلية إلى استثمار زيارة البابا في تعزيز الدعاية الإسرائيلية وتشجيع الحجيج إلى البلاد المقدسة.

ويزعم الشاباك أن لديه معلومات استخبارية بأنه تم توزيع منشورات في القرى العربية في الشمال تدعو إلى التصدي لزيارة البابا، إلا أن هذه الادعاءات لا تجد لها أساسا على الأرض، وباستثناء إعلان مقاطعة الحركة الإسلامية لزيارة البابا على خلفية اتهامها له بالإدلاء بتصريحات مسيئة للإسلام، لم تصدر أي بيانات أو منشورات في أي من البلدات العربية تعزز مزاعم الشاباك.

هذه الوقاحة الإسرائيلية التي اجتازت جميع الحدود تندرج في إطار سياسة فرق تسد، التي تبنتها حكومات إسرائيل المتعاقبة منذ إقامة الدولة العبرية عام 1948 وفشلت فشلاً ذريعا.

مضافاً إلى ما ذُكر أعلاه، كنا نتوقع أن يستغل قداسة البابا هذه الزيارة التاريخية لتقديم الاعتذار للمسلمين عن تصريحاته ضد الإسلام وضد الرسول العربي الكريم، ولكن على ما يبدو فإنه لن يُقدم على هذه الخطوة المطلوبة رغم أن السيد المسيح قال سامحوا أعداءكم، وبشر بالتعايش السلمي.

ولا غضاضة في هذه العجالة أن نسأل قداسته والفاتيكان أيضا: لقد قدمتم اعتذارا لليهود بأنهم لم يقتلوا السيد المسيح، وهو باعتقادنا المتواضع أول شهيد سقط على أرض فلسطين، لماذا هذا الكيل بمكيالين؟ الاعتذار هو واجب وحق من ممثل الكنيسة الكاثوليكية في العالم برمته لتنقية الأجواء وقطع الطريق على الإمبريالية العالمية والصهيونية لتوظيف هذه التصريحات ضد الإسلام لتقسيم العرب إلى عربين.
ولكن نحن على قناعة تامة بأن قداسته، لا يمكنه أن يتخلص من الموقف الأوروبي الرسمي، الذي يدعم وبكل قوة الدولة العبرية، ويُقدم لها المساعدات، وفي المقابل يُقدم الفتات للشعب الفلسطيني، ويلقون علينا محاضرات في مواضيع حقوق الإنسان، فهل الإنسان العربي والمسلم والفلسطيني هو غير الإنسان اليهودي الصهيوني وغير الصهيوني؟

ومن العام إلى الخاص، قبيل زيارة البابا إلى الأرض المقدسة نشب خلاف عميق بين مدينتي حيفا والناصرة، حيث طالب مسيحيو حيفا العرب بأن يتم استقبال البابا في المدينة، بينما أصرت الناصرة على أن يكون الاستقبال في مدينة يسوع الناصري عليه السلام.

في الحقيقة، المسألة لا تستحق أن نكتب عنها ولو كلمة واحدة، ولكن علينا من منطلق وطنيتنا أن نوجه السؤال إلى "القيادة" المسيحية في مناطق الـ48: أهذا ما يُشغل بالكم؟ لماذا لم تقوموا بتحضير وثيقة عن العنصرية الإسرائيلية ضد عرب الداخل؟ لماذا لا تطلبون من قداسته العمل على إعادة سكان قريتي إقرت وبرعم المسيحيتين إلى بلدتيهما، وهم الذين طُردوا منهما من قبل العصابات الصهيونية في النكبة الفلسطينية.

لماذا لم تتفقوا على قول الحقيقة لقداسته، إن المحكمة العليا الإسرائيلية، أعلى هيئة قضائية في الدولة العبرية أصدرت قرارا عام 1950 يُلزم الدولة العبرية بإعادة المهجرين في وطنهم، أي سكان إقرت وبرعم، وأن الدولة العبرية لم تقم بتنفيذ القرار؟

لماذا لا تقولون له إن هذه الدولة المارقة بامتياز لم تنفذ حتى الآن أكثر من ستين قراراً صادراً عن هيئة الأمم ومجلس الأمن الدولي، ولا تحترم حتى أعلى هيئة قضائية في بلادها، فكيف ستحترم قرارات ما يسمى الشرعية الدولية؟

لماذا يا سادتي لا تقولون لقداسته الحقيقة الناصعة، إن الدولة العبرية لا تريد أن يبقى فيها لا مسلم ولا مسيحي، وأنها تقترب بخطى حثيثة من نظام العزل العنصري (الأبرتايد) الذي كان سائدا في جنوب أفريقيا؟

لا، لن نسمح لكائن من كان أن يعمل على توتير الأجواء بين أبناء الشعب العربي الفلسطيني، إن كان عربياً أو أعجمياً، سنصد كل المتواطئين مع سياسات حكومة إسرائيل العنصرية، وسنصد المخططات الرهيبة التي تحاك في عدد من العواصم العربية للقضاء على ما تبقى من فلسطين.

لا، يا سادتي، لن نسمح لكم بصلبنا، ولقداسة البابا نقول: أهلاً بك في الأرض المقدسة، ولكن عليك أن تعلم أن الأرض المقدسة، أرض السلام والمحبة، باتت أرض القتل والعنف والدمار اللذين تمارسهما الدولة العبرية ضد الفلسطينيين في جانبي ما يُسمى الخط الأخضر، هذه الدولة التي تقومون، يا قداسة الحبر الأعظم، أنتم الأوروبيون، بدعمها وبتبرير جرائمها، ضمن سياسة مؤامرة الصمت التي تنتهجونها.

المصدر: الجزير

{وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}


{وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}
أكتب إليكم من أمريكا بعد أن شعرت إن هناك شئ غريب يحدث في مصر الحبيبة شئ لم نعهده من قبل من الشعب المصر المتدين بقطبيه المسلم والمسيحي الذي يؤمن بالله ويؤمن بالله وقضاءه وقدره
فكلنا يعلم بأن الله رؤوف رحيم بعباده، وأن الله أرحم بنا من أنفسنا على أنفسنا، ؟ فإن رحمة الله - عز وجل -، وحلمه بنا، أكبر من عطف الوالد بولده.
لكن هناك سنن كونية ثابتة، في هذا الكون، والذي جعل هذه السنن ثابتة هو الله العزيز الحكيم.
فهذه السنن لن تتبدل، ولن تجد لسنة الله تحويلا. وحينما يحاول بعض الفاسدين من الحكام والمحكومين بعصيان الله في بعض الأمورتكون سبباً في إنزال الهلاك والدمار بهم، فالله - عز وجل -، كما قلنا أنه غفور رحيم، لكنه - عز وجل - أيضاً شديد العقاب.
فالله يغار على دينه، والله يغار على أوامره أن تنتهك، وهو - عز وجل - يمهل ولا يهمل. يرشد العباد إلى توحيده، وإتباع أوامره، فإن أطاعوا حكاما ومحكومين، كان لهم السعادة في الدنيا والآخرة، وإن هم خالفوا وعصوا، وأتوا بأسباب العذاب، سلط الله عليهم بأسه وغضبه، وعندها لا يلوم الناس إلا أنفسهم.
إن لهلاك الأمم، وخراب الدول، وشقاء المجتمع أسباب فإن الله - سبحانه وتعالى -، عندما أهلك بعض الأقوام والأمم قبلنا، لم يهلكهم إلا لأسباب وأمور فعلوها، كانوا قد حُذّروا منها، فبعد أن تمادوا كان لابد من هلاكهم.
إن أسباب هلاك الأمم قد تجمعت في مصرنا الحبيبة وفى تصورى أن المجتمع المصرى يمر بمرحلة انفلات سلوكي عام.. هذا الانفلات بدأ منذ سنوات عديدة، حين انفصم المواطن تماما عن السلطة. وشعر الشعب المصري أنه يرضخ لحكم عصابي متنفذ ومسنود وأصبح يري أنه ليس هناك من يمكن أن يكون سببا في القضاء علي ماهو فيه فالأحزاب في وادي والشعب بعيد عن هدفها فالهدف للجميع هو السلطة سواء من الحزب الحاكم أو من المعارضة إن استطعنا أن نطلق عليها هذا المسمي لأنها أبعد من ذلك بكثير سواء من الأخوان أو الوفد او باقي دكاكين المعارضة وجمعيات حقوق الإنسان وبمرور الوقت وأندثار القيم وإهمال سلطة العصابة تنفيذ الأحكام القضائية بل وصل الحد إن الكشف علي احكام كانت مدسوسة في ادراج تلك العصابة كما حدث في الأيام الأخيرة في( مجلس سيد قراره) عندما كشف احد الأعضاء المستقلين علي ما يربو من سبعين حكم بالتزوير في الأنتخابات الأخيرة وقضايا الفساد الناتج عن تزاوج السلطة مع رأس المال أصبح الشعب المصري كل طرف فيه لا يثق فى الآخر.. فالسلطة التي انقضت علي الحكم لا تؤمن بان المواطن يمكن ان يكون شريكا لها في الحكم وهي لاتؤمن بأن الشعب هو مصدر السلطات وأداة من أدوات الإبداع والإنتاج..كما أن المواطن فقد ثقته بالكامل فى السلطة، حين تغوّلت، وتوحّشت، وابتلعت الثروة والأرض بما فوقها وما فى باطنها..
وبما أن سلطة العصابة بحكومتها وحزبها، مارسوا سلطتهم فوق القانون وفوق كل القيم والأخلاق، وضربوا بالقانون عرض الحائط، بات طبيعيا أن الشارع المصري بدأ ينحو نحوهما، ويمارس انحرافاته بقانون خاص وضعه البلطجية، وأصحاب السوابق.. إنه انفلات يرد على انفلات.. وقانون خاص يواجه قانوناً خاصاً.. والمجتمع الذي أصبح منعزل وترك حقوقه يدفع ثمن الاثنين: فساد السلطة.. وانحراف المواطن أن الجريمة التي ترتكب في وضح النهار في منتهي البشاعة وبدم بارد إنما هي نتاج لمحصلة لما يجري في مصر الآن, أنها جريمة واحدة وإن أختلف مرتكبيها فالعصابة الحاكمة التي لا تتعدي المئات تضرب الشعب المصري في كل إتجاه, من إستيلاء و تصقيع للأراضي, إلي مص دم الشعب, والإستيلاء علي أموال البنوك بالقروض التي لاترد, إلي عدم الأستاجبة لمطالبه في حياة كريمة خلقت نوعية جديدة من الفساد المتلون بجميع الوان الطيف فساد أعلامي نتج عن فساد ثقافي وجهل وغيبوبة أخلاقية وتربوية وإبتعاد عن أخلاق الدين وإنحلال خلقي بين الشباب الذي أصبح يترنح من بطالة متفشية وبين تجمعات اصبحنا نسمع عنها تبيح الشذوذ الأخلاقي والجنسي وتجمعات من المجرمين لم تشهدهم مصر من قبل وتقزمت رويات (ريا وسكينة) وقصص السفاحين و(خط الصعيد) لتصبح لعب أطفال بالنسبة للموضة الحديثة من الجرائم التي تحدث الآن في مصر بدم بارد. وهذا نتاج ما فعلته تلك العصابة الحاكمة في مصر ووجود ملايين العاطلين وسكان المناطق العشوائية التي تخرج لسانها لسكان المقابر في تحدي غريب ومباريات في الفساد في الأرض من الكبار والصغار وتكون النتيجة الخسارة لجميع المتبارين.
وتسبح مصر الآن فوق بركان من المتناقضات من فقر مضجع إلي غني فاحش يبعثر امواله في ما لايترجي عوائده,فعندما يتقدم ملياردير مصري- لم نسمع عنه من قبل- وأعتقد أن معظم الشعب المصري لم يسمع عنه ايضا- ليصرف الملايين في زواج اسطوري من فنانة خليعة سوف تدخل علينا من خلال الشهر الكريم القادم بموجة جديدة من الفساد والعري.بينما نسمع أن الأمين العام للأمم المتحدة يقيم حفل زواج أبنه المرشح للرئاسة في كوريا الجنوبية في حفل شبه سري بدون أي نوع من البذخ. وبدون حضور من الإعلام.
أن ما ينظر الآن في يجري مصر بل وفي العالم أجمع يري أن سنة الله تعالى بدأت تتنفذ على ألوان مختلفة متنوعة،الهلاك بصاعقة أو بغرق، أو يكون فيضاناً أو ريحاً أو خسفاً أو قحطاً ومجاعة، أو ارتفاعاً بالأسعار أو أمراضاً، أو ظلماً وجوراً، وذلك بأن يسلط على بعض عباده حكام ظلمة، يسومون الناس سوء العذاب، أو يكون فتناً بين الناس واختلافاً أو مسخاً في الصور كما فعل ببني إسرائيل فمسخهم قردة وخنازير، أو مطراً بالحجارة، أو رجفة، فالكل عقاب من الله تعالى، وعذاب يرسله على من يشاء من عباده، تأديباً لهم، وردعاً لغيرهم. وقد جاءت كل هذه الأنواع في القرآن الكريم، والسنة المطهرة، فاقرءوا مثلاً قول الله - عز وجل - في الصاعقة: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ} [(44) سورة الذاريات]، ويقول في الغرق: {فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} [(136) سورة الأعراف]، ويقول في الفيضان والطوفان: {فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [(14) سورة العنكبوت]، ويقول في الريح:{وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} [(6) سورة الحاقة]، ويقول في الخسف: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ اللأرْضَ} [(81) سورة القصص]، ويقول في القحط والمجاعات وارتفاع الأسعار وانتشار الأمراض: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ} [(168) سورة الأعراف]،
وهذا ناتج من ظلم الناس لأنفسهم من حكام ومحكومين. فقد اصبح الظلم منتشر بين الحكام وبين المحكومين مما ينذر بشر البلية. أقول قولي هذا لتنبه الشعب المصري حكاما ومحكومين أن غضب الله قادم لا محالة ,ان مايحث الآن من ظلم بين الحكام والمحكومين وبين الشعب بعضه لبعض وأستكانت وأستسلام المجتمع كله لم يحدث له من ظلم وفساد دون الجهاد من أجل التغيير أنما هو أنذارمن الله للمجتمع بشرالبلية ,ان الله يمهل ولا يهمل,وانه لايغير ما بقم حتي يغيروا مابأنفسهم ,وان الجهاد فرض عين.فإن لم تردو الفساد فإن القادم أسوء كما قال رئيسنا المبجل.وفي النهاية أذكركم ببعض أقوال الله تعالي : {فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [(42) سورة الأنعام]، فالسيئات تعم كل ما يسوء الإنسان، والبأساء، الفقر والشدة والجوع والقحط، والضراء هي الآفات ومنها الأمراض، ويقول - عز وجل - في الظلم والجور: {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [(59) سورة القصص]، ويقول سبحانه: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [(16) سورة الإسراء]، ويقول في الفتن بين الناس والاختلاف والتحزّب والعذاب العام:{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ} [(65) سورة الأنعام]
والسلام عليكم
عبد الحليم عبد الحليم من أمريكا
ِabdelhalimabdelhalim@yahoo.com

الجمعة، 8 مايو 2009

رسالتان بخط الرئيس صدام تكشفان تعرضه للتعذيب


بغداد- 'القدس العربي' من ضياء السامرائي:
كشفت صحيفة 'ديلي نيوز' الأمريكية عن رسالتين، قالت إنها حصلت عليهما بشكل حصري، كتبهما الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، يشكو فيهما من تعرضه للضرب والاعتداء على يد المجموعة التي اعتقلته في كانون الأول (ديسمبر) من عام 2003.
وقالت الصحيفة التي تصدر في نيويورك على موقعها على شبكة الإنترنت إن الرسالتين كتبهما صدام بخط يده باللغة العربية بعد أيام من اعتقاله، وتم تسليمهما إلى القوات الأمريكية بعد إعدامه. واشارت 'ديلي نيوز' إلى ان الرسالتين الموجهتين إلى من يهمه الأمر، تفيدان بتعرض الرئيس السابق للضرب، حيث يشكو فيهما من الضربات التي تعرض لها في كافة أنحاء جسده، حتى أنها تركت آثارا واضحة عليه.ويصف صدام في الرسالتين المكان الذي تم حبسه فيه بعد اعتقاله، وقال إنه غرفة أهوال أقامها الأميركيون، حسبما أوردت الصحيفة.
وكتب الرئيس الراحل إن فرص النوم في هذا المكان محدودة للغاية، بل هي نادرة تقريبا، على الرغم من أنه فعليا يقضي معظم اليوم مستلقيا على السرير، مشيرا إلى انه في كثير من الأيام يعجز عن الحصول على قدر من النوم يزيد عن أربع أو خمس ساعات فقط.
ويتابع: اعتقد أنه لا يوجد شخص يحمل إحساسا وقلب بشر يمكنه النوم وسط صراخ المعذبين وقرع الأبواب وأصوات احتكاك المقاعد.
ويعرب صدام عن اعتقاده في أن مكان الحبس يتحول خلال الليل إلى مقر للتعذيب، بل وحتى خلال معظم أوقات النهار. ويطالب صدام في الرسالتين باسترداد صندوق معدني كان بحوزته قال إنه كان يحوي أكثر من نصف مليون دولار، وحقيبة سامسونايت، ودفتر ملاحظات يضم فصولا من إحدى القصص.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن هذين الخطابين يمثلان جزءا من 352 صفحة من الوثائق السرية الخاصة بصدام والمحفوظة لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي.

أوباما يخاطب العالم الإسلامي من مصر الشهر المقبل





أوباما يخاطب العالم الإسلامي من مصر الشهر المقبل

أوباما يختار مصر لتوجيه خطابه إلى العالم الإسلامي (الفرنسية-أرشيف)

أعلن البيت الأبيض الجمعة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيوجه كلمة "مهمة" إلى العالم الإسلامي خلال زيارته لمصر في الرابع من يونيو/حزيران المقبل "تتعلق بإعادة بناء علاقات الولايات المتحدة".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبز "إن الخطاب جزء من الجهود المتواصلة من قبل الرئيس والبيت الأبيض لتوضيح كيف يمكن أن نعمل معا من أجل تأكيد الأمن والطمأنينة والمستقبل الأفضل من خلال الأمل وفرص الأجيال الجديدة في الولايات المتحدة والعالم الإسلامي".

وبسؤاله عن اختيار مصر لإلقاء الخطاب قال المتحدث "مصر تُعد بلداً تمثل، في العديد من الحالات، قلب العالم العربي".

وبشأن المكان الذي سيلقي فيه أوباما خطابه خلال زيارته لمصر قال المتحدث إن ذلك لم يتحدد بعد.

ومن المتوقع أن تقتصر زيارة الرئيس الأميركي على القاهرة، حيث لم يكشف البيت الأبيض عن اعتزام أوباما زيارة دول أخرى بالمنطقة.

وعود
وكان أوباما قد وعد أثناء حملته الانتخابية بإلقاء خطاب مهم حول علاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي خلال المائة يوم الأولى من حكمه كجزء من جهود إعادة بناء علاقات الولايات المتحدة.

وخلال زيارته لتركيا -أول دولة إسلامية يزورها منذ توليه منصبه- الشهر الماضي قال أوباما في خطاب أمام البرلمان التركي إن بلاده ليست في حرب مع العالم الإسلامي.
ووجه أوباما الشهر الماضي الدعوة إلى عدد من زعماء الشرق الأوسط لزيارة واشنطن، من بينهم الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس.

كما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة الولايات المتحدة وذكرت مصادر أميركية أنه سيجري مباحثات منفصلة مع كل منهم بشأن الأوضاع في المنطقة.

وجاءت هذه الدعوة، في أعقاب لقاء أوباما بالملك الأردني عبد الله الثاني في أول لقاء يجمع زعيما عربيا مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.

وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض أن أوباما سيتوجه إلى ألمانيا، في الخامس من الشهر المقبل، لزيارة مدينة درسدن ومعسكر الاعتقال "بوخنفالد" الذي أنشأه النازيون أثناء الحرب العالمية الثانية.

ومن المقرر أن يزور أوباما فرنسا في اليوم التالي لزيارته ألمانيا للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى الخامسة والستين للإنزال النورماندي.


المصدر: وكالات الأنباء

الخميس، 7 مايو 2009

قال: إذا كان لدى اللواء فاروق المقرحى أوغيره دليل ضدى فليأت به حتى أعتزل الحياة .. المهندس حسب الله الكفراوى: هكذا فسدت وزارة الإسكان


* نظام القرعة فى بيع الأراضى «لغوصة».. واللى شايف إن ثمن متر الأرض 4 آلاف جنيه أكيد مش عايش معانا

* اتبعنا سياسة التسهيل على من يريد الشراء.. وبعد ذلك سمعنا عن 3 أو4 يشترون كل الأرض

* الأسمنت بيتصنع من تراب مصر.. وأسعاره ارتفعت بعد أن قدمنا الشركات على طبق من فضة للخواجات ومنهم السيد «نتان» اليهودى

* لم أكن من أصحاب سياسة البناء للمرفهين وأصحاب الثروات.. واسأل نقيبك مكرم محمد أحمد إذا كان واحد تقدم لشقة ولم يحصل عليها
* مرة واحدة وافقت على إعطاء فيلا لطبيب أسنان.. وكانت بتدخل من الدكتور رفعت المحجوب والدكتور عاطف صدقى
حوار سعيد الشحات

«أتحدى اللواء فاروق المقرحى أن يأتى بدليل واحد على ما ذكره لكم فى «اليوم السابع»، حول ذهابى إلى وزير الداخلية الراحل اللواء حسن أبو باشا فى مكتبه، ورجائى منه عدم الكشف عن قضية فساد فى وزارة الإسكان تتمثل فى قيام أحد المقاولين برشوة للعاملين فى جهاز مدينة 15 مايو».

هذه العبارة القاطعة جاءت من وزير الإسكان الأسبق المهندس حسب الله الكفراوى، وهو الرجل الذى خرج من الوزارة عام 1993، تاركًا وراءه تراثا من الإنجازات وسمعة طيبة من النزاهة والشرف، واشتباكا بآرائه التى لا تقتصر على المجال الذى أعطى فيه وهو مجال الإسكان والتعمير، وإنما تمتد إلى مجمل القضايا السياسية الأخرى.

لم يكن هذا النفى القاطع من الكفراوى هو الذى تعرضنا له فى هذا الحوار، وإنما كانت هناك قضايا أخرى أبرزها، السؤال الشائك الذى فرض نفسه مؤخرًا وهو: «لماذا تأتى قضايا الفساد دائما من وزارة الإسكان؟.. ورأى البعض: أنه رغم إنجازات الكفراوى فإنه ترك وزارة الإسكان والتعمير وفيها مائة مشروع بطنها مفتوحة:

سيادة الوزير.. لماذا ارتبط الفساد أكثر بوزارة الإسكان فى السنوات الأخيرة؟

مصر ليس فيها ندرة فى الأرض، نحن نعيش على 8 % من إجمالى المساحة، فهل كثير على المواطن أن يحصل على أرض يبنى عليها ويعيش فيها، كنا نبيع المتر بـ 14 جنيها دون وساطة، واسأل الشهود على ذلك، فمن كان يتقدم وفقا للأسس المتفق عليها كان يحصل على الأرض، وبالتالى لم يكن هناك من يتربح من وراء ذلك.

هل معنى ذلك أن نظام القرعة المتبع حاليا هو المسئول؟

هى «لغوصة».. يعنى إيه أعمل قرعة فى الاستاد لبيع الأرض، من قال ذلك؟.. العالم كله ليس فيه هذا النظام.. نفسى واحد يقول لى النظام ده موجود فين، عايز أمثلة أخرى.

نعم؟

مشروع «ابنى بيتك»، عندما يقال إن المشروع سيبنيه أكثر من مقاول.. يعنى إيه الكلام ده، لماذا لا يبنيها مقاول واحد حتى تكون المسئولية محددة، هل نعطى الناس أرضا ونقول له اجرى ورا بنى شقتك!!، ناهيك عن أن المساحة 63 مترا، يعنى مقبرة، وأسأل من جديد: من هو صاحب هذه الفكرة العبقرية؟!.

وزارة الإسكان هى وزارة خدمات وبالتالى فهى تعمل وفقا لهذا الهدف ووفقا للمعطيات الجديدة، وربما تكون مختلفة عما قبل؟

نعم هى وزارة خدمات، لكن تقدر تقول لى من لديه القدرة على دفع مقدم أربعين أو خمسين ألف جنيه لشقة.. من يستطيع دفع «الفلوس دى» والحالة الاقتصادية معروفة للجميع ولا تحتاج إلى شرح؟!.

ماهو الاقتراح الصحيح الذى يمكن تقديمه فى ذلك؟

لما يبقى فيه محترفين سأقدم اقتراحاتى.. احنا فى زمن الهواة.

ألا يعد ذلك بخلا فى النصيحة وأنت ممن يتنفسون هموم البلد فى كل وقت، ولا ترضى بالحال المايل؟

ليرجعوا إلى تجربتى.. احنا بفضل الله والعزيمة والتخطيط والإرادة حصلنا على درع الأمم المتحدة فى الإسكان، واستلمته من الدكتور بطرس غالى والأميرة مارجريت، وطبعا الناس دى مابتهزرش، والسبب إننا وصلنا إلى معدلات عالية وطبقا للمعايير العالمية فى حل مشكلة الإسكان.. الكل كان بيبنى وكل واحد حسب قدرته يأخذ تمويلا ويتابع.

القضية تحتاج إلى توضيح أكثر يا سيادة الوزير؟

شوف يا ابنى.. تعرف المعدل الطبيعى لحرارة الإنسان

37 درجة؟

بالضبط، وسؤالى لك هدفه أن أقول إن المجتمعات والشعوب كالإنسان لهم درجة حرارة معينة يعيشون فيها، ومن يبنى سبع وحدات سكنية لكل ألف مواطن لا يكون لديه أزمة إسكان، وهذا رقم عالمى متعارف عليه، ولما توليت وزارة الإسكان عام 1977 كان هذا الرقم عندنا أقل من واحد، ووصل الرقم فى عام 1990 إلى 11 وحدة لكل ألف مواطن، وبالتالى استطعنا التخلص من التراكمات المتأخرة، وربنا شاهد على ما أقول فالعبد من عباد الله الواجب عليه أن يعبد ربنا فى المكان اللى قاعد فيه، وبعدين الفضل لله أولا وللرئيس السادات ثانيًا.

كيف؟

أنا كنت مسئول تعمير منطقة قناة السويس بعد حرب أكتوبر 1973، كانت مدن السويس وبورسعيد والإسماعيلية مدمرة وكان فيه مليون مهاجر من هذه المدن إلى باقى محافظات مصر بعد حرب 1967، كنت وقتها رئيس شركة مقاولات، وبعد الحرب أخذونى من موقعى وطلب منى الرئيس السادات أن أنتهى من عملية التعمير فى 36 شهرا، خلصتها فى 30 شهرا، فأعطانى «الله يرحمه» مكافأتين، الأولى وسام الطبقة الأولى، والثانية محافظا لدمياط فى نوفمبر عام 1976.

أين الإسكان فى ذلك؟

اصبر وكل الكلام هيتقال.. فى أبريل عام 1977 استدعانى الرئيس السادات لأدخل مدرسة وأذاكر، علشان اتعين فى أكتوبر وزير تعمير.. وتبدأ القصة.

ماهى القصة؟

الرئيس السادات قال لى: «ياكفراوى انت ماتروحش دمياط بعد كده، أنا قلت لممدوح سالم يجهز لك مكتب فى وزارة التعمير، أنا عايزك تذاكر كويس الموضوع ده وبعدين نتكلم.

وبعد ستة شهور قابلته لأعرض عليه التقرير الذى انتهيت إليه، كان التقرير يحتوى على القيام بإنشاء ست مناطق تعميرية جديدة فى سيناء وبحيرة السد والساحل الشمالى والبحر الأحمر والوادى الجديد، بالإضافة إلى ذلك نعمل 17 مدينة جديدة حول الدلتا والوادى -لم تزد مدينة واحدة حتى الآن- ونعمل مشروعات عاجلة ومطلوبة مثل الصرف الصحى فى القاهرة الكبرى والإسكندرية ونقيم الكبارى.

ماذا كان رد فعل الرئيس السادات؟

قال لى الأسبوع القادم سأضع حجر الأساس لأول مدينة، قلت له ياريس: «بعد 6 أشهر»، رد: «الأسبوع القادم يا كفراوى»، وبالفعل ذهبنا بعدها بأسبوع، وأنا أشرح له قلت أمامى 6 أشهر للبدء فى البناء، رد: «تبيع الأرض بكره ياكفراوى، والمتر سعره خمسين قرشًا»، والسعر الذى ذكره كان مفاجأة هزتنى لأنى فى حديثى الأول له حددت سعر المتر بـ 14 جنيها، لا أبالغ لو قلت لك إن «روحى راحت» تهيأ لى أنه نسى، وبعد ذلك قدمت له رئيس مجموعة الدراسة المعنية وكان سويدى الجنسية، وشرح له الرجل أن المشروع لا يمكن البدء فيه إلا بعد 6 أشهر، وأن السعر السليم هو 14 جنيهًا، وليس خمسين قرشا كما أعلن، وبعد المقابلة طلب الصحفيين وقال لهم المهندس الكفراوى، قال لى 6 أشهر وأنا رفضت، وبعدين جاب الراجل السويدى عشان يمكن يكون فاكر إنى ما فهمتش، لأ أنا باقول المتر بخمسين قرشً.

ماذا حدث فيما بعد؟

قلت لرئيس الوزراء ممدوح سالم: «أجيب 13.5 جنيه إزاى، الفرق كبير بين التسعيرة اللى وضعها الرئيس واللى احنا بنقول عليها فى الدراسات»، رد ممدوح سالم: «إذا كنت عايز تترفد يبقى لوحدك، شغلتنا دلوقتى إزاى ننفذ القرار، وعلى كل حال نفذ وسأحدد لك معه موعدا»، المهم إنه تم الإعلان عن بيع مليون متر ب50 قرشا، وفى الأسبوع الأول تم حجز 11 مليون متر.

كان التوسع فى الحجز مفاجأة إذن؟

فعلاً.. ولما قابلت الرئيس السادات بعدها قال لى بفرح شديد: «مبروك يا كفراوى اللى حصل معناه ثقة من الشعب فى الحكومة والوزارة»، قلت له: «تكلفة الثقة كبيرة يا سيادة الرئيس وثمنها سيصل إلى 150 مليون جنيه»، رد: «ده ثمن الولاء يا كفراوى.. المواطن اللى مالوش حتة أرض يعيش ويدفن فيها يبقى هايكون عنده ولاء ازاى!!، المواطن لازم تكون له حتة أرض يدافع عنها.. دى سياسة ياكفراوى».

قصد الرئيس السادات كان سياسيا فى المقام الأول؟

ماذا تعنى السياسة إن لم تحل مشاكل المواطن البسيط.. المواطن الذى يريد أن يعيش فى مسكن به الحد الأدنى من ضرورات الحياة، مش 3 أو 4 ياخدوا الأرض ويتاجروا فيها.

أفهم من ذلك أن بيع الأرض لقلة محدودة سبب من الأسباب التى أدت إلى الفساد؟

أكيد.. والطبيعى إن كل واحد يحصل على قطعة أرض يكون بهدف العيش عليها، وليس بهدف المتاجرة فيها والمضاربة عليها.. فى أى شرع يصل ثمن المتر إلى 4 آلاف جنيه.

العرض والإقبال على الشراء هما اللذان يفرضان ذلك؟

الكلام ده غير حقيقى لو كنت عايز تحل مشكلة الإسكان صحيح، واللى شايف ان السعر ده مناسب يبقى مش عايش معانا.

ما الآثار التى ترتبت على هذا الارتفاع فى ثمن الأرض؟

نتج عنه ارتفاع أسعار الأسمنت والحديد بالشكل الجنونى الذى نراه الآن، وأقول: بأمارة إيه يرتفع سعر الأسمنت إلى أكثر من 700 جنيه، ده بيتعمل من تراب مصر، هو احنا بنستورد التراب كمان!!.

من أين بدأت قصة الأسمنت وزيادته الجنونية يا سيادة الوزير؟

فى عام 1990 ارتفع سعره إلى 90 جنيها فاستدعيت التجار وقلت لهم «اللى يحقق أكثر من 25 % أرباح يروح يلزم بيته ومالوش عندى كلام» أين نحن من ذلك؟، السعر قفز مؤخرا إلى أكثر من 700 جنيه، ولما حصل ضغط عليهم نزل إلى 540 جنيها، يعنى ولا المخدرات.. لاحول ولا قوة إلا بالله، عموما أنا أديت رسالتى بضمير وعندى 78 سنة وربنا يحسن ختامنا وختام الجميع.

سيادة الوزير... الكلام عن الأسمنت لم ينته بعد وهو جزء من رسالتك؟

ألف رحمة ونور على ممدوح سالم.. هافضل أقولها حتى آخر يوم من عمرى.

الرحمة واجبة، ودعاؤنا لممدوح سالم، ولكن ماهى علاقته بالأسمنت؟

علاقة كبيرة، لما توليت الوزارة كنا بنستورد 7 ملايين طن أسمنت، فقلت لممدوح سالم احنا بنستورد التراب من الخارج، وبلدنا فيها طفلة وحجر جيرى، وهى مكونات الأسمنت يعنى الأولى نعمل مصانع أسمنت فى بلدنا، رد ممدوح سالم: «برافو عليك نبدأ فورا، وبدأنا والنتيجة كانت انه فى عام 1990 العام الذى تركت فيه الوزارة كنا ننتج 17 مليون طن بعد أن كان 2.4 مليون طن عام 1977.

الآن يوجد إنتاج وفير وثمن مرتفع.. لماذا هذه المعادلة المغلوطة؟

اسأل أجهزة الدولة عن السبب.

هل يمكن أن نحصر السبب فى بيع شركات الأسمنت؟

مصانع الأسمنت التى كانت مملوكة للمصريين تفتكر أقول إيه عنها غير أن هناك من وضعها على طبق من فضة وباعها إلى الخواجات ومنهم السيد «نتان» اليهودى، اتباعت المصانع للإيطاليين والفرنسيين،عشان ياخدوا الأرباح واحنا نأخذ التلوث.

سيادة الوزير.. فلتسمح لى بالعودة إلى ماذكرته عن تفوقك عن المعدلات العالمية التى يقاس عليها عما إذا كانت هناك أزمة إسكان أم لا، وأسألك: هل معنى ذلك أن أزمة الإسكان جاءت تالية لعهدك؟

سأحكى لك موقفا حدث لى بعد خروجى من الوزارة بعدة شهور، كنت عضو مجلس الشعب، وهاتف داخلى قال لى اذهب إلى الجلسة المسائية، وفور أن دخلت نادانى النائب والفلاح الفصيح فكرى الجزار قائلاً: «جئت فى وقتك يا بطل.. فيه استجواب محتاجك»، كان المجلس سيناقش استجوابا يقول إن هناك 200 ألف شقة خالية من السكن، ولم يتم توزيعها، طلبت الكلمة من الدكتور فتحى سرور فأشار لى بإشارة تعنى «بلاش» ومع إصرارى أعطى لى الرجل الكلمة فقلت الـ200 ألف شقة الخالية تشرفنى وكنت أتمنى أن تصل إلى 2 مليون شقة، قلت هذا الكلام وأنا أعرف وقتها أنه لم يتم بناء حاجة بعدها.

هل يعد ذلك دليلا على أنه لم تكن هناك أزمة إسكان، كما أن الشقق المغلقة كان الأغلب منها إسكانا فاخرا؟

اسأل نقيبك الأستاذ مكرم محمد أحمد إذا كان واحد تقدم للحصول على شقة ولم يأخذها، أما حكاية أنه إسكان فاخر فهذا كلام غير صحيح.

ما هو الدليل على انه لم يكن إسكانا فاخرا؟

أنا لم أكن من أصحاب سياسة البناء للمرفهين وأصحاب الثروات، كان اللى بيتقدم للحصول على شقة 85 مترا يدفع مقدم 600 جنيه والباقى 5 آلاف جنيه و 125 مترا، يدفع 1400 جنيه مقدم والباقى على 27 سنة.. ذهبت إلى اسطبل عنتر أنا والسائق لأنى سمعت إن فيها منطقة عشوائية جديدة، ذهبت إليها حتى أرى الواقع الحقيقى وبعد ذلك أعطيتهم أراضى فى 15 مايو، واللى يعمل كده يبقى إزاى يكون بيعمل للإسكان الفاخر!، يا أخى لم يكن أحد يسكن فى القبور وقتها إلا الحنوتية، وأدعوك مرة تانية تسأل النقيب مكرم محمد أحمد، يا أخى الكلام اللى أنا بأحكيه تقريبا بقى من لغة أهل الكهف.

قيل إنك كنت توزع الفيلات على المعارف؟

سأقول لك كلاما ومن لديه غيره إذا أثبته سأعتزل الدنيا وما فيها... كان فيه فيلات فى العاشر من رمضان وكنا نبيع الفيلا بـ«11» ألف جنيه، وطبعا واحد حب يدلعنى فقدم استجوابا قال فيه: إن تكلفة الفيلا 110 آلاف جنيه ووزعتها على الحبايب، فقلت إن حكاية الـ 110 آلاف يرد عليها الجهاز المركزى للمحاسبات، أما حكاية توزيعها على حبايبى فأتحدى إذا كان هناك واحد من محافظة دمياط وهى محافظتى حصل على شقة بالوساطة، الفيلا الوحيدة اللى كانت بوساطة كانت من الراحلين الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب، والدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء وقتها، وكانت لطبيب أسنان، وأكرر إذا كان هناك كلام آخر فليثبته من يقوله وسأعتزل الدنيا بعدها.

هناك من قال إنك سلمت وزارة الإسكان إلى من جاء بعدك وبطنها مفتوحة مما كان له الأثر السلبى فى استكمال باقى الخطط؟

يعنى إيه الكلام ده؟

قالوا إنك تركت الوزارة وفيها أكثر من 100 مشروع مفتوح بطنها؟

اسمح لى أن أقول إن هذا الكلام مغرض وليس له منطق ولا أساس، هو من المدفوعين على الهجوم على حسب الله الكفراوى وفترته التى كانت شعلة من النشاط، كان فيه 26 محافظة فى مصر، عايز محافظة من عام 1977 حتى 1993 تقول إن كان فيه «ويتنج لست»، نعم المشروعات كان لازم يبقى بطنها مفتوحة لأنها كانت كلها تتم فى وقت واحد، ولو كنت أستطيع أن أرفع عددها إلى ألف كنت فعلت، تفتكر يعنى ان الوزير صلاح حسب الله لما جاء من بعدى كان عايز يلاقيها خرابة!، المشكلة فى كيفية إدارة هذه المشروعات التى قامت من أجل تنمية 26 محافظة واسألوا النواب المعاصرين لها، أنا كنت أقول لهم أرجوكم بلغونى عن أى مشروع متوقف.

هل يمكن أن يكون القصد من ذلك مشروعات الصرف الصحى التى لم تكتمل؟

مشروع الصرف الصحى الذى بدأته كان أكبر مشروع صرف صحى على الكرة الأرضية، القريب منه كان مشروعا فى شنغهاى فى الصين فقط، واسألوا عن تكلفته فى الجهاز المركزى للمحاسبات، وقارنوه بما يحدث الآن، وبالمناسبة التكلفة كانت من المعونة الأمريكية واليابانية وغيرهما، كل هذا عند ربنا وليس عند المغرضين.

سيادة الوزير.. أنتقل إلى ما قاله اللواء فاروق المقرحى بأنك ذهبت إلى وزير الداخلية الراحل حسن أبو باشا ترجوه عدم الكشف عن قضية رشوة من مقاول للعاملين فى جهاز 15 مايو؟

أنا عايز السيد المقرحى يأتى بشاهد واحد من وزارة الداخلية على كلامه ويقول من هو المقاول ومن هم العاملون، وأنا بالتأكيد لم تكن فوق دماغى طاقية الاخفا لما كنت عند أبوباشا، بأمارة إيه بيقول المقرحى الكلام ده، هو اختلق حدوتة، وأقول له فشر.. فشر.. فشر، وبعدين أنا خرجت من الوزارة بصديقين هما الدكتور إبراهيم بدران واللواء أبوباشا، والزيارات بيننا لم تنقطع، والبرنامج التليفزيونى الوحيد اللى ظهر فيه أبوباشا كنت أنا ضيفه الوحيد، شوية أنفاس يامقرحى بلاش، كل واحد يختلق حاجة يتكلم فيها على مزاجه دى سمعة ناس شرفاء.

سيادة الوزير.. ألا تفكر فى كتابة مذكراتك؟

أنا زهقت وكل اللى باتمناه من ربنا الستر ويحمينى من الناس اللى مالهومش كينونة، وقضيتها الهجوم على الكفراوى.. مرة واحد كلمنى وقال فيه كتاب عنك وعن التعمير فى عهدك وأنا أريد الحديث معك لهذا الغرض، وقعدت معه أعمل الحلقة الأولى، والحلقة الثانية لم تظهر.

المذكرات تحسم أشياء كثيرة ياسيادة الوزير?

ربنا يسهل يا ابنى.
اليوم السابع

صور من مأساة قتل المدنيين بأفغانستان






بدون تعليق
قتل أكثر من مائة شخص من المدنيين الأبرياء معظمهم من النساء والأطفال في غارات جوية أميركية بولاية فراه غربي أفغانستان يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين وذلك عند وجودهم في منازل كانوا يحتمون داخلها من القصف. ويعتبر الهجوم تكرارا لسلسلة من الهجمات الأميركية التي أودت بأرواح مدنيين أبرياء طوال السنوات الماضية في أفغانستان.

فيسك: نقتل المدنيين ونلوم الإرهابيين



"بالطبع سيفتح تحقيق, ثم يقال لنا إن المدنيين الأفغانيين الذين قتلهم القصف الأميركي كانوا يستخدمون دروعا بشرية من طرف طالبان وسنعبر عن أسفنا العميق لقتل أناس أبرياء, لكننا سنحرص على أن نؤكد أن ذلك كله خطأ الإرهابيين وليس خطأ طيارينا الشجعان ولا قوات البحرية الأميركية الخاصة التي استهدفت بينما كانت في مهمة استكشافية في بالا بولوك وغنجاباد.".

بهذه الكلمات بدأ روبرت فيسك مقاله بصحيفة ذي إندبندنت البريطانية تعليقا على الغارات الأميركية الأخيرة بأفغانستان وما خلفته من قتلى بين المدنيين, مستهجنا تشابه التكتيكات الإسرائيلية والغربية في مثل هذه العمليات.

وبنبرة لا تخلو من التهكم, يقول إنه "عندما تدمر القوات الأميركية بيوت العراقيين, تفتح تحقيقا. آه! وكم يحب الإسرائيليون التحقيقات رغم أنها نادرا ما تكشف عن أي شيء".

ويؤكد أن ذلك إنما هو تاريخ الشرق الأوسط الحديث, "فنحن دائما على صواب وإن لم نكن كذلك, فإننا (أحيانا) نعتذر ثم نلقي اللوم كله على الإرهابيين".


فيسك: كرزاي المغلوب على أمره يدعو لأخلاق أسمى عند شن الحروب (رويترز-أرشيف)
وتعليقا على ردة فعل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على ما حل بمواطنيه, يقول الكاتب إن كرزاي المغلوب على أمره بدا وهو يعلق على ذبح الأفغانيين كما لو كان مصدر إلهام للخير عندما دعا إلى "مستوى أسمى من الأخلاق" عند شن الحروب وإلى أن نكون "بشرا أفضل" وقت تنفيذنا للعمليات العسكرية.

وعن مبرر القوات الغربية لما تقوم به يرى فيسك أن "المبرر بسيط للغاية" وهو أن "نحيا نحن ويموتوا هم".

وهو ما قال إنه ينبني على منطق مفاده أننا "لن نعرض أبطالنا الشجعان للخطر على الأرض لمجرد تفادي استهداف المدنيين, لن نفعل ذلك تحت أي ظرف, ولذلك نطلق نيران القذائف الفوسفورية على الفلوجة, ونمطر النجف بقذائف الدبابات, رغم معرفتنا المسبقة بأننا نقتل مدنيين".

وهذا هو بالضبط ما تفعله إسرائيل كما يقول فيسك وهو يبرز تطابق التكتيكات الإسرائيلية والتكتيكات الغربية في هذا الشأن ويضرب كأمثلة على ذلك ذبح حلفاء إسرائيل 1700 فلسطيني في مخيمات اللاجئين بصبرا وشاتيلا عام 1982, وقتل إسرائيل نفسها أكثر من ألف مدني لبناني في حربها على هذا البلد عام 2006, ثم قتلها أكثر من ألف فلسطيني في عدوانها على غزة هذا العام.

فالسياسة التي يتبعها الغرب وإسرائيل كلاهما واحدة وهي, حسب الكاتب أنه "كلما قتلنا مسلحين –إرهابيين بالطبع- فذلك تكتيك الدروع البشرية كما هو معهود".

ويقدم الكاتب النظرة القانونية لمثل هذا التصرف فيقول إن "الواقع أن القانون الدولي يحظر استهداف الجيوش للأماكن الآهلة بالسكان كما يحرم القصف الوحشي للقرى حتى لو تحصنت بها قوات العدو".

"لكننا ضربنا عرض الحائط بكل ذلك في قصفنا للعراق عام 1991 وللبوسنة وفي حربنا على صربيا ومغامرتينا بأفغانستان منذ العام 2001 وبالعراق منذ العام 2003", ويلاحظ فيسك قبل أن يختم مقاله أنه "سواء أكانت الضحية شخصا بريئا أو إرهابيا أو كانت مدنيا أو عضوا من طالبان فإن اللوم دائما يوجه للمسلمين".

المصدر: إندبندنت

الثلاثاء، 5 مايو 2009

فهمي هويدي يكتب: الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان




فهمي هويدي يكتب: الفشل المقدس في علاقات مصر والسودان

ملف العلاقات المصرية السودانية مرشح بقوة لأن يحتل موقعا بارزا في كتاب الدهشة، من حيث إنه محمل بأثقال الماضي بأكثر منه مستجيب لاستحقاقات الحاضر والمستقبل.


(1)

هل يمكن أن يكون هناك حضور الصين في السودان أقوى من الحضور المصري، بحيث تفتح معاهد لتعليم اللغة الصينية في حين يغلق فرع جامعة القاهرة في الخرطوم؟ ولماذا أصبح الماليزيون يديرون واحدا من أهم فنادق العاصمة السودانية بينما ينحصر أبرز وجود لمصر في الشمال في وفرة عمال البناء؟ وهل يعقل أن تستمر إسرائيل طوال الخمسين سنة الأخيرة في نصب شباكها حول السودان وتنجح في اختراق أطرافه، في حين تستمر مصر في الانسحاب منه والانصراف عنه؟ ولماذا فشل البلدان "الشقيقان" في إقامة علاقة ناجحة منذ استقلال السودان قبل أكثر من خمسين عاما وحتى الآن؟

لست في وارد الإجابة على الأسئلة التي ظلت تلح عليّ أثناء زيارة الخرطوم وبعدها. وإن كنت لا أخفي أن فيها من الاستنكار أكثر مما فيها من الاستفهام. لكني أزعم أن استدعاء السياق التاريخي قد يكون عنصرا مساعدا على فهمها بصورة أفضل. ذلك أن خلفية علاقات البلدين مرت بأطوار عدة، لا تزال أصداؤها حاضرة في الإدراك المتبادل بين البلدين.

ومما يجدر ذكره في هذا الصدد أن كثيرين من المثقفين المصريين والسودانيين لا يعرفون أن السودان الحديث هو في حقيقة الأمر أحد مشروعات النخبة التركية المتمصرة بقيادة محمد علي باشا. ذلك أنه لم توجد دولة باسم السودان قبل مجيء محمد علي وأحفاده إلى منابع النيل، حيث كانت الدولة التي تجاور مصر جنوبا هي سلطنة التويخ التي تمتد حدودها بين وادي حلفا وتخوم سنار.

"
هل يمكن أن يكون هناك حضور الصين في السودان أقوى من الحضور المصري؟ ولماذا أصبح الماليزيون يديرون واحدا من أهم فنادق العاصمة السودانية بينما ينحصر أبرز وجود لمصر في الشمال في وفرة عمال البناء؟
"
وإلى غربها كانت توجد سلطنة كردفان بقيادة المندوم مسلم، ثم سلطنة دارفور التي كانت تتواصل مع مصر عن طريق درب الأربعين -أي درب الأربعين يوما- وهي الفترة التي تستغرقها رحلة القوافل للوصول إلى الحدود المصرية من الفاشر. وجنوبا كانت القبائل الجنوبية تعيش كما خلقها الله سبحانه وتعالى كتجمعات لا تعرف الدولة أو السلطة المركزية، ولكل لهجته وعاداته وطرائقه في الحياة.

تمكنت مصر من لمّ هذه المكونات الجغرافية والبشرية على مراحل مختلفة، ابتداء من عام 1820 إلى عام 1874. ثم أطلق عليها الخديوي إسماعيل في أحد فرماناته اسم "السودان المصري". واستمر الحال كذلك إلى أن اندلعت الثورة المهدية، التي لم يسع برنامجها الروحي والسياسي إلى قطيعة مع مصر، بل إلى زيادة التواصل معها عن طريق إقامة دولة إسلامية متحدة بين مصر والسودان.

حين سقط مشروع الثورة المهدية الذي عبر عن الشوق لإقامة دولة متحدة على وادي النيل، فإنه أفسح الطريق أمام دولة الحكم الثنائي ابتداء من عام 1899، التي كانت في حقيقتها حكما إنجليزيا روحا وإدارة، إذ لم يكن لمصر من نصيب في إدارة السودان إلا دفع تكاليف إدارة شؤون البلاد من الخزينة المصرية.

لذلك فإن مشروع السودان الحديث الذي أقامه الإنجليز، وما فيه من سكك حديدية ومدارس ومشروعات زراعية وجيش نظامي، وغير ذلك من مطلوبات الدولة إنما تم سداد تكاليفه من الخزينة المصرية، باعتبار أن السودان كان يعد آنذاك إقليما مصريا. في حين أن الإدارة الإنجليزية كانت ترمى إلى هدف آخر هو أن يكون السودان للسودانيين، حتى لا يقوم مشروع دولة وادي النيل، التي تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى الأدغال السودانية.


(2)

الفقرات السابقة مهمة في ذاتها وفي مصدرها. فهي تسلط الضوء على خلفية الحضور المصري في السودان منذ قرنين من الزمان. وتفسر بالتالي لماذا اعتبرت النخبة الحاكمة في مصر طوال العهد الملكي أن السودان جزء من مصر، وأن وحدة وادي النيل هي الأصل، وهي المطلب الذي تمسكت به جنبا إلى جنب مع مطلبها جلاء الإنجليز عن البلاد. أما مصدر هذه الشهادة فهو واحد من أبرز المثقفين السودانيين، هو مدير جامعة أفريقيا العالمية الدكتور حسن مكي (نشرت بجريدة الأهرام في 2/12/2008).

هذه الصفحة طويت بعد قيام ثورة يوليو/تموز 1952، التي اعترفت بحق السودان في تقرير مصيره، مما ترتب عليه انحياز ممثليه إلى الاستقلال، الذي أعلن رسميا في أول شهر يناير/كانون الثاني 1956. وهذا الاستقلال نقل علاقات الطرفين إلى طور آخر. فقد شغلت مصر في المرحلة الناصرية بمعاركها المشهودة. في الوقت الذي احتفظت فيه بعلاقة ود طيبة مع السودان المستقل، وقد تطور الأمر على نحو أكثر إيجابية في عهد الرئيس السادات الذي توصل إلى اتفاق مع الرئيس جعفر نميري (1978-1985) حول صيغة "التكامل" التي أقامت مؤسسات عدة للتعاون بين البلدين.

ولكن حكومة السيد الصادق المهدي التي جاءت بعد ذلك ألغت التكامل وتبنت ما سمي في حينه بـ"ميثاق الإخاء"، الذي كان بمثابة نكوص أدى إلى تراجع العلاقات خطوات إلى الوراء. وفي عهد حكومة الإنقاذ التي تولى السلطة فيها الرئيس عمر البشير عام 1989 حدثت محاولة اغتيال الرئيس مبارك عام 1995، التي شاركت فيها بعض أطراف الحكم في الخرطوم، مما ضاعف من تراجع علاقات البلدين وأدى إلى تدهورها.

هذا التاريخ، القديم منه والحديث، ظل حاكما لمسار العلاقات طول الوقت. فقد تعددت قراءة الماضي البعيد على نحو أقام حاجزا في الإدراك السوداني أمام التفاعل المنشود. أما الماضي القريب فقد أضاف حاجزا في الإدراك السياسي المصري زاد الأمور تعقيدا. وما كان لهذا وذاك أن يحدث إلا في غياب رؤية إستراتيجية مشتركة تحدد الأهداف العليا، وتفرق بين ما هو مصيري وعارض أو بين التناقض الرئيسي والتناقضات الثانوية. وهذا منطوق يحتاج إلى بعض التفصيل.


(3)

"
أشاعت الخلفيات التاريخية حساسية مفرطة لدى شريحة واسعة من المثقفين السودانيين إزاء التعامل مع مصر, فمنهم من اعتبر الوجود المصري منذ أيام محمد علي باشا "احتلالا"، ومنهم من اعتبر أن مصر ظلت عازفة عن الاعتراف باستقلال السودان والتعامل معه باعتباره شقيقا وندا
"
فقد أشاعت الخلفيات التاريخية حساسية مفرطة لدى شريحة واسعة من المثقفين السودانيين إزاء التعامل مع مصر. فمنهم من اعتبر الوجود المصري منذ أيام محمد علي باشا "احتلالا"، الأمر الذي أثار جدلا طويلا لم يتوقف بين المثقفين السودانيين والمصريين (الأخيرين اعتبروه فتحا). ومنهم من اعتبر أن مصر ظلت عازفة عن الاعتراف باستقلال السودان والتعامل معه باعتباره شقيقا وندا، وتصرفت في مواقف عدة كما لو أن السودان لا يزال تابعا لها. ومنهم من ذهب إلى أن النخبة المصرية تستعلي على السودانيين وتنظر إليهم نظرة دونية (أحدهم قال لي لماذا يظهر السوداني "بوابا" في الأفلام السينمائية المصرية، في حين أن المصريين أصبحوا يؤدون هذه الوظيفة في أغلب دول الخليج)، إلى غير ذلك من الدعاوى والانطباعات التي سجلها كتاب "النداء في دفع الافتراء" (1952) للمؤلف السوداني محمد عبد الرحيم.

صحيح أن ثمة أجيالا من المثقفين السودانيين تجاوزت تلك الحساسيات (أغلبهم ممن درسوا في مصر وخالطوا أهلها). لكن هذه الأجيال بسبيلها إلى الانقراض، فضلا عن أنه في غياب الحضور المصري في السودان فإن الأجيال الجديدة باتت تستشعر غربة إزاء مصر، حتى أصبحت غير محصنة ضد فيروس الحساسيات باختلاف مصادره.

وضاعف من سلبية الموقف أن مصر السياسية لم تبذل جهدا ملموسا لتصحيح تلك الانطباعات خلال العقود الثلاثة الأخيرة بوجه أخص، التي بدا فيها السودان مهمشا في الإستراتيجية المصرية. حتى سمعت من أحد كبار السياسيين السودانيين أنهم في الخرطوم شعروا بعد محاولة اغتيال الرئيس مبارك أن السودان سقط من منظومة الأمن القومي المصري.

في هذا الصدد لا يستطيع المرء أن يكتم شعوره بالدهشة حين يجد أن بلدا كبيرا ومهما للغاية بالنسبة لمصر يهمش هكذا أو يغيب في رؤيتها السياسية. إذ هو بالنسبة لنا ليس جارا وشقيقا فحسب، ولكن أيضا سودان نهر النيل، وما أدراك ما نهر النيل. وسودان العمق الإستراتيجي، وسودان الموارد البشرية والاقتصادية الكبيرة. هذا إذا تجاهلنا دوره كباب للعرب والمسلمين إلى أفريقيا. يطل على ثماني دول منها (غير مصر). هو باختصار وبالمعيار النفعي البحت إحدى ضرورات الدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي.

هذه الدهشة تتضاعف إذا علمنا أن إسرائيل أدركت منذ وقت مبكر أهمية السودان بالنسبة لمصر والعرب. وهو ما أشرت إليه في كتابات سابقة، عرضت فيها خلاصة لبحث عميد الموساد المتقاعد موشي فرجي حول علاقة إسرائيل بحركة تحرير جنوب السودان، الذي قدمه في عام 2003 إلى مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا التابع لجامعة تل أبيب، وإلى محاضرة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق آفي ديختر حول الرؤية الإستراتيجية لدول المنطقة، التي ألقاها في معهد الأمن القومي بتل أبيب (عام 2008). وفي الوثيقتين كلام صريح عن سعي إسرائيل إلى إضعاف السودان وإنهاكه لكي لا يصبح قوة مضافة إلى العالم العربي، ولكي يتحول إلى عنصر ضغط على مصر.

ولا يخفي البحث الأول أن ذلك المخطط الإسرائيلي دخل إلى حيز التنفيذ منذ أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي. حيث ظل تفتيت السودان وإثارة الاضطرابات فيه هدفا إستراتيجيا إسرائيليا، ترجم على الأرض من خلال الدعم الكبير الذي قدم إلى حركة الانفصال في الجنوب، وهو الذي انتقل بعد ذلك إلى دارفور على النحو الذي ستفصل فيه لاحقا.


(4)

بوسعنا أن نقول إن السودان أخطأ عدة مرات في حق مصر. فقد استبد الغضب بالبعض حين استقر بالقاهرة الرئيس السابق جعفر نميري بعد إسقاط نظامه في منتصف الثمانينيات، وذهبوا في المطالبة به إلى حد حرق العلم المصري. وحين ألغي التكامل بين البلدين، وتم إغلاق فرع جامعة القاهرة في الخرطوم، كما تم الاستيلاء على استراحات الري التي أقامتها مصر على النيل. وتواصلت تلك الأخطاء حين تبين ضلوع بعض عناصر الحكم في محاولة الاغتيال الآثمة.

"
مصر والسودان فشلا في صياغة علاقة إيجابية تنبني على رؤية إستراتيجية تستعلي فوق العوارض والصغائر وتحقق مصالحهما العليا المشتركة, وإذا ظلت مصر تعتبر نفسها الشقيق الأكبر فإن مسؤوليتها عن الفشل تغدو أكبر
"
بالمقابل ينبغى أن نعترف بأن مصر الراهنة لم تتعامل مع السودان بما يستحقه من مودة. ولم تتصرف معه بمنطق الدولة الحريصة على تأمين حدودها الجنوبية. في الستينيات وبداية السبعينيات، أقيم حفل أضواء المدينة في الخرطوم، وقدمت الحفل الذي غنى فيه عبد الحليم حافظ الفنانتان سعاد حسني ونادية لطفي. كما زارت العاصمة السودانية فرقة رضا للفنون الشعبية وعرضت هناك مسرحية "مدرسة المشاغبين" التي كان عادل إمام وسهير البابلي أهم أبطالها. ولم تنس حتى الآن زيارة أم كلثوم في عام 1965 التي نشرت جريدة "الصحافة" ترحيبا حميما بوصولها تحت عنوان: "أهلا سحابة المطر الواعد".

هذه الصورة اختلفت خلال العقود الثلاثة الأخيرة. فهم يقولون مثلا إن وزير الثقافة المصري لم يزر السودان منذ تولى منصبه قبل أكثر من عشرين عاما، وأن وزير الزراعة حين زارها مؤخرا فإن نظيره السوداني قال له وهو يرحب به في المطار: "أهلا بأول وزير زراعة مصري نراه في الخرطوم منذ 22 عاما"، ويعتبرون أن وزير الإعلام في حالة مقاطعة للسودان.

يقولون أيضا إن مصر توقفت عن استكمال مشروع قناة جونقلي التي تم إنجاز ثلثيها، رغم أن الظرف أصبح مواتيا لإكمال الثلث الأخيرة، والتي إذا استكملت ستضيف الكثير إلى السودان، من ذلك أنها ستختصر الطريق من بورسودان إلى ملكال من أسبوعين إلى يومين أو ثلاثة.

يقولون كذلك إن حالة النقل البحري بين البلدين تعبر بقوة عن بؤس الجسور الممتدة بينهما. فقد غرقت أربعة مراكب بركابها خلال السنوات الأربع الأخيرة، علما بأن أحدث مركب عامل على الخط بني في عام 1972 "عمره 37 عاما" وهناك مركب أخرى يعمل منذ عام 1959(!).

يضيفون أن الدولة خصصت لشركة التكامل الزراعي السوداني المصري 170 ألف فدان قبل أكثر من عشرين عاما، ولكن مصر تقاعست عن استثمارها بحيث لم تزرع منها طوال تلك الفترة غير 5 آلاف فدان فقط.

لست في مقام تبرئة أو إدانة أي طرف. ولكن أهم ما يستخلصه المرء من هذه الشواهد والانطباعات أن البلدين -رغم حاجة كل منهما للآخر- فشلا في صياغة علاقة إيجابية تنبني على رؤية إستراتيجية تستعلي فوق العوارض والصغائر، وتحقق مصالحهما العليا المشتركة.

أردت أيضا أن أنبه إلى أن الذاكرة المسكونة بالرواسب والحساسيات ظلت عبئا أثقل وتيرة التقدم إلى الأمام، وأن مصر إذا ما ظلت تعتبر نفسها في مقام الشقيق الأكبر فإن مسؤوليتها عن ذلك الفشل تغدو بدورها أكبر.

المصدر: الجزيرة

الأحد، 3 مايو 2009

كيف دخلت مصر القفص؟ - بقلم د.حسن نافعة


كثيرة هى اللحظات التى يخلو فيها الإنسان إلى نفسه متأملا أحوال بلاده دون أن تكون هناك مسألة محددة أو قضية معينة تشغل ذهنه أو تستدعى تأملا أو بحثا أو تحليلا.
ولا عجب فى ذلك، فأحوال مصر وسياستها الرسمية فى الداخل والخارج تثيران قلقا حقيقيا لدى كل مهتم أو مهموم بمستقبل هذا البلد الفريد، وهو قلق بدأ يزداد ويتسع نطاقه فى الآونة الأخيرة، ولم يعد مقصورا على المصريين وحدهم، أو حتى على العرب، وإنما بدأت دائرته تتسع كثيرا، خصوصا بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، لتشمل حلفاء لم يعودوا يفهمون دوافع النظام وأهدافه الحقيقية.

أما أسباب هذا الاهتمام المتجدد بالشأن المصرى العام، والمصحوب بالقلق البالغ من تطوراته، فيعود إلى أسباب كثيرة ربما كان أهمها، فى تقديرى، سببين،

الأول: الاندفاع الواضح فى سلوك نخبة معينة داخل النظام، عند معالجتها لقضايا حساسة تتعلق بالشأن الخارجى، كأنها تنتمى إلى «محافظين جدد» على الطريقة المصرية، مع استمرار تدهور الأحوال المعيشية وتدنى مستوى الأداء فى الخدمات والوظائف العامة لمؤسسات الدولة فى الوقت نفسه، واتجاههما لمزيد من التدهور والتدنى فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الطاحنة.

السبب الثانى: استمرار حالة من الغموض وعدم اليقين تحوم منذ فترة ليست بالقصيرة حول مستقبل مصر وسياساتها فى مرحلة ما بعد مبارك فى ظل تعقيدات سياسية ودستورية ومؤسسية لا نظير لها فى تاريخ مصر الحديث.

لفت نظرى مؤخرا، من خلال حوارات جانبية عادة ما تدور فى المناسبات الاجتماعية، أنه ما إن يبدأ نقاش حول الأوضاع العامة فى المنطقة حتى يتجه تلقائيا، وبسرعة، إلى الحالة المصرية، لينتهى دائما بنتيجة شديدة التشاؤم بمجرد أن يتطرق النقاش إلى احتمالات التغيير فى مصر.

وحين يصل النقاش إلى هذه النقطة تستبد الحيرة بالحضور ويصل اليأس مداه من الأمل فى إخراج مصر مما هى فيه، والذى بات أخطر مما توقعته أكثر الكوابيس جنوحا، وهو خطر يقر الجميع بأنه لم يعد يهدد مستقبل مصر وحدها وإنما مستقبل المنطقة بأسرها.

لا أعرف لماذا قفز إلى ذهنى، حين رحت أتأمل ما وصلت إليه الأحوال الآن، مشهد «عشة الفراخ» فى ريف مصر الذى أعشقه وقضيت فيه أجمل سنوات الطفولة والشباب.

وعندما بدأت فى استعادة المشهد الذى اختزنت الطفولة تفاصيله فى ركن ما من الذاكرة، وجدت أنه قابل للمقارنة بما يحدث فى مصر الآن، على الأقل من زوايا معينة.

ولأن مجتمع «عشة الفراخ» هو مجتمع مركب، وليس بسيطا كما قد يتصور البعض، فهو لا يختلف كثيرا عن أى مجتمع بشرى، فبالإضافة إلى «الكتاكيت» الصغيرة التى تسير فى ركاب أمهات عادة ما تكون هادئة ومستكينة ومنشغلة بإطعام ورعاية صغارها أكثر من انشغالها بأى شىء آخر، توجد دائما نخبة من «الديكة» تحس بتميزها وتمشى وسط أقرانها مختالة وواثقة من نفسها.

ولأنه يصعب ضمان سلوك هذه «القلة المشاغبة» إذا تأخر عنها الطعام أو لم تعثر على ما يكفى منه، يمكن توقع منها أى شىء بما فى ذلك القفز لاختطاف الطعام أو حتى الاعتداء بمنقارها الطويل على المربية نفسها!.

لذا كنت ألاحظ دائما أن كل مربية، خصوصا إذا كانت حديثة العهد وليس لديها معرفة كافية بطباع سكان العشة، تحرص على اكتساب مهارات خاصة قبل أن يصبح بمقدورها ترويض هذا المجتمع المشاغب وتتمكن من السيطرة على الوضع وتطمئن تماما إلى أن الجميع يدخلون ويخرجون من الأقفاص المخصصة لها، وفى المواعيد المحددة، ودون أى إخلال بالأمن العام!.

كانت الصدفة تتيح لى فى طفولتى أحيانا متابعة طريقة المربية فى تعلم فنون السيطرة على «العشة» ومراقبة أسلوبها فى تنويع الأدوات التى تستخدمها واستحداث أدوات جديدة تتطور مع الوقت، فأحيانا تلجأ إلى عزل الديكة المشاكسة فى قفص خاص لأوقات محددة، كنوع من العقاب، وأحيانا أخرى تغريهم بكميات أكبر أو أنواع أفضل من الطعام، وقد يصل الأمر بها إلى حد تركهم يتجولون بحرية خارج نطاق «العشة» بحثا عن مزيد طعام أو للقيام بمغامرات يدفعهم إليها فائض طاقة أو فائض حاجة، ولكن بعد أن تكون قد اطمأنت تماما إلى أنهم سيعودون إلى «القفص» طال الوقت أم قصر.

بدا لى، حين تذكرت هذا المشهد، أننى عثرت على «نظرية» قادرة على تفسير ما جرى لمصر وفيها خلال الأعوام الثلاثين الماضية، واستغربت حين وجدتنى شبه مقتنع بأن مشهدا مستوحى من ذاكرة الطفولة يمكن أن يرسم ملامح لنظرية أكثر قدرة وكفاءة على تفسير بعض الظواهر الاجتماعية من كل نظريات العلوم السياسية التى أفنيت معظم سنوات عمرى فى محاولة استيعابها.

وعندما وصلت إلى هذه النقطة فى تسلسل الخواطر المتدفقة، قلت لنفسى مازحا: لماذا لا تطلق عليها «نظرية عشة الفراخ» وتطلب من أحد تلاميذك أن يعد حولها رسالة ماجستير كى تضمن أنها ستقترن باسمك وتذكر منسوبة إليه فى كل الكتابات التالية؟ وانطلقت منى قهقهة استيقظت من خيالاتى على وقعها.

وحين عدت إلى صوابى ألحت علىّ من جديد صورة قفص كبير وبداخله شعب مصر كله، ووجدتنى أهتف متسائلا، لكن بمنتهى الجدية هذه المرة: كيف استطاع حاكم وصل إلى السلطة بطريق الصدفة أن يروض بلدا بهذا الحجم إلى درجة تمكنه ليس فقط من البقاء فى الحكم لما يقرب من ثلث قرن وإنما لتوريثه لابنه من بعده؟!

حين رحت فى إغفاءة جديدة ألح على مشهد المنصة عندما سقط الرئيس السادات صريعا فى 6 أكتوبر 81، بعد أن تلقى فى صدره وابلا من رصاص جنوده المشاركين فى العرض العسكرى. استدعيت نظريتى الجديدة لأختبر قدرتها على التفسير فأشارت لى بأن «رب العائلة» لم يتمتع بما يكفى من المرونة لتجنب إغضاب «الديكة» فهجموا عليه إلى أن أردوه قتيلا.

وحين انتهيت من استعراض ما حدث لمصر بعد ذلك على مدى ثلاثين عاما، ورحت أدقق النظر فى المشهد الراهن وجدت شعب مصر فى قفص كبير وفى حالة خضوع تام لنظام صارم يسمح له بالخروج منه فى مواعيد محددة، لتناول طعامه وقضاء حاجته ثم العودة إليه وكأنه استمرأ البقاء فيه رغم كل الصياح الذى يعلو من بين صفوفه بين الحين والآخر.

وكان من الطبيعى أن أتساءل عما إذا كان السبب فيما نحن فيه يعود إلى عبقرية رئيس جديد تمكن من اكتساب واستيعاب كل المهارات والفنون لإدارة «العشة» على نحو يضمن ترويض «الديكة»، أم أن المشكلة تكمن فى شىء آخر أدى إلى تخلى «الديكة» عن أدوارها واكتفى بالمشاركة فى تربية الكتاكيت فى هدوء، إيثارا للسلامة؟

ما زلت أذكر أول خطاب ألقاه الرئيس مبارك فى الجلسة المشتركة لمجلسى الشعب والشورى عقب حادث «المنصة».

كان جميلا وقويا وبدا وكأنه عثر على النغمة الصحيحة التى انتظر الشعب سماعها منذ فترة طويلة، فقد تحدث عن «عفة اللسان وطهارة اليد»، وتحدث عن «الكفن الذى ليس له جيوب» وعن أشياء أخرى أراحتنا كثيرا، منها أنه لا ينوى البقاء فى السلطة لأكثر من ولايتين، تصورنا بعدها أن مصر عثرت أخيرا على رجل زاهد فى متاع الدنيا، وعينه على الآخرة، وليس حريصا على جاه أو سلطان.

ولأن مصر كانت فى أمس الحاجة إلى رجل يصلح ما أفسد غيره ويضع نظاما فعالا لدولة حديثة تقوم على القانون وتسمح بتداول حقيقى للسلطة، أى إلى «مدير» منجز وليس إلى زعيم ملهم، فقد تصور كثيرون، وأنا واحد منهم، أن مصر عثرت أخيرا على ما تبحث عنه وتراه مناسبا لمرحلة ما بعد السادات.

وكتبت مقالا بهذا المعنى فى صحيفة الأهرام الاقتصادى، وكان أول مقال لى على الإطلاق بعد عودتى من البعثة الدراسية. وقتها تحمس كثيرون للعمل العام.

فى عام 84 خضت انتخابات مجلس الشعب مرشحا عن التجمع فى دائرة البحيرة، وشاهدت بنفسى كيف تصمم القوانين خصيصا وتزور الانتخابات لتزيف إرادة الشعب. وحين تبين لى أن الأمور لا تسير فى الاتجاه الذى أعتقد أن مصر كانت تطمح إليه، كتبت مقالا بعنوان «نظام فى مأزق» نشر فى صحيفة «الأهالى» عام 1987.

ومع ذلك كان كثيرون على استعداد لأن يغفروا للنظام بعض «أخطاء» وليس خطايا، إلى أن يتم تحرير آخر حبة رمل فى طابا، وهو ما تم عام 1989.

لكن ما جرى بعد ذلك يصعب تصوره أو وصفه أو تفسيره، فقد نسى الرئيس مبارك كل ما قاله عن طهارة اليد وفترات الولاية، ونجح تدريجيا فى تحزيم البلاد وتقزيمها ووضعها فى القفص لا ليتمكن فقط من البقاء فى السلطة لأطول فترة ممكنة، ولكن لينقلها لابنه من بعده.. فكيف حدث ذلك؟ وهل نلوم الرئيس مبارك أم نلوم أنفسنا؟ هذا ما سنحاول أن نوضحه فى مقالات قادمة.
المصري اليوم

الجمعة، 1 مايو 2009

مصر التي كانت




مصر التي كانت
/
هذه القصيدة الوطنية كتبها الشاعر علي محمود طه الذي ولد في مدينة المنصورة المصرية يوم 3 أغسطس سنة1901 وكتبها في عام 1948 وغناها موسيقار الأجيال يوم 17 نوفمبر سنة 1949.

أخي، جاوز الظالمون المـدى
فحقَّ الجهـادُ، وحـقَّ الفِـدا
أنتركهُمْ يغصبـونَ العُروبـةَ
مجـد الأبـوَّةِ والـسـؤددا؟
وليسوا بِغَيْرِ صليلِ السيـوفِ
يُجيبونَ صوتًا لنا أو صـدى
فجرِّدْ حسامَـكَ مـن غمـدِهِ
فليس لـهُ، بعـدُ، أن يُغمـدا
أخي، أيهـا العربـيُّ الأبـيُّ
أرى اليوم موعدنـا لا الغـدا
أخي، أقبل الشرقُ فـي أمـةٍ
تردُّ الضلال وتُحيـي الهُـدى
أخي، إنّ في القدسِ أختًا لنـا
أعدَّ لهـا الذابحـون المُـدى
صبرنا على غدْرِهـم قادرينـا
و كنـا لَهُـمْ قـدرًا مُرصـدًا
طلعْنا عليهم طلـوع المنـونِ
فطاروا هباءً، وصاروا سُـدى
أخي، قُمْ إلى قبلة المشرقيْـن
لنحمـي الكنيسـة والمسجـدا
أخي، قُمْ إليها نشـقُّ الغمـار
دمًـا قانيًـا و لظـى مرعـدا
أخي، ظمئتْ للقتال السيـوفُ
فأوردْ شَباها الـدم المُصعـدا
أخي، إن جرى في ثراها دمي.
وشبَّ الضـرام بهـا موقـدا
ففتِّـشْ علـى مهجـةٍ حُـرَّة
أبَتْ أن يَمُـرَّ عليهـا العِـدا
وَخُذْ راية الحق مـن قبضـةٍ
جلاها الوَغَى، و نماها النَّـدى
وقبِّل شهيـدًا علـى أرضهـا
دعا باسمها الله و استشهـدا
فلسطينُ يفدي حِماكِ الشبـابُ
وجـلّ الفدائـي و المُفتـدى
فلسطين تحميكِ منا الصـدورُ.
فإمًا الحيـاة و إمـا الـرَّدى
حينما تذكرت هذه القصيدة جالت في خاطري معاني كثيرة وانا ابكي دما علي مايحدث في فلسطيننا الحبيبة وتذكرت مصر كيف كانت وكيف اصبحت وماذ كان سيكتب في هذا الوقت هذا الشاعر الذي ولدي من وسط الطين المصري و كيف كانت مصر الزعيمة لمؤتمر باندونج في خمسينات القرن الماضي مصر التي خلقت عالم عدم الأنحياز مصر التي خاضت الحروب من اجل تحرير افريقيا مصر التي امتد سلطانها الي ادغال افريقيا واسيا , مصر التي كانت صامدة علي مر التاريخ مصر التي وقفت مع الكونغو مصر التي كونت الأتحاد الأفريقي مصر التي خلقت الزعمات الأفريقية امثال نكروما وباتريس لومومبا وكانت السد المنيع للعرب والعروبة في جميع المجالات. مصر التي وقفت خلف كل حركات التحرير في العالم العربي والأفريقي مصر التي سبلت كل السبل لمساعدة الثورة في الجزائر السياسية والعسكرية أجد مصر الآن, يجلد ابنائها الأطباء في شوارع السعودية ويرمي ابنائها انفسهم في البحر هربا من الجحيم الذي يعيشونه في وطنهم مصر الآن, واحصرتاه مصر الآن التي تهددها اشباه الدول بوقف استخدام العمالة المصرية و مصر التي كانت تقدم التعليم بجمع اوجهه للعالم العربي والأسلامي أجد الآن إن دولة جارة كانت مصر تمدها بالغذاء والدواء والمدرسين والعلماء تهدد مصر بارجاع العمالة المصرية اذ هي استمرت بدعم العدو الصهيويني بعدم فتح المعابر مصر التي فقدت مكانتها الدولية والعربية واصبحت تنتظر أشارات التحرك من قوي خارجية للتحرك علي ما أشارت به تلك الدول مصر التي توارت وحلت مكانها قوي أقليمية أخري مثل تركيا وأيران بعد أن تركت مصر الفرصة لهم للظهور وأري الآن أن الشهادات العليا التي يحصل عليها المصريون ينظر إليها بنظارات الريبة من دول تعلم كل أبنائها في مصر أن لم يكن علي أرضها ففي وطنها هي و اللآن لأول مرة في التارخ اري وقد خرجت الجماهير الشوارع في جميع انحاء العلم العربي بالمظاهرات بل وصلت إي التهديد بأحتلال سفارتنا في الخارج كما حدث في بيروت ضد مصر, أمنا الحبيب, للاسف كان لدى من تظاهر من العرب والمسلمين شعور بالخيانة والطعن في الظهر بيد من كان من المفترض به ان يساعد على الحياة لا ان يستقبل التوابيت ويرسل بالضمادات .
. كم كانت حصرتي هنا في امريكا كيف تحالفت مصر مع العدو التاريخي ضد اهلنا في فلسطين كيف تغلق المعابر وتمنع الدواء والغذاء لصلح من ولكني ارجع بالذاكرة الي شهر مايو من العام الذي مضي ها هو الكيان الصهيوني الذي أنشأته الذئاب الدموية وهم يحتفلون بذكري مرور ستين سنة علي نجاحهم في اغتصاب الأرض!!! ويرسل زعيم مصر اوهكذا يفترض ببرقية تهنئة الي صديقه وقد كررها هذا العام أيضا كما أنها تستعد لأستقبال نتنياهو هذا الصهيوني الذي لم يخفي عداوته لكل العالم العربي والأسلامي, وها هو اولمرت الذي أنصرم غير مغضوب عليه والذي كان يدعو لرئيسنا ليل نهار بطول العمر!!! والذي قال في حديث تلفزيوني انه لا يعرف كيف كانت ستسير الأمور بغير وجود زعيمنا المفدي(حسني مبارك) حينما حضرتني هذه المشاهد ثبت لي ان ماحدث في غزة هو تحالف عربي رجعي مصري ضد قطاع غزة او بالأحري ضد حماس التي ارعبت كل زعماء الخيانةبوقفتها الرجولية ضد قوات الرصاص المنصهر لااستطيع ان اتصور منظر السيد احمد ابوغيط وهو ياخذ بيد ليفيني مساندا لها في القاهرة بعد مؤتمر صحفي في قلب القاهرة التي كانت قلب العروبة النابض لتعلن الحرب علي غزة لا استطيع ان اتصور ان بعد هذا التهديد ان القيادة المصرية لم تفهم ماذا كانت تقصد ليفيني ولا استطيع ان اقنع نفسي انه حينما اجتمعت ليفيني مع السيد الرئيس حسني مبارك لم يفهم ان الأمور اصبحت جاهزة لهذه الحرب المشينة واعتقد انه كان اولي به مباشرة بقطع العلاقات لأن هذه الحرب المخذية التي حدثت بعد ساعات من هذا اللقاء جعلت القيادة المصرية في الوضع منبطح فاذا كان يعلم بقيام الحرب ولم يبلغ قياداته والقيادات العربية بها فهي خيانة واذا كان لايعلم وفوجأ بها فهي خيبة تفوق خيبة النكسة الشهيرةبل الأدهي أنه طمأن الفلسطنين [ان الأمر ليس بها مايدعو إلي القلق.
لقد وعي نابليون عندما غزي مصر أنهو لآيمكن ان تكون له قائمة بدون السيطرة علي الشام فالشام هو عمق استراتيجي لمصر علي مر التاريخ لأن الجغرفيا لاتتغير وعندما فشل في ذلك(أخذها من قٌصيره) كما نقول في مصر وغادر المنطقة موقن بأن وجوده في المنطقة ليس له من استمرار واستيقن هزيمته التي تحققت فيما بعد. وكذلك سيف الدين قطز الذي حكم مصر في العصر المملوكي قام بتكوين جيش قوي وأستنفر العلماء وأغنياء الوطن عندما شعر بالخطر التاتاري القادم من أسيا والذي هزم بل أزال دول من الوجود , وقد عرف حينهاقطزأن اول الخطوط للدفاع عن مصر هو الدفاع عن أمن فلسطين وخرج بجيشه إلي هناك وهزم التاتار وأذلهم وخرج من معركته منتصرا رغم الأزمات والدسائس التي كانت تمر بها مصر في ذلك الوقت.
كما خرج محمد علي باشا ليضم الشام إليه حتي تكون مصر في مأمن, وكما دخل إلي الشام في الشمال اتجه ألي الجنوب هناك في السودان لأتأمين حدوده الجنوبية,كما مد نفوذه إلي جزر كثيرة في البحر الأبيض المتوسط ليجعل مصر أكثر أمنا.أقول هذا لأنه يجب ان تعلم القيادة المصرية الحالية أن دفاع أهلنا في غزة عنها أنما هو دفاع عن مصر بالدرجة الأولي وكان الدور الذي كان لابد أن تقوم به هو الوقوف مع المقاومة لا ان تقف ضدها بدعاوي خائبة ولكنها فعلت العكس تماما بحماية العدو الصهيوني وتسهيل مهمته سواء بأمداده بالغاز أوقطع السبل عن المقاومة الفلسطينية المتمثلة في حماس لأن العدو الصهيوني سوف يظل هو العدو الأول لنا في العام العربي بل الأسلامي, وكان يجب ان تعلم القيادة المصرية في موقع آخرإن حدودها الجنوبية سوف تكون مهددة إن تم تقسيم السودان وتدويل قضيته, وسوف تكون الخطوة القادمة بعد السودان هو مصر من القوي الأمبريالية والصهيونية, فقد كان لأسرائيل ومن قبل قيام الكيان الصهيوني في فلسطين تطلعات أفريقية للأستحواذ علي منطقة الشرق الأفريقي والقرن الأفريقي للسيطرة عليه ثم محاصرة الدول العربية المحيطة بهذه المنطقة ومنها اليمن والصومال وكذلك أقامة علاقات حميمة مع الدول الأفريقية مثل اثيوبيا وأرتريا بل وكنييا و أوغندة حتي تتحكم في مصادر المياه التي سوف تكون هي الدافع الجديد للحروب وقد كان للعدو الصهيوني نظرة ثاقبة في ذلك التحرك المثير للشبهات.
هذا ماجال بخاطري وانا اعيد سماع اخي قد جاوز الظالمون المدي
وماذا بعد ياحبيبتي مصر

نصر الله يتهم أطرافا عربية بالمساهمة بالحملة المصرية




قال الأمين العام لحزب الله
اللبناني إن الحملة التي قادها النظام المصري ضد الحزب ساهمت فيها أطراف عربية وخارجية. وأشار في خطاب بث عبر قناة المنار بشأن العلاقة مع مصر وموضوع الضباط الأربعة مساء اليوم إلى أن النظام المصري لم يحقق شيئا من وراء حملته ضد حزب الله.

وقال حسن نصر الله "هل استطاع النظام المصري أن يقنع الشعب المصري والشعوب العربية بالصورة والمشهد الذي أراد أن يقدمه عن المقاومة؟"، وأضاف "لم يكونوا مقنعين لا للشعب المصري ولا للعرب".

ونفى أن يكون حزبه أنشأ تنظيما في مصر كما نفى نيته فعل ذلك، موضحا أن التهمة الموجهة لحزبه هي دعم المقاومة الفلسطينية.

واعتبر نصر الله أن المسؤولين المصريين باستمرار حملتهم ضد حزب الله قدموا للحزب "خدمة كبيرة نشكركم عليها وستظهر لوحدها بعد أيام".

وتوجه بالشكر إلى كل الذين دافعوا عن حزب الله خاصة من داخل مصر.

وانتقد الأمين العام لحزب الله تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن قضية خلية حزب الله التي اتهم مصر بإثارتها، واعتبر أن بان بتصريحاته تلك يزج المنظمة الدولية في مواجهة حزب الله وحركات المقاومة في المنطقة.

وفي قضية الإفراج عن الضباط الأربعة الذين كانوا موقوفين لنحو أربع سنوات بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، توجه بالتهنئة لأهلهم ومحبيهم. واعتبر الإبقاء على الضباط الأربعة في السجن لفترة طويلة كان لأسباب سياسية.

كما اعتبر أن الإفراج عن هؤلاء الضباط دليل على أن مسار لجنة التحقيق السابقة خاطئ.

Omeish Campaign Kick-Off Huge Success






The Newsroom. News and events surrounding the campaign.

Vienna Physician Kicks Off Campaign - by Donna Manz,Vienna Connection - April 22, 2009

Omeish Campaign Kick-Off Huge Success! from the Campaign, April 19, 2009

Esam Omeish speaking at his campaign kickoff party.Dr. Esam Omeish had a full house for his Campaign Kickoff Party at the Vienna Firehouse this past Saturday. The party was the official start of Dr. Esam Omeish's race for Virginia's 35th District Delegate. Over 250 supporters came and listened to Dr. Esam Omeish speak about issues like healthcare, education, and the economy. "This is an exciting time to be engaged in politics" said Dr. Omeish. Speaking about his experience as a Physician and one of the only Surgeons in Va that has a clinic that provides free surgeries to the uninsured and under insured. Dr. Omeish went on to say that "First, I am a physician, an advocate of health care and a staunch supporter of the right of all Americans and all Virginians to have accessible, affordable, quality health care. This year is the year for serious health care reform and I want to be part of that change"

Esam Omeish with Chairwoman Sharon BulovaSpecial political guests who came to congratulate Dr. Esam Omeish included Fairfax County Board of Supervisors Chairwoman Sharon Bulova, State Senator of VA 39th District George Barker, Drainesville District Board of Supervisors John Foust, and Maryland State Delegate Saqib