الاثنين، 31 أغسطس 2009

روبرت فيسك فهم "الفولة"!

عقيد شرطة السابق د. محمد الغنام، ربما لا يعرفه كثير من المصريين إلا بعض الصحفيين القلائل وعدد من الحزبيين والسياسيين المهتمين بالشأن العام.
الغنام كان ـ يوم أمس الأول 30 أغسطس الماضي ـ موضوعا للصحافة الأجنبية والمصرية، على السواء، بعدما كتب في " الاندبندنت" الصحافي البريطاني "روبرت فيسك" عن قصة اضطهاده في مصر وخروجه منها لاجئا سياسيا إلى سويسرا ثم اكتشاف اعتقاله في الأخيرة وإيداعه سجن "ذا تشامب دلون" على يد دائرة الاتهام فى "كانتون جنيف" فى 12 مارس 2007، حيث لا يزال محتجزا هناك حتى الآن دون توجيه أية تهمة.
من الواضح أن ثمة علاقة صداقة ربطت بين فيسك والغنام، على خلفية تغطية الأول لأنشطة الثاني باعتباره "مناضلا سياسيا" من أجل "حقوق الإنسان"، إذ لم تنقطع الاتصالات بينهما منذ لقائهما الأول عام 2001.
الغنام حاصل على الدكتوراه في القانون عام 1991، وشغل مناصب قيادية بوزارة الداخلية منها مدير صندوق تأمين ضباط الشرطة، ورئيس الشؤون القانونية بوزارة الداخلية.
ويبدو لي أن فيسك غير مطلع جيدا على المحنة التي تعرض لها الغنام وأحالته من ضابط شرطة إلى معارض سياسي شرس لنظام حكم الرئيس مبارك.. ولعل ظروف عملي صحفيا في جريدة "الشعب" جعلتني على معرفة جيدة بظروف الغنام والتي رواها لي بنفسه في مقر الجريدة أثناء حملتها على وزير الداخلية الأسبق اللواء حسن الألفي وانتهت بإقالته بعد أحداث الأقصر الدامية عام 1997.
الغنام انقلب على الوزارة بعد وفاة والده ـ رحمه الله ـ في واقعة إهمال طبي بمستشفى الشرطة بالعجوزة كما قال لي.. ولجأ ـ آنذاك ـ إلى صحيفة "الشعب" لمعاقبة الوزير حيث كانت حملتها عليه من الشراسة والقوة ما شجع الضابط السابق على أن يثق في قدرتها على "الانتقام" لوالده الذي راح ضحية عدم وجود "حقنة" لعلاجه، فيما أنفقت الوزارة الملايين على تجميل واجهة مستوصفها المطل على النيل.
فُصل بعدها الغنام من الخدمة وخرج على رتبة "عقيد" وتحول إلى معارض" عنيف" بلا أسقف أو حدود فيما لم ينك يهدد النظام بما لديه من مستندات قال إنها تدينه في قضايا تعذيب وجرائم ضد الإنسانية، وبعد خروجه من مصر، حرك دعاوى قضائية لـ"محاكمة" مسئولين مصريين قال إن لديه "الوثائق" على إدانتهم في ارتكاب أعمال عنف وتعذيب ضد مواطنين مصريين.
اليوم الغنام، معتقل أو "مختطف" من قبل الشرطة السرية السويسرية، على خلفية "مقال" وصف بأنه "مؤيد" لتنظيم القاعدة وحمل رسالة تهديد مباشرة لسويسرا، بوصفها "البلد الأحقر" بين أعداء الإسلام، نشر في مواقع جهادية.. ومن غير المتوقع أن تتحرك القاهرة للكشف عن مكان اعتقاله وحمايته من التعسف وتقديمه لمحاكمة عادلة، وذلك لخصومته السياسية "الخشنة" مع السلطة، ولعل ذلك ما جعل فيسك يتاجر بـ"الملف القبطي" لعلمه بحساسية هذا الملف عند الغرب، ولاطلاعه على تجربة المرتزقة من دكاكين حقوق الإنسان في مصر.. إذ ركز "فيسك" في مقاله على أن "الغنام" كان مدافعا كبيرا عن "حقوق الأقباط" ! وصدق المثل " من عاشر القوم صار منهم"

السبت، 29 أغسطس 2009

مشروع التوريث المصري ومستوى النجاح والفشل في مواجهته

كشفت زيارة الرئيس حسني مبارك لواشنطن بعدا هاما في نمط تعامله مع المصريين، حين سئل عن التوريث ودور ابنه الأصغر في الحياة السياسية المصرية، وفي ردوده استخف مبارك الأب كثيرا بعقول مواطنيه، باللعب على وتر الملل الذي تسرب إلى النفوس بضغط مشروع التوريث، والرهان على المراوغة التي أجادها خلال سنوات حكمه المزمن، واعتماد لغة مائعة في ما يتعلق بقضية مستقبل الحكم. وعلينا أن نعترف أن الميزان مال لصالح مشروع التوريث.
وتؤكد أوساط عليمة أن المشروع هو مشروع الأب، تولى هندسته وصناعته وتنفيذه. فالإبن لا ترشحه ملكاته ولا قدراته أو ثقافته ليكون ناشطا عاديا في اتحاد طلابي، فما بالنا بطموح حكم دولة بحجم مصر! وادعى الأب للصحافة الأمريكية بأن ابنه ظل رافضا الانضمام للحزب الحاكم مدة طويلة. وكان عمله في الأساس قد بدأ في المصارف المصرية والأمريكية. ونضيف من عندنا أنه مارس أعمال السمسرة والمضاربة المصرفية وتعلم عقد الصفقات حينما أوكلت إليه عملية بيع ديون مصر، وكان وقتها في العشرينات من العمر أثناء فترة عمله بالمصرف الأمريكي (بنك أوف أميركا) بلندن. وعلى أساس هذه الخبرة يحكم مصر ويدير شؤونها بعد أن وجد من 'يقنعه' بالانضمام للحزب الحاكم الذي يرأسه والده. ومشروع التوريث مشروع عائلي مئة في المئة، ومن أجله صدرت قرارات رئاسية واتخذت إجراءات إدارية وضعت جمال مبارك في المناصب التنفيذية التي بدأها مستشارا اقتصاديا يتبع رئاسة الجمهورية، إلى أن أوكلت إليه مهام مالية وشبابية وحزبية جعلت منه صاحب النفوذ الأقوى في مصر، وما كان له أن يمارس دوره الحالي كحاكم فعلي للبلاد دون رغبة الأب وبغير القرارات التي صدرت ولا الإجراءات التي اتخذت. بعدها اكتفى الأب بأن يكون الواجهة الخارجية لحكم ابنه، بجانب قيامه بمهمة رجل الإطفاء حين تكون هناك حاجة إلى محاصرة الحرائق التي يشعلها الإبن وفريقه.
ونعلم أن وجهة نظر حسني مبارك في المصريين تقوم على الاحتقار الشديد. ووجهة نظره السلبية فيهم شكلت قناعاته بأن جعلت حكم مصر شأنا شخصيا لا يقبل شراكة من أحد، وردد كثيرا عدم عثوره على مصري واحد 'يكون قلبه على مصر' - حسب تعبيره - ليسند إليه منصب نائب الرئيس. وادعى أن السادات كان محظوظا حين اختاره وأسند إليه المنصب. وتحول الشأن الشخصي بالنسبة للحكم إلى شأن عائلي. المهم أنه حول مصر من دولة لها حاكم إلى مزرعة يملكها سيد، على الرغم من وجهة النظر التي تقول بأن حسني مبارك توحد مع الحكم وتوحد الحكم فيه وتستبعد تخليه عنه تحت أي ظرف، إعمالا لرحلة الحاكم العربي، التي تبدأ بالقصر وصولا إلى القبر، دون حاجة إلى محطة في الوسط يستريح فيها من عناء الاستبداد وقهر الرعية. وانتقال الحكم من الشأن الشخصي إلى الشأن العائلي يجعل حسني مبارك ضليعا في مشروع التوريث مهما كان رأيه. وحين يراجع الإنسان نفسه يجد ما ذكره وأكده آخرون عن أهمية اتمام هذا المشروع في حياة الأب. لأن الابن يستمد قوته ووجوده بنفوذ الأب وسلطانه وصلاحياته، ولولاه لبقي جمال مبارك شخصا أقل من العادي، بسبب محدودية قدراته وتدني مهاراته وضعف مستوى ذكائه الاجتماعي. فالأب هو الذي تنازل طواعية عن سلطاته وصلاحياته له، وهو ما لم يحدث مع أقرب المقربين.
لذا فإن استخدام سلاح الملل والمراوغة والميوعة لتمرير المشروع يتم عن عمد. ويستثمره الأب في توفير كل سبل التمكين لابنه، وتسليمه مفاتيح القوة والسلطة بعد تمكينه من الثروة والمال والنفوذ. ولم يتبق إلا مؤسسات القوة، خاصة القوات المسلحة، التي إذا استعصت فمن المرجح أن تواجه بـ'انقلاب بوليسي' تقوم به الشرطة وقوة مباحث أمن الدولة الاخطبوطية. وثمن ذلك يمكن دفعه بتعيين قادة الانقلاب في مناصب عليا في الحكم تدر عليهم مبالغ طائلة. وقد سجل حسني مبارك عدة أهداف في ملعب مناهضي التوريث، لا يجب التقليل منها، وفي وقت بدا فيه الحراك الرافض للتوريث في حالة تراجع.. تعتريه رتابة، ويشكو من انطفاء الوهج الذي أضاء سماوات عامي 2004 و2005 وألقى بضيائه على مستوى من الجسارة في مواجهة أكبر عملية تزييف للانتخابات التشريعية والرئاسية وللتشريعات والقوانين التي مهدت لها ولحقتها بعدما كشف الإشراف القضائي الكامل على الانتخابات إمكانية انهيار الحكم وسقوط مشروع التوريث. هذا الوهج خبا وعاد النفق الذي دخلته مصر أشد إظلاما مما كان عليه قبل هذا التاريخ، وقل التفاؤل بإمكانية هزيمة مشروع التوريث.
نجح سلاح الملل والمراوغة والميوعة في حصر الخيارات في خيارين. إما القبول بحكم الإبن وريثا لأبيه، أو مواجهة تشدد الحكم الإسلامي. والقوى السياسية الإسلامية هي الأكثر حضورا على المستويين التنظيمي والجماهيري، مقارنة بغيرها. وإن جاءت القوى القومية العربية في الترتيب التالي، إلا أنها تتميز بحضور فكري وثقافي وأكاديمي ومهني بارز، وهذا أتى خصما من رصيد الحضور التنظيمي والجماهيري ومع ذلك لها تأثيرها الملحوظ في توجيه الرأي العام. وتعتبر في طليعة حركة الرفض الشعبية لحكم مبارك ومشروعه، ولا تستطيع القوى القومية إجهاض ذلك المشروع وحدها. وهي مستمرة في نشر وتعبئة الرأي العام عبر خطاب وطني جامع يقدر على إلحاق الهزيمة به. ولا نستغرب إذا ما استقر في وعي كثير من المصريين أن جمال مبارك هو الوريث الذي يمارس الحكم من مدة قبل اختفاء والده أو اعتزاله، وهذا على الرغم من الاحتجاجات المستمرة والمظاهرات المتكررة.
ومع الكثرة العددية لطبقات وفئات العمال والفلاحين وصغار ومتوسطي موظفي الدولة وصغار الكسبة، وهي كثرة تمنح العمل الوطني عمقه الحقيقي، ما زال جهد هذه الكثرة أقل من القدرة على فرض مطالب عامة وجامعة.. لأنها اكتفت بمطالب جزئية وفئوية وهذا أتاح لحسني مبارك فرض ما يريد بعد أن خبر عجز عمال القطاع العام وموظفيه على مدى سنوات عمره عن الحفاظ على مصانعه ومؤسساته وشركاته، وانتصر عليهم وهم يدفعون الآن ثمن ذلك تشريدا وبطالة وفقرا وجهلا وهروبا، وهذا زاد ثقته في كفاءة منظومة الفساد وقدرتها على إدارة الحكم ورعاية النهج البوليسي وتمكنها من تصفية ومصادرة أدوات العمل السياسي والأهلي والنقابي، وبذلك اقتصرت مقاومة التوريث على أفراد وجماعات صغيرة ومتوسطة، ما زالت جديدة، وفي حاجة إلى الوقت والرعاية حتى تنضج ويكتمل نموها.
وضعف هذه الأدوات وقلة إمكانياتها بما لا يقارن بالإمكانيات المتوفرة لمشروع التوريث.. من مال ودعاية ومغريات أدتا إلى ميل ميزان القوى لصالح التوريث، ومع ذلك لم تتوقف مقاومته لحظة. وتنشيط المقاومة وزيادة فعاليتها يقتضي تأسيس حركة سياسية عريضة وعامة، تتسع للقوى الوطنية الرافضة للتوريث، تصيغ لنفسها برنامجا سياسيا وجدولا زمنيا تلتزم به. وهذا الميل زين لصاحب المشروع قدرته على تمريره، استغلالا لظروف الفراغ، الذي يتصوره مخففا لأزمات الحكم واحتقاناته، ومانحا الفرصة للحزب الحاكم أن يكون الحزب الوحيد الذي لا ينافس ولا ينازع، معتمدا على شعارات طفولية مثيرة للسخرية، ينشرها ويروجها باسم الفكر الجديد، بعد أن طلق ذلك الحزب السياسة طلاقا بائنا، بعد أن تحول إلى شركة آلت ملكيتها إلى الساعد الأيمن لجمال مبارك، صاحب أكبر احتكار للحديد وأمين التنظيم وعضو لجنة السياسات.
وميل الميزان لصالح مشروع التوريث جاء نتيجة ما لأنصاره من وجود وتأثير في مجالات المال والاقتصاد والسياسة والإعلام، ومن علاقات وجسور ممتدة مع القوى الانعزالية في الداخل ومع المشروع الصهيوني في المحيط الإقليمي (اتفاقيات الكويز والغاز)، وفي المحيط الدولي ينعمون بدعم ومساندة المنظومة الغربية بكل نفوذها وقوتها وعنصريتها. لذا فإن معركة التوريث ليست سهلة. والتجربة الإنسانية على مر التاريخ تؤكد أن هذا النوع من الانتصار لا يدوم، لما فيه من نقاط ضعف وأمراض تنخر في عظامه. وأهمها أن صاحب المشروع لا يضع الشعب في حسابه ولا يعبأ بمصالحه ولا يراهن عليه، ومن يعتمد عليهم يفتقدون العمق ودون جذور، يسهل اقتلاعهم مع أول ريح للتغيير تهب عليهم. وهم لا يستريحون إلا في أحضان القوى الأجنبية وتحت الحماية الخارجية. لذا اعتبرت زيارة مبارك الأب لواشنطن واستقبال أوباما له فتحا عظيما أتاح له فرصة تقديم أوراق اعتماد جديدة لدى البيت الأبيض، وسوف تكون مصر الرسمية رأس الحربة في المشروع الأمريكي الذي يتسع ويتمدد في ربوع الوطن العربي والعالم الإسلامي.

دراما رمضان.. ' هبلة ومسكوها طبلة'!

لك أن تتصور الحال لو ان 'هبلة'، ورثت ' الهبل' كابرا عن كابر، أعطوها 'طبلة'، وقالوا لها: على راحتك!
لست بحاجة للتأكيد على انها ستخلق حالة من الإزعاج عصية على المقاومة، وستكون سببا في إصابة من حولها بالتوتر العام، وربما تكون سببا في انتقال عقولهم من أماكنها، وربما تسقط في أحذيتهم، ومن المؤكد ان كثيرين من كتاب الدراما الرمضانية هذا العام هم من الذين سقطت عقولهم على هذا النحو!
وقد صرنا في 'مولد وصاحبه غائب'، فالذين يقومون على الفضائيات، هم في حكم 'الهبلة التي مسكوها طبلة'، فكانوا سببا في إصابة المشاهد بحالة من الارتباك لا يقدر على مقاومتها إلا أولي العزم من البشر. لقد تنافس الكتاب ولم تعد تعنيهم الجودة، فالمهم أن تصل عدد الحلقات الى ثلاثين حلقة، لأن الحساب يجري بالشبر، أو بالمتر، وفي أحيان كثيرة يكون بالكيلومتر. كما يتنافس المنتجون على الإنتاج أفرادا وشركات، من اجل ان يجدوا لهم مكانا على الخريطة في هذا الشهر، ثم تتنافس الفضائيات على عرض اكبر عدد من الأعمال الجديدة، والكل يمارس النصب على المشاهد باستخدام الكلمة سيئة السمعة: 'حصريا'!
القائمون على أمر تلفزيون الريادة الإعلامية اعتبروا مواعيد العرض من الأسرار العسكرية، ولهذا فقد تأخروا في إعلانها حتى تعلن عموم الفضائيات الاخرى مواعيدها، وقد كان إعلان مواعيد العرض بعد صيام اليوم الأول، لينافسوا بالمواعيد، وكأنه لا يوجد على الخريطة سوى تلفزيونهم وتلفزيون الشقيقة الكبرى السودان!
يحتاج المشاهد الى خارطة طريق للوقوف على عدد المسلسلات، وعلى مواعيد عرضها بالفضائيات المختلفة، وعلى أهم هذه المسلسلات حتى لا يبدد وقته فيما لا يفيد!
وعلى الرغم من أنني 'خالي شغل'، في العهد الذي لم يقصف قلما، وأقضي يومي مرابطا امام التلفزيون، إلا أنني فشلت حتى الآن في تحديد موقفي، فانتقل من قناة الى قناة، ومن مسلسل الى مسلسل، لعلي اجد على النار هدى، ولكن بدون جدوى، فالمسلسلات تتشابه علينا، حتى في الاسم: فهناك عمل يحمل اسم ' الأدهم'، وآخر يحمل اسم 'ادهم الشرقاوي'، وهناك بعض الممثلين يشاركون في أكثر من عمل في نفس الوقت، فعلى سبيل المثال فان ماجدة زكي تقوم بالبطولة في عملين: 'كريمة كريمة' و'حقي برقبتي'، والمسلسلان ينتميان الى فصيلة الأعمال الكوميدية!
كثيرة هي الأعمال الكوميدية هذا الموسم، الكتابة الساخرة أصبحت ظاهرة، ولدينا طائفة من الكتبة ظهرت في الصحف، قررت ان تتمدد في الفراغ الذي تركه الكتاب الساخرون الحقيقيون.. وقد نصب كل واحد منهم لنفسه 'زفة بلدي' واعلن انه كاتب ساخر، وأحدهم وصف نفسه بأنه 'زعيم الكتاب الساخرين'، وتقرأ لهم فتظن انك امام واحدة من علامات يوم القيامة، ومن اماراتها ان تلد الآمة ربتها، وان ترى الرعاة الحفاة رعاة الشاة يتسابقون في البنيان. حتى خالد الذكر 'ممتاز القط'، صاحب الفتوحات الكبرى، وكاتب مقال 'طشة الملوخية' الشهير، صار كاتبا ساخرا، وقرر ان يكتب تعليقات على الرسومات، مقلدا بذلك الكاتب المخضرم احمد رجب عندما كان يكتب التعليقات لرسومات مصطفى حسين. لكن لا بأس فنحن في زمن العنب.. العنب.. وبحبك يا حمار!
للذكرى التي تنفع المؤمنين، فان 'القط' سالف الذكر سبق له ان كتب مقالا عدد فيه حجم التضحيات الجسام التي يقدمها الرئيس حسني مبارك في سبيل حكم مصر، فقال انه محروم من الذهاب للسينما.. ومن المشي في الشارع.. ومن 'طشة الملوخية' .. وهي تضحيات كبرى كما ترون!.
ماجدة زكي ظهرت عليها علامات الكوميديا متأخرة بعض الشيء، وقد تمنيت لو ان هناك من استثمر هذا الجانب فيها، بعد ان خذلتنا عبلة كامل، ولم أكن اعلم ان الاستثمار سيتم في عملين مرة واحدة.. الحانوتي عندما يسعد يستقبل ميتين في يوم واحد.
في السياق العام فان العملين لا بأس بهما، فالهدف منهما هو التسلية، ويضاف إليهما الجزء السادس من 'رجل وست ستات'، و'عبودة ماركة مسجلة'، قلت من قبل انني معجب بأداء سامح حسين. ثم يأتي ' ابن الارندلي' في جانب منه، حسنا ان خرج يحيى الفخراني من الدور الذي حشر نفسه فيه في السنتين الماضيتين، وهو دور الرجل الصالح الذي سرعان ما يفسد، لان جينات الفساد موجودة بالفطرة داخل الجنس البشري، وبالتالي علينا ان نتقبل الواقع بصدر رحب، فالبديل فاسد وان ادعى الصلاح!
نضج كُتاب 'رجل وست ستات'، بعد ان كادوا أن يشهروا إفلاسهم بعد الجزء الثالث، وهو العمل الذي كان كاشفا لموهبة سامح حسين و'انتصار'، تماما كما كشف فيلم 'ايس كريم في جليم' ان هناك ممثلا سيكون له شأن هو عادل عبد الباقي، وان كان قد قلل من قدره انه أصبح موجودا طوال الوقت على الفضائيات، لدرجة ان المرء يخشى إذا ما فتح صنبور المياه، وجده وقد خرج منه!
حتى كتابة هذه السطور، فانه من الظلم ان نحكم على الأعمال التي تقدم في شهر رمضان هذا العام، فالرؤية لم تتضح بعد، ولم نتمكن من التمييز بين الخبيث والطيب، ونحدد على اثر هذه الأعمال التي سنشاهدها، فكلها أعمال باهتة، والمنافسة بين 'الباهت والأبهت'.
الحكم الآن ظالم، والمشكلة في ' المط'، وما تم عرضه وشاهدته، يمكن ان يتم اختزاله في حلقة واحدة، ليتم بعد ذلك الدخول في الموضوع، ان كان هناك ثمة موضوع، فعملية 'المط' هذه تهدف الى ان تبلغ عدد الحلقات ثلاثين حلقة، وبعض الأعمال تزيد على ذلك، لان تقييم العمل الفني ماديا، يتم كماً وبعدد الحلقات بغض النظر عن الجودة.
وحتى الأعمال السورية، لم تنج من هذا العيب.. عين وأصابت الدراما السـورية هذا العام.
لقد أربكتنا دراما رمضان، وأشعرتنا أننا نواجه ' هبلة' تم منحها 'طبلة' لتسري عن نفسها، فإذا بها تزعج كل من حولها.. خذوا الطبلة من يد هذه الهبلة أثابكم الله!.

الإساءة على قناة 'العالم'

أثيرت منذ فترة قضية الضيوف المصريين على الفضائيات، لاسيما على فضائية 'الجزيرة'، ولاسيما في برنامج 'الاتجاه المعاكس'، هناك من قالوا ان مقدم البرنامج يتعمد استضافة ضيوف مصريين على درجة كبيرة من الهبل او العمالة، ليقول للعالم أن هذه هي النخبة المصرية. كان الهدف هو فرض الوصاية على فيصل القاسم بالابتزاز، والذي قرر منذ البداية ان يختار ضيوفه بنفسه والوسطاء يمتنعون، والبعض تستهويهم أعمال السمسرة ولو في الرؤوس البشرية!.
الذين سعوا وبإلحاح لفرض الوصاية كان لهم منطقهم، الذي لا يخلو من وجاهة، على تهافته. وعلى الرغم من ان ما قالوه لم يرق لي، فمصر ليست قبيلة في قلب الصحراء يمكن ان يسيء إليها فرد او أكثر، وان تقرر استضافتهم في عموم الفضائيات، ومع ذلك فقد ضبطت نفسي متلبسا باعمال هذا المنطق، عندما فوجئت بشخص غير معروف على فضائية 'العالم' يدافع عن وجهة النظر الرسمية في قضية ' خلية حزب الله'، فقال كلاما مضحكا الى درجة الاشمئزاز، قلت في نفسي: هل يهدفون الى إضحاك الناس على المصريين؟، وفوجئت بزميل يشاهد معي البرنامج يجهر بما رددته سرا!
القضية فيها كلام يقال، فيما يختص بالسيادة، والتي تأذت كثيرا بخلية الحزب المذكور، ولم يخدش حياءها ان يطلق الإسرائيليون النار على جندي مصري يرابط على الأراضي المصرية، تماما كما لم يجرح كبرياءها ان يصل القصف الإسرائيلي لغزة الى البيوت المصرية في رفح.
لكن الغريب هو ما قاله الرجل الذي علمت بعد ذلك انه ينتمي الى الحزب الحاكم.. أنعم وأكرم.. فهذه الخلية تستهدف زعزعة الاستقرار في مصر، وأنها لم تكن تبغي مساعدة الفلسطينيين، فحركة حماس لا تحتاج للسلاح، ومصر تساعد هذه الحركة وتمدها بما تحتاج إليه. ونفى بشكل مضحك ان يكون معبر رفح مغلقا من قبل الجانب المصري.. فهو مفتوح على البحري، لكن ما لا يعلمه احد، وعلمه عند القيادي بالحزب الحاكم، باعتباره عليما ببواطن الأمور، ان هذا المعبر له ' فتحتان'، واحدة في مصر مفتوحة، وأخرى تسيطر عليها حماس مغلقة.. مفترية حماس هذه لانها تغلق 'الفتحة' رافضة المساعدات.
منه لله الحزب الحاكم في مصر، فقد جعلني أتصبب عرقا من الخجل وانا أشاهد هذا القيادي بالحزب.. يقولون ان هناك أزمة كوميديا في عالمنا العربي!

أرض جو

ـ 'الجريئة' هو اسم برنامج تلفزيوني، على قناة ' القاهرة والناس'، و'الجريئة' صفة أطلقتها مقدمة البرنامج إيناس الدغيدي على نفسها، كلقب نجمة الجماهير الذي تطلقه نادية الجندي على نفسها أيضا. أتحداك لو استطعت ان تشاهد الدغيدي خمس دقائق على بعضها، فهي طاردة للمشاهد شكلا وموضوعا.
ـ كرر جمال سليمان نفسه هذا العام من خلال دور الصعيدي، بعد نجاحه في هذا الدور من قبل. ليس في كل مرة تسلم الجرة.
ـ عاد رجل الأعمال نجيب ساويرس يجرب حظه من جديد في ان يعمل مذيعا.. يا عمنا خليك في البيزنس أحسن.. يبدو انه لم يفهم التلميح، فبالتصريح الفصيح أنت لا تصلح للعمل كمذيع، ام انه حب 'التكويش' والسلام.!
ـ سألت لميس الحديدي رجل الأعمال المصري المقيم في لندن اشرف السعد: ألم توحشك مصر؟.. فرد: وحشتني مصر ودبان ( ذباب) مصر فتدخلت الرقابة في التلفزيون المصري وحذفت كلمة ( دبان)، فوجود (دبان) في مصر يمثل إساءة لها.. لقد بدأنا نقترب من اكتشاف سر الريادة الإعلامية.
صحافي من مصر

الامن يستولي على اللحوم والفراخ لمنع الاخوان من اقامة مأدبة.. معركة حول محاولة رجال اعمال النظام الاستيلاء على موقع الضبعة


كانت الاخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة الجمعة عن استقبال الرئيس مبارك وزير خارجية اريتريا بحضور الوزير المصري وتعاقد هيئة السلع التموينية مع شركات أمريكية وروسية على استيراد القمح وقرار وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي تعيين سبعة عشر عمدة جديدا، وتوزيع مليون شنطة رمضان في محافظة حلوان على المحتاجين وتحديد وزارة الاوقاف المساجد المسموح بالاعتكاف فيها في العشر الاواخر من رمضان وموافقة وزارة الخارجية البريطانية على منح تأشيرة دخول للشيخ محمد السلاموني الذي فقد بصره نتيجة اعتداء متعصب بريطاني ضده. واستمرار المخاوف من تفشي انفلونزا الخنازير عند افتتاح المدارس ومجيء فصل الشتاء. وواصلت الصحف تركيزها على المسلسلات التليفزيونية وبرامج القنوات الفضائية. كما استمرت معدلات الجريمة كما هي بسبب المشاجرات وضبط تجار مخدرات واغذية فاسدة. والى معظم ما لدينا في نهاية الأسبوع:

رمضانيات: حكايات عن افطار الوزراء

ونبدأ بالرمضانيات حيث ذكرنا الشاعر المهندس خفيف الظل ياسر قطامش يوم الخميس في صفحة ـ ايام وليالي رمضان بـ'الاخبار' والتي يشرف عليها زميلنا محمود حبيب ببعض ما كان عام 1924 وهو: 'في عهد وزارة زيور باشا سنة 1924 أفطر بعض الوزراء بحجة ظروفهم الصحية وكانوا يتظاهرون بالصيام أمام الصحافيين وطلاب المقابلات ولكن أشد ما كان يضايقهم هو اضطرارهم لعدم شرب القهوة كما تعودوا في اجتماعات مجلس الوزراء الى ان اهتدوا لطريقة تخلصهم من هذه المضايقة وهي ان يطلب كل منهم قهوته باسم زميله وزير المواصلات نخلة المطيعي بك ـ باشا فيما بعد ـ فهو مفطر بطبيعة الحال لأنه مسيحي وتصادف ان طلب خمسة منهم القهوة مرة واحدة فما كان من الساعي النبيه وكان يعمل قهوجيا فيما مضى الا ان جاء (يكحلها فأعماها) ونادى بأعلى صوته وعندك خمسة قهوة مضبوط لنخلة بيه.. وكانت فضيحة ويحكى ان محمد بك البابلي وكان من ظرفاء عصره ومن أنصار واتباع حزب سعد باشا زغلول كان مفطرا يوما في رمضان فرآه أحد اصحابه وعاتبه قائلا: مش عيب تبقى من حزب سعد باشا وتفطر؟ فقال ضاحكا: انا مش من حزب سعد باشا انا من حزب (فاطر) السموات والارض ومن نكت زمان ان غني حرب كان بيقزقز لب فقالوا له: إخس عليك يا فاطر.. فقال: انا مش فاطر انا بحب أسلي صيامي'.
وبمناسبة مجلس الوزراء والمفطرات فقد كان كاريكاتير زميلنا عمرو عكاشة في 'الدستور' أمس عن أحد المرضى والطبيب ممسك بصورة رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ويقول له: ـ الصورة دي بالذات أوعى تبص لها في نهار رمضان أحسن تفطر.

'الوفد': ماذا قال رئيس الوزراء للطلاب!

والى حكومة ما اشبه ورئيسها الذي تسبب في اصابة زميلنا بـ 'الوفد' طلعت المغاوري في حالة عصبية منه بسبب تصريحاته فقال عنه أمس: 'في أحد تجليات الدكتور أحمد نظيف قال لا فض فوه في معسكر الشباب بأبو قير: 'لا تنتظروا شيئا من الحكومة واحنا معندناش حاجة نقدمها للشباب'.. صراحة يحسد عليها الدكتور نظيف فدائما ما تزعم الحكومة انها تقدم كل شيء للمواطنين وانها بتقيد صوابعها شمع من أجل راحة المواطنين ويبدو ان رئيس الوزراء قد شرب كأس الشجاعة والصراحة، لذلك رأى ان يقول الحقيقة ورزقه على الله. لأنه يعلم ان رمضان كان على الأبواب والكدب حرام. ونحن بدورنا نقول للدكتور نظيف رئيس الحكومة الألكترونية الذكية. قاعدين ليه. ما تقوموا تروحوا.. تصريحات غريبة ومستفزة أطلقها رئيس الوزراء في وجه الشباب. المستقبل والأمل. تدعو الى اليأس والإحباط. فإذا كانت الحكومة لا تملك شيئا تقدمه للشباب والمواطنين فلماذا كابسة على نفوسنا بعد هذا الاعتراف المرير. لا وظائف ولا مساكن ولا خدمات ولا رعاية صحية ورغم ذلك تزعم انها قدمت ستين إنجازا خلال فترة خمس سنوات وهي على قلبنا.
وقد اتضح في نفس اليوم ان زميلنا طلعت ظلم حكومة الشؤم والنحس وأغفل الكثير من انجازاتها في مجال حماية البيئة وهي التي أوضحها وزيرها ماجد جورج. ومنها: 'تم وضع خطة للتفتيش على المنشآت الصناعية التي تقوم بالصرف على نهر النيل والمجاري المائية وإلزامها بتوفيق أوضاعها البيئية ومساعدتها في توفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروعات معالجة الصرف الصناعي أو تعديل تكنولوجيا التصنيع الخاصة بالمصنع او بإعادة استخدام مياه الصرف بتدويرها في دوائر مغلقة وإعادة تأهيل محطات المعالجة الخاصة بالمصانع في حالة وجودها. وذلك من خلال جداول زمنية محددة وتم إيقاف الصرف نهائيا لعدد اثنين وسبعين منشأة صناعية على نهر النيل والمجاري المائية سواء عن طريق إغلاق مخارج الصرف وتدوير المياة في دوائر مغلقة لإعادة استخدامها بعد معالجتها او توصيل الصرف الصناعي المعالج على شبكات الصرف الصحي وتحويل عدد من المنشآت المخالفة الى النيابة العامة للتحقيق ومنها شركة بالقاهرة وثلاث شركات بالجيزة وشركتان بالغربية وشركتان بجنوب الصعيد وذلك لاتخاذ الاجراءات القانونية ضد المسؤولين بها'.

سيطرة الوزراء على اعلانات الفضائيات

والى المعارك والردود ونبدأها من 'أخبار' أمس مع زميلنا خالد جبر الذي ساورته الشكوك في ما يحدث في التليفزيون والقنوات الفضائية من منح الوزارات كمية هائلة من الاعلانات. قال عنها: 'من المؤكد أنك مثلي أيضا تتساءل (ايه الفلوس دي كلها) من أين كل تلك الميزانيات التي انتجت ما يقرب من مائة مسلسل وبرنامج خاص.. أو مولت تلك الحملات الاعلانية التي تتحدث عن الترشيد. القطاع الخاص حر في فلوسه.. ينفقها كما يشاء طالما أنه يرى أنه يحقق ربحا.. ولكن هل من حق وزارات الدولة ان تنفق كل هذه المبالغ على حملات إعلانية بدلا من ان تنفقها على تحسين الخدمة نفسها.. وهل من حق تلك الوزارات ان تمنح تلك الملايين لوكالات إعلانية خاصة استطاع صاحب واحدة منها ان يفتح قناة خاصة خلال رمضان فقط لأن لديه من المساحات الإعلانية ما يزيد عن المساحات التي خصصها له التليفزيون ثم هل هناك اتفاقات سرية ـ كما تنشر ـ بين التليفزيون الحكومي وأصحاب تلك الوكالات. أسأل تلك الأسئلة لنفسي لأنني أعرف ان أحدا لن يجيبني.. لأنه من العادة الا يرد جهاز رسمي على أحد عملا بالحكمة الأزلية الأبدية دع الأقلام تكتب والقافلة تسير'.
وهو يقصد طارق نور.. والى جبر آخر وهو زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة مؤسسة 'روزاليوسف' كرم جبر. وهجومه الشديد ضد الصيادين المصريين الذين يصطادون في المياه الاقليمية للدول الاخرى ويتسببون في مشاكل للدولة وآخر حوادثهم كانت في تونس. فقال عنهم: 'بعد الصومال جاءت تونس التي قبضت على صيادين دخلوا مياهها الاقليمية وبعدها بدأت نفس الاسطوانة المشروخة عن عجز الدولة عن حماية الصيادين وعدم التدخل لإنقاذهم؟
لماذا هم يذهبون للمياه الاقليمية للدول الاخرى رغم ان مصر تربطها معاهدات واتفاقيات مع دول كثيرة مجاورة تبيح الصيد في مياهها الإقليمية.. لماذا يختارون المشاكل؟
لماذا الصيادون المصريون وحدهم دون غيرهم من الدول الاخرى هم الذين يقتحمون المياه الإقليمية للدول المجاورة.. وهل ننتظر عملا بطوليا اخر لتحريرهم في تونس'.
كما تعرض الصيادون الذين عادوا من الصومال الى هجوم في نفس اليوم الجمعة في إحدى فقرات باب مختصر ومفيد لزميلنا محمد علي إبراهيم رئيس تحرير 'الجمهورية' وهي: 'الصيادون المصريون كانوا يدا واحدة وهم مختطفون في الصومال عندما فك أسرهم إنهالوا تجريحا ولوما على صاحب المركبين الشيخ حسن خليل الذي كان بطلا في نظرهم قبل أسبوع. بالمناسبة الطمع هو الذي أوقع الصيادين في ايدي القراصنة وهو ايضا السبب وراء انقسامهم'.

اتهام النظام بمحاباة الاخوان
لرفضه قيام حزب وسط

والى معارك اخرى بالاخوان المسلمين وقيام زميلنا وصديقنا وأحد مديري تحرير مجلة 'المصور' حلمي النمنم بمهاجمة النظام يوم الخميس في 'المصري اليوم' واتهامه بالعمل لحساب الاخوان لرفضه قيام حزب الوسط بقوله: 'الدولة تساند الجماعة وتزيح من أمامهم أي منافس محتمل، وتأمل تعنت لجنة الأحزاب مع مشروع حزب الوسط، فلا معنى لرفض التصريح له، سوى أن تبقى الجماعة بلا منافس، خاصة إذا كان ذلك المنافس يمكن أن يهز صورتها ومصداقيتها ويكشف تناقضاتها أمام جماهيرها، فضلاً عن أنه يمكن أن يسحب منها بعض المتعاطفين في دوائر النخبة، وهو كذلك رسالة إلى من يفكر في الانشقاق عن الجماعة أو التمرد عليها، بأنه لا مستقبل له في العمل السياسي ولن ينال الاعتراف من الدولة، وسوف يبقى هكذا، والمعنى أن من يتمرد على الجماعة إما أن يكون 'عميلاً للمباحث'، وهم اتهموا معظم الخارجين عليهم بتلك التهمة، أو أن يبقى هائماً شريداً مثل أبوالعلا ماضي.
الدولة تساند الجماعة حين تشن عليها بعض الحملات الأمنية، فهي تظهر الجماعة أمام الرأي العام في مصر وفي خارجها باعتبارها ضحية القمع واللاديمقراطية.
وحين يخرج علينا د. حمدي زقزوق، وزير الأوقاف، بأن إلغاء الموالد الآن بسبب انفلونزا الخنازير هو خطوة أولى نحو إلغاء الموالد نهائياً إلى الأبد، فهو يعني سياسياً تقديم مزيد من المدد والأعضاء الجدد لجماعة الإخوان، فبعض من جماهير الموالد لن يكون أمامهم سوى تلك الجماعة التي أطلق عليها مؤسسها حسن البنا، من بين ما أطلق، أنها جماعة صوفية'.

'الدستور': اشهد يا زمان
الحكومة سرقت اللحمة من الاخوان

طبعا. طبعا. والدليل على ان الدولة تساعد الاخوان بإزاحة أي منافس من أمامها كما فعلت باعتراضها على حزب الوسط، انها سمحت لهم في المنصورة بمحافظة الدقهلية بإقامة حفل الافطار السنوي في مقر نقابتي الأطباء والصيادلة وان حاولت افساده واثبت الطرفان الأمن والاخوان توافر قدر كبير من الطرافة وخفة الظل في المعركة التي دارت بينهما وقد نقل زميلنا في 'الدستور' صالح رمضان بعض ما دار بين الطرفين بقوله: 'نجحت جماعة الاخوان المسلمين بالدقهلية مساء أمس الاول في اقامة حفل إفطارها السنوي وسط العديد من المضايقات الأمنية لمنع اقامته حيث قامت قوة من مديرية التموين ومديرية الصحة قبل الإفطار بساعات بشن حملة على نقابة الاطباء المقام بها الافطار ونقابة الصيادلة المجاورة لها وحجزت جميع اللحوم الحمراء والبيضاء الموجودة بهما وبلغت ثلاثمائة وستين كيلوجراما في محاولة لإفشال الافطار دون تدخل أمني لكن الاخوان قاموا بشراء لحوم بديلة وقامت قوات الأمن بمحاصرة نقابة الاطباء فظن الاخوان انها ستدخل لمنع ضيوف الافطار من دخول نقابة الاطباء ولكن هذا لم يحدث وتم الافطار وردد الحضور (أشهد يا زمان أشهد يا زمان سرقوا اللحمة من الاخوان) وقامت جماعة الاخوان بإعداد مسرح ضخم لعرض السيرة الذاتية لمعتقلي الاخوان والمحبوسين عسكريا وكتبوا عليها لماذا تحارب الافكار بالسجن؟!
وتم كتابتها باللغتين العربية والانكليزية وكرموا خلال الحفل أسر المعتقلين من أبناء محافظة الدقهلية وعلى رأسهم أسرة المهندس خيرت الشاطر والدكتور ضياء فرحات والدكتور صلاح الدسوقي'.

قوات الامن تداهم نقابتي الصيادلة والاطباء

أيضا قدمت 'المصري اليوم' عرضا لهذا الموقف الطريف في تحقيق زميلتنا غادة عبد الحافظ قالت فيه:'أوضح الدكتور مصطفى جمجوم أمين عام نقابة الصيادلة ان قوات الامن داهمت نقابتي الصيادلة والاطباء في وقت واحد وصادرت نحو ستين فخدة لحمة وثلاثمائة فرخة من نقابة الاطباء كانت معقدة للافطار السنوي للاخوان كما صادرت ستين كيلو لحمة وثلاثين فرخة واربعة عشر كيلو كبدة وكيلو لحمة مفرومة من نقابة الصيادلة كانت معدة لإقامة عقيقة. وقال ان الأمن كان يخشى استخدامها في الافطار السنوي بحجة عدم صلاحية كل هذه الكميات. وأكد طارق قطب نائب مجلس الشعب ان الامن لجأ الى تلك الحركات الخايبة ومع ذلك لم يفلح وتبرع عدد كبير من الاخوان بايجاد بدائل سريعة لاقامة الافطار بالشكل اللائق كالعادة ولم يشعر احد من الحضور بما حدث وتم الافطار رغم محاولات الامن افساده.'
وهكذا شهدنا فصلا اخر من الصراع الطريف بدلا من الاعتقالات والمحاكمات يذكرنا بالصراع بين توم وجيري ونتمنى ان تكون العلاقة بين الامن والاخوان من هذا النوع المسلي والمفيد لجميع الاطراف. فالأمن حصل على اللحوم والدواجن. والمدعوون أكلوا وشربوا ايضا في مكانين. نقابة الاطباء ونقابة الصيادلة وان كانت هناك مشكلة اثارها في نفس اليوم ـ الجمعة ـ زميلنا الرسام مصطفى الشيخ في كاريكاتير له بـ'الوفد' عن اثنين يقول احدهما للآخر: ـ بيقولوا ان قانون العمل بيمنع الموظف من الجمع بين مائدتي رحمن.

معركة الضبعة تتسع وانتقادات لصمت النظام

والى واحدة من المعارك التي تكشف الى اي مدى وصلنا بأن يسعى رجال اعمال النظام والحزب الحاكم. لا الى إجهاض حلم مصر في انشاء أول محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية وانما تحدي الرئيس مبارك نفسه لأنه الذي يتبنى الدعوة ويعملون علنا دون ان يقيموا وزنا لنظام الدولة للاستيلاء على الموقع الذي تم تحديده والصرف عليه وتجهيزه لاقامة مشاريع سياحية مملوكة لهم. وقد ازدادت هذه المعركة عنفا هذه الايام وقال عنها يوم الاربعاء في 'الاهرام' زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين مكرم محمد أحمد: 'لا أعرف إن كان ضروريا أن أذكر البعض بأنه قبل أكثر من عامين، كان لي شرف أن أكون أول من ينبه إلى الأطماع المتزايدة من بعض رجال الأعمال المصريين في الاستيلاء على موقع الضبعة، تمكنت هذه الجماعة من رجال الأعمال أصحاب النفوذ من اختلاق قضية وهمية حول الجدوى الاقتصادية لاستخدام المكان لإنشاء عدد من الفنادق والقرى السياحية مقارنة بالجدوى الاقتصادية لاختياره موقعا لإنشاء أول محطة نووية مصرية، وكأن الأمر مجرد مقاصة مالية بين مشروعين تجاريين، استثمار الجهل بحقائق العلم لكي يروجوا لخطر وجود محطات نووية في منطقة الضبعة لأسباب حافزها الوحيد المصلحة الشخصية!، برغم أن مصر تكاد تكون أحوج الجميع لبناء هذه المحطات في ظل مخزونها جد المحدود من البترول وأسعاره المتزايدة التي تفوق قدرة مصر المالية!'.

اصابع الاتهام تتجه لجمال وعمه

وما قاله مكرم حقيقي بل تم تسريب معلومات له نشرها في 'الاهرام' عن وجود مشروعين على مكتب الرئيس، أحدهما من وزارة الكهرباء وهيئة الطاقة النووية عن اقامة المشروع في المكان المخصص له في الضبعة. ومشروع اخر قدمته جهة مجهولة لم يشر اليها مكرم، يقدم ابعاد المشروع عن الضبعة ولا اعرف لماذا لم يحدد مكرم أسماء مجموعة رجال الاعمال هؤلاء ومناصبهم العليا داخل الحزب الحاكم وهو ما تكفلت به في نفس اليوم ـ الاربعاء ـ زميلتنا في 'الدستور' نادية الدكروري بقولها: 'وبالنظر الى ابرز مستثمري الساحل الشمالي والمنتظرين لقرار رفع الضبعة من الخدمة النووية نجد محمود الجمال صهر جمال مبارك الذي ينتمي الى أسرة الجمال الدمياطية ويملك شركة (جلاله) للتنمية السياحية ومتخصص في انشاء القرى السياحية، حيث شيد قرية (هاسييندا) وتعني بالاسبانية العزبة على الساحل الشمالي بعد مارينا بـ40 كيلومترا وبها مطعم (أندريا) أحد المطاعم المفضلة لدى ابناء الرئيس جمال وعلاء مبارك وهو ما جعل الكثيرين يؤكدون ممارسة الجمال ضغوطا للحصول على ارض الضبعة وعدم اقامة المحطات النووية بها وهو ما اتضح عندما طلب (الجمال) خلال اجتماع اللواء محمد عبد السلام المحجوب ـ وزير التنمية المحلية ـ في 25 يونيو الماضي بمجلس أمناء الاستثمار الذي وافق خلاله على تخصيص ارض (الأمان النووي) لمحطة الضبعة النووية من الشرق والغرب لإقامة مشروعات سياحية لصالح كل من ابراهيم كامل ـ صاحب قرية (عزالة) ورئيس مجموعة (كاتو) ـ التي تتولى انشاء مطار العلمين ـ ومنصور عامر صاحب منتجع (بورتو مارينا) ووعد الوزير رجال الاعمال بالحصول على موافقات جميع الجهات العليا بنزع اراضي الامان النووي، وهو ما يمهد لاستبعاد الضبعة من اقامة مشروع المفاعل النووي المصري'.

تنمر مجموعة من رجال الاعمال على الدولة

ونظل مع موقع الضبعة بعد ان ننتقل الى 'المسائية' التي قال فيها يوم الاربعاء ايضا اشرف حمودة: 'وكأن هؤلاء لم يشبع منهم ما جنوه من ارباح المنتجعات والاستيلاء على اراض ومناطق استراتيجية بشكل دائم وتمثل بعدا تاريخيا أو قوميا لمصر.
وفي اطار ما يحدث من استغلال نفوذ من قبل بعض رجال الاعمال تحت مقولة ايه يعني شوية كهرباء وبدورنا بنقول لهم بناقص شوية فلوس ولكن لا فالضبعة هي أمل قومي دعمه قرار السيد رئيس الجمهورية دعما للتنمية الشاملة واحتياجات شعب مصر ولن نسمح بان تصبح بورتو الضبعة'.
وشارك في المعركة صديقنا وعضو مجلس الشورى ورئيس حزب الجيل الديمقراطي ناجي الشهابي بقوله في جريدة الحزب 'الجيل' التي يرأس مجلس ادارتها وتصدر كل اربعاء: 'خطورة الموقف ليست في التردد الحكومي ولكن في حالة التنمر من قبل مجموعة من رجال الاعمال تسعى بمساعدة بعض الوزراء داخل الحكومة الى تخصيص ارض المحطة النووية الى مشروع سياحي تشارك فيه استثمارات خارجية.
يبدو واضحا للجميع ان هناك مصالح تدار في الخفاء وتسعى الى تهميش وتعطيل المشروع النووي المصري ولا اعتقد ان القرار المصري سوف يقف لينتظر تقرير الاستشاري الاسترالي الى ضغوط من اي نوع ليعلن عدم صلاحية موقع الضبعة لاقامة المحطة النووي، خصوصا وان هذا الاستشاري هو شركة خاصة تعمل في مجال الاستشارات الفنية فيما يتعلق بالمجال النووي، لكن المخيف فعلا هو ان يمتلك تيار رجال الاعمال القوة والقدرة على الشد والجذب في مشروع يتعلق بمصالح الدولة ومستقبلها.
واذا كانت حكومة رجال الاعمال في مصر وقفت مشتتة بين مصالح الدولة والشعب والامن القومي من جهة اخرى، فنحن ننتظر من الرئيس مبارك ان يتدخل بقرار رجل دولة لفض هذا النزاع المستفز بين حكومة عاجزة وفئة مستبدة لاهثة لجمع المال على حساب اي شيء'.

خلافات بين العلمانيين الاقباط والبابا

والى معارك اشقائنا الاقباط والهجوم الذي شنه الاربعاء في 'الاخبار' رجل الاعمال وعضو مجلس الشورى المعين عن الحزب الوطني الحاكم واستاذ القانون الجنائي ولواء الشرطة السابق الدكتور نبيل لوقا بباوي ضد العلمانيين الاقباط بقوله عنهم: 'جماعة العلمانيين الأقباط وعددهم لا يتجاوز أصابع اليد وهم المعارضون لسياسة قداسة البابا شنودة وهذه الجماعة لا تعبر الا عن نفسها وهذه القلة من المعارضة لا تعبر عن اقباط مصر سوف يعقدون مؤتمرا في أكتوبر القادم وأصدروا بيانا بأنهم سوف يعيدون مشروعا متكاملا لإدارة أموال الكنيسة رغبة منهم في المشاركة في ادارة أموال الكنيسة ولذلك أقول للعلمانيين الأقباط المعارضين لسياسة الكنيسة عيب فالحوار مع الاباء البطاركة له اصول والحوار مع رجال الدين له اصول من الاحترام وله قدسية والوقار فهل يقبل أحد من الاخوة العلمانيين ان يتعامل مع والده بهذا الاسلوب والجري خلف وكالات الانباء والفضائيات ثم اي مشروع هذا الذي تعدونه لإدارة أموال الكنيسة. ان أموال الكنيسة تدار بأحدث أساليب علم المحاسبات لإدارة ايرادات ومصروفات الكاتدرائية بالقسم المالي للشؤون المالية به جميع الدفاتر المحاسبية يشرف عليه رئيس الديوان البابوي الاستاذ ممدوح عبده بحيث لا تصرف اي شيك الا بتوقيعين التوقيع الاول من رئيس الديوان البابوي والتوقيع الثاني عضو من المجلس الملي ويشرف على الحسابات لجنة من المجلس الملي ويوجد حساب مفتوح باسم الكاتدرائية في احد البنوك المصري والقسم المالي يقدم تقريرا شهريا للمجلس الملي بالحسابات ويقوم محاسب معتمد من نقابة المحامين بمراجعة كل ايرادات ومصروفات الكاتدرائية خلال العام يقدم ميزانية قانونية للمجلس الملي الدكتور ثروت باسيلي وجميع اعضاء المجلس الملي ذمتهم المالية فوق مستوى الشبهات لذلك كان أموال الكنيسة في أمان ولا تحتاج تدخل العلمانيين وكذلك من مطالبة بعض العلمانيين من خضوع أموال الكنيسة للجهاز المركزي للمحاسبات فإن ذلك لا يجوز قانونا لأن الجهاز المركزي للمحاسبات يراقب الاموال العامة الخارجة من ميزانية الدولة اما اموال الكنيسة فهي ليست أموالا عامة'.

مماحكة ثقافية بين يوسف زيدان والانبا بيشوي

ونغادر 'الاخبار' لنلحق بـ'المصري اليوم' في نفس يوم ـ الاربعاء ـ حيث يواصل الدكتور يوسف زيدان معركته ضد الانبا بيشوي في معركة رواية عزازيل ورد بيشوي عليه. فقال يوسف: 'يقع نيافة المطران في خلل منهجي جديد، فادح، حين يتهمني صراحة بأنني أُمجِّد هيباتيا، العالمة الرياضية الشهيرة التي قتلها المسيحيون بالإسكندرية سنة 415 ميلادية، ثم أظلم العالم كله من بعدها، لقرابة خمسة قرون. والغريب أن الأمبا المطران، بحسب ما ذكره على ظهر غلاف كتابه، هو (خريج كلية الهندسة، جامعة الإسكندرية عام 1963) فكيف يمكن لخريج كلية الهندسة، أن يجحد فضل العالمة الرياضية الفيثاغورية الشهيرة، هيباتيا ابنة ثيون الرياضي السكندري العظيم.. وكيف طاوعك لسانك وقلمك يا نيافة المطران، وأنت خريج كلية الهندسة، إلى اتهام هيباتيا بممارسة السحر.. السحر.. كيف؟ هل عرفت يا نيافة المطران، أو عرف غيرك، أن هناك شخصاً واحداً في التاريخ الإنساني، كان رياضياً وفي الوقت ذاته ساحراً! إن الاشتغال بالرياضيات يا نيافة المطران، أو بالفلك، يضاد الاشتغال بالسحر والخرافات. بل إن الاشتغال بالرياضيات، هو مقدمة لأي تفكير إنساني قويم. ولذلك كتب أفلاطون على باب مدرسته (الأكاديمية) عبارة: لا يدخل علينا إلا من درس الهندسة.
فما الذي تحاوله يا نيافة المطران.. أتريد تشويه صورة هيباتيا؟ لن تستطيع تشويه رمز باهر من رموز الإنسانية. ولن يجديك نفعاً، أن تستعير حجة ضعيفة كتبها رجال دين قدماء من أمثال: سوزومين وسقراط المسيحي (بزعم أنهما مؤرِّخان!) ضد شهيدة العلم وربة الرقة وأستاذة الزمان: هيباتيا، وقد كتب هؤلاء تبريراتهم البائسة، غير المقنعة بعد مقتلها بسنوات، لأنها على زعمهم كانت تشتغل بالسحر!
فيا نيافة المطران، دعنا من الجدال وتعال إلى كلمة سواء: لقد كان مقتل هيباتيا على هذا النحو الفاجع، كارثةً إنسانية، ينبغي علينا أن نتذكرها بأسى ونعتذر عنها، ونطلب لمن اقترفوها وتجرأوا عليها، الغفران والصفح، فلعل الله يستجيب. ولعله تعالى يرحمنا جميعاً، فلا نشهد ثانيةً مثل هذه الفعلة الشنعاء، التي مهما حاول مقترفوها والمعجبون بهم تبريرها، فسوف تظل سُبَّة في جبين الإنسانية، ولحظة عار في تاريخ الإسكندرية.. مدينتي.. ومدينتك.. ومدينة الله العظمى (في الزمن القديم)'.

'الوفد': هل من صفات
رجال الاعمال تعدد الجنسيات؟

والى جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني الحاكم وامين امانة السياسات الذي نشرت 'الوفد' يوم الخميس عنه تحقيقا اعده زميلنا عاطف خليل قال في مقدمته: 'والمؤكد أن هناك سمات مشتركة تجمع أعضاء أمانة السياسات أهمها أن يكونوا رجال أعمال متعددي الجنسيات وقليلي الخبرات السياسية، وعلى صلة قوية بالغرب .
انهم مجموعة من المنتفعين الذين لا خبرة لهم، يريدون أن يحكموا بلداً كبيراً كمصر لمجرد أنهم قريبون من جمال مبارك، الأمين العام المساعد للحزب الوطني وأمين السياسات . ورغم الدور الخطير الذي تلعبه هذه الأمانة والمهام الأخطر التي تقوم بها، إلا أنك ستجد نفسك أمام كيان وهمي غير مسؤول عما يرتكب من أفعال، لأنها تمارس أفعالها بعيداً عن 'الدستور' : لقد عمدت أمانة السياسات منذ نشأتها على تقديم جميع المؤسسات والسلطات في مصر، ودائماً ما تجد مندوباً من أمانة السياسات يسعى بشتى الطرق لإفساد ما تقوم به المؤسسات، حيث تم تقليص السلطة التشريعية وبالأحرى اغتيالها، حتى أصبحت البرلمانات في مصر بلا ملامح ولا دور فاعل بعد بزوغ نجم أمانة السياسات الذي يتلاعب أحمد عز وهو أحد أعضائها ببرلمان مصر، وبلا شك فإن عز استمد قوته لقربه من جمال وكونه عضواً بارزاً في أمانة السياسات، ويكفي القول إن عز بإشارة من إصبعه ينفذ بها ما يشاء ويسن القوانين رغماً عن المعارضين والمستقلين، السلطة التنفيذية أصبحت تابعة لا تملك اتخاذ القرار، وقد اتضح ذلك بجلاء خلال الحكومتين الأخيرتين اللتين شهدتا تدخلاً واضحاً من أمانة السياسات عند تشكيلهما، وكان للأمانة دور واضح في اختيار أعضاء لجنة ضمن التشكيل الوزاري والمحافظين، ويكفي القول إنه عندما نشاهد جمال مبارك أمين السياسات في زيارة لأي محافظة، فإنك تجد الموجودين من الوزراء والمحافظين يسيرون خلف ' جمال ' انتظاراً للأوامر والتوجيهات'؟ !

'المصري اليوم': شبح التوريث يقترب

وانتقل الهجوم في نفس اليوم الخميس من الوفد الى المصري اليوم وزميلنا بالاهرام الدكتور عمرو الشوبكي الذي قال:
' لم يبدُ شبح التوريث قريباً من الحقيقة أكثر من اليوم، ولم يعد هناك أي حواجز تُذكر أمام تحول هذا 'الشبح' إلى واقع مثلما هو الحال الآن، ولم يهيأ المسرح السياسي وغير السياسي لتقبل هذا 'المولود' الجديد مثلما يجري الآن، فأصبح كل شيء معداً 'الممثلون' و'الكومبارس' والمصفقون وربما حتى المنافسون والخصوم.
بعد أن دعمتها نظريات جديدة فى 'علم السياسة' تقول 'إن جمال مبارك جرب السلطة والمال وبالتالى فهو شبعان' و'أن من نعرفه أفضل ممن لا نعرفه' وهى كلها نظريات من المهم ترجمتها حتى تصبح 'إسهاما' مصريا عالميا!!
لقد كان من الطبيعى أن تنتشر مثل هذه 'النظريات'، بعد أن استبعد بقسوة كل من حاول فقط أن يكون محترما معتزا بنفسه مخلصا فى عمله وأيضا للنظام القائم، بدءا من كمال الجنزورى إلى المشير أبوغزالة وغيرهم من الوزراء وكبار المسؤولين، حتى اختفت هذه النوعية من الساحة السياسية والمهنية، لم يعد من الممكن مقاومة التوريث من القوى السياسية، وباتت هناك إمكانية أن ترفضه بعض المؤسسات السيادية داخل الدولة بشرط ألا تحمل أى صفات انقلابية، فنحن بحاجة إلى 'فيتو سياسى' على وضع يرتدى زى قانونى (ترشيح جمال مبارك فى انتخابات رئاسية صورية) وهو فى الحقيقة إنهاء للنظام الجمهورى، ووراثة بلد تدهورت كل مؤسساته وفقد الشعب رغبته فى العمل والإنتاج لأنه يعيش فى ظل حكم نقل مشروعه القومى من السد العالى إلى توريث السلطة.'
و الى جمال مبارك نفسه الذي حضر مؤتمرا في قرية النجاح بمحافظة البحيرة ومعه وزراء الاسكان والتضامن الاجتماعي والري والزراعة والتنمية المحلية والمحافظ وقيادات الحزب الوطني وقال جمال نقلا عن زميلتنا بالاخبار فايزة الجنبيهي :
'نفى جمال ان يكون الاهتمام بتنفيذ مشروع الالف قرية الاكثر احتياجا على حساب باقي قرى مصر، وان الموازنـــة العامة للدولة تتضمن ميزانيات لكافة القرى التي لا يتوقف بها الجهد الحكومي وان الاستثمارات متاحة وان الموازنة الموجهة للقرى الاكثر احتياجا متوافرة وان الحزب الوطني وحكومته يبذلان جهدا متواصلا لتحقيق التنمية المطلوبة في هذه القرى ونحن في العام الأول في تنفيذ المشروع الذي يستغرق تنفيذه ثلاث سنوات وهناك اهتمام كبير لتوفير الخدمات التي تحتاجها الاسرة بشكل مباشر في هذه القرى ومن اهم الادوات لتحقيق ذلك معاش الضمان الاجتماعي وتم التوسع في البطاقات التموينية لما لها من تأثير كبير على تأمين الاسرة المصرية في الحصول على السلع الاساسية'.
لكن 'المصري اليوم' نشرت في صفحتها الاولى تحقيقا من البحيرة ارسله زميلنا ياسر شميس وحمدي قاسم جاء فيه :
' فشل اهالي قرية النجاح في رؤية جمال مبارك امين الـــسياسات بالحزب الوطني اثناء زيارته القرية وشهدت تواجــــدا امنيا مكثفا . اعتقد الاهالي ان جمال مبارك سيعقد لقاء شعبيا معهم لكنهم فوجئوا بأن حضور اللقاء مقصور على قيادات المحافظة واعضاء مجلس الشعب والمجالس المحلية وأمناء الوحدات الحزبية وهو ما دفعهم للتساؤل: اذا كانوا مش عاوزين يشوفوا اهل البلد جايين عندنا يعملوا ايه. كانوا قعدوا في فندق احسن. واحمد نعامه عضو مجلس الشعب السابق عن مركز الدلنجات تم منعه ايضا من مقابلة جمال مبارك وحضر نعامه ومعه مجموعة من الشباب يرتدون فانلات مرسوما عليها صورة الرئيس مبارك وهو يحتضن حفيده محمد علاء ومكتوب على الفانلات من الخلف 'طلائع جمال مبارك'.

نقل مقابر القاهرة "سبوبة" رجال الأعمال "الجديدة"!! لكن المهم هاينقلوا "الأموات" طيب هايعملوا إيه في "الأحياء" ساكني هذه المقابر.. تعاقدات جديدة لهيئة

-
نفتتح جولتنا اليوم في صحافة القاهرة الصادرة أمس (الجمعة) من صحيفة الكرامة ، ومع تحقيق جمال أبوعليو بالصحيفة حول ما يتردد بقوة عن نقل حديقة الحيوان بالجيزة التي تمثل رئة ومتنفساً ونزهة للفقراء ، وتجدد الحديث عن نقل مقابر القاهرة أمواتها وأحياءها وتحويلها إلي حدائق ومتنزهات، علي أن تنقل المقابر إلي محطة 6 أكتوبر طريق الواحات، ومحافظة حلوان طريق القطامية - السويس. يقول بخيت السيد مصطفي أحد سكان المقابر : إننا نسكن هنا منذ 50 عاماً وأولادنا ولدوا وتربوا وتعلموا هنا، وقد جئنا إلي الحوش بعدما ضاق علينا بيت العيلة بشارع القدرية بالخليفة فجئنا إلي هنا لنبدأ حياة جديدة ونكون أسراً، وهذه الأحواش ملك لنا أباً عن جد، ونطالب الرئيس مبارك بالتدخل. أما الحاج «الصاوي» تربي بالمنطقة قال: «محدش هيقدر ينقل حاجة لأن دي منطقة آثار عمرها أكثر من 400 سنة ومدفون فيها كمان كبارات البلد، قبل كده سنة 1956 وسعت الحكومة شارع صلاح سالم من السيدة عائشة إلي عين الصيرة، وأعطت للناس وقتها تعويضات بمنطقة البساتين، كمان إذا تم نقل الترب زي ما بيقولوا هنعتزل المهنة لأن ساعتها التكلفة هتكون كبيرة وبدل ما أكسب 10 جنيهات لأولدي هصرف 50 جنيهاً، فأنا ممكن أتصور أن الحكومة تبني ترب وجبانات جديدة علشان زيادة الناس إنما نقل الترب بالكامل ده شيء صعب جداً.

عيالي اتربوا هنا
الحاجة «عزيزة سالم علي» 63 سنة قالت: أنا اتولت هنا وعيالي كمان اتربوا هنا، وبعدين اتجوزوا وسكنوا بره، ودلوقتي عايشة مع أخويا، وياريت نخرج من هنا علشان نشوف الدنيا بدل ما إحنا عايشين في الآخرة قبل الاخرة، بس الحكومة تدينا شقة وإحنا نمشي، أنا مقدمة علي شقة من «4» سنوات ومحدش سأل فينا أنا أو غيري، وإحنا عايشين في قبر بجد يعني لو النور قطع تحس إنك في الآخرة، ناس كتير جاءوا من المحافظة وعملوا بحثاً علشان يعطونا شقة، وما بنشوفش حاجة. «سيد محمد» 45 سنة عنده 5 أولاد ساكن في تربة عبارة عن غرفة، جيت من بني سويف علي قرايبي بعد زواجي وخلفت عيالي كلهم هنا وعندي ابني حاصل علي بكالوريوس تجارة السنة دي والحمد لله، إحنا كل مشكلتنا السكن وياريت الحكومة تعطينا شقة ونمشي إنما لو مفيش شقة نروح فين أنا والعيال، وكلام إزالة المقابرة ده سامعه من زمان كل فترة يقولوه.
أما ابنه «محمد» فقال: طول عمري أحلم أطلع من الترب ونسكن في شقة كويسة بس الظروف صعبة، والحمد لله علي كل حال زمايلي في الجامعة يعرفوني ويعرفون ظروفي وبييجوا عندي هنا نقعد قدام التربة علي حصيرة يعني «أنا لا أكذب ولا أتجمل» قدمنا علي شقة من سنة 2002 ولم تأت بعد، أنا في الإجازة باشتغل في الرخام وبعدما أخلص ورق التجنيد هدور علي شغل، المجتمع في المقابر زي أي مجتمع فيه الكويس والسيئ.

الجميع أبرياء
محمد مصطفى شردي في صحيفة الوفد أكد أنه من الطبيعي أن تواجه أي دولة في العالم أزمات ومشاكل،‮ ‬ومن الطبيعي أيضاً‮ ‬أن‮ ‬يتم حل المشكلة وعقاب المسئول عنها والحذر من تكرارها‮. ‬ودول العالم المتحضرة تتعلم من أي خطأ وتطور في الإدارة ومواجهة الأزمات،‮ ‬ولا تسمع عندهم ما تسمعه وتراه هنا في أي أزمة أو كارثة‮. ‬في بلدنا عندما تقع المشكلة‮ ‬يكون الهم الأول لكل مسئول أن‮ ‬يتنصل من المسئولية عنها‮. ‬كل واحد خايف علي الكرسي ويتحول اهتمامه الي اثبات أنه ووزارته وإدارته أو مؤسسته تقوم بعملها علي أفضل وجه وأن التقصير الذي أدي إلي المشكلة ليس بسببه‮.. ‬باختصار شديد الكل‮ »‬بيخلع‮« ‬مع أول إشارة‮.‬ معظم الكوارث والمشاكل الكبري التي واجهت مصر مؤخراً‮ ‬بل ومنذ سنوات لم‮ ‬يتم فيها عقاب أي شخص‮. ‬وعامت المسئولية بين الوزارة والهيئات والتصريحات والتأكيدات ..

حكومة ماشية ببركة دعاء الوالدين
ويضيف شردي : وحتي لا‮ ‬يقول عنا المسئولون ان الحديث مطلق بلا إثبات دعونا نقدم لهم بعض الأمثلة من الحياة التي نعيشها‮..‬ أراضي الدولة التي ضاعت أو تم توزيعها أو السماح بالاستيلاء‮ ‬عليها‮... ‬ضاعت المسئولية فيها بين الإسكان والزراعة والبيئة والسياحة طبعاً‮ ‬القمح الفاسد لم نعرف من الذي سمح به أو كيف سمح به وضاعت المسئولية بين الزراعة التي تراقب مع الصحة ووزارة التجارة التي تستورد وتضع المعايير‮. ‬أزمة الدويقة وقعت ومات أهلها وعشنا أياماً‮ ‬سوداً‮ ‬لم نر سوي صور السادة المسئولين‮... ‬وبعدها لم نسمع عن عقاب مسئول أو وزير أو‮ ‬غفير‮.. ‬ وعدم إمكانية تحديد المسئولية معناه أن هناك شيئاً‮ ‬خطأ في المنظومة الإدارية‮. ‬الحكومة ماشية ببركة دعاء الوالدين وعندما تتحدث مع أي شخص‮ ‬يقول أنا وارث تركة صعبة‮!! ‬كلهم ورثوا تركة صعبة وقرروا ان‮ ‬يتركوها لمن‮ ‬يأتي بعدهم،‮ ‬ونحن كشعب لا نعرف من الذي أخطأ ومن الذي عمل بإخلاص‮. ‬لا‮ ‬يمكن أبداً‮ ‬أن‮ ‬يكون الجميع أبرياء‮.. ‬من الذي ارتكب الأخطاء؟ هل هو الشعب؟ سؤال اليوم فزورة صعبة شوية أين تقع المسئولية في مصر؟ وما هي المنظومة الإدارية التي نستطيع معها تحديد المسئوليات لنعاقب من‮ ‬يخطئ ونكافئ من‮ ‬يعمل؟ حادي بادي .

صفقات جديدة !!
إلى صحيفة المساء ، حيث كشف محمد فوده عن تعاقدات جديدة لهيئة السلع التموينية علي استيراد 60 ألف طن قمح من أمريكا ومثلها من روسيا.. يلاحظ في الصفقة أن القمح الروسي أغلي سعرا من القمح الأمريكي.. فبينما يبلغ سعر طن القمح الأمريكي 161 دولاراً يبلغ سعر طن القمح الروسي 169.5 دولار لصفقة منه و172 دولارا لصفقة أخري. نائب رئيس الهيئة نعماني نصر قال إنه تم اختيار القمح الأمريكي والقمح الروسي من بين 12 عرضا لتوافر المواصفات الفنية للجودة فيهما بما يتفق مع المواصفات القياسية المصرية.

هل القمح الروسي أجود من الأمريكي؟!
ويتساءل فودة : هل القمح الروسي أجود من الأمريكي؟! وإذا كان الأمر كذلك فماذا عن الصفقات السابقة الفاسدة التي لا تصلح للإستخدام الآدمي؟! وكيف جرؤ بعض المسئولين وتصدوا للدفاع عنها حتي جاء قرار السيد المستشار الموقر عبدالمجيد محمود ليكون لطمة للأصوات المدافعة عن الصفقة حيث أمر باعادتها إلي روسيا والقبض علي صاحب الشركة التي استوردتها. كل ما نرجوه من العاملين بهيئة السلع التموينية. وهيئة الرقابة علي الصادرات والواردات التي أصبحت تحت رئاسة جديدة والحجر الزراعي أن يراعوا ضمائرهم في فحص هذه الصفقات عند وصولها إلي مصر. وعليهم أن يعوا جيدا أن في مصر نائبا عاما لا يتهاون في مصلحة الشعب وهو يقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بهذه المصلحة.

اتحاد ونظام وعمل
من صحيفة الشروق نقرأ عن عسكرة الحياة السياسية في مصر لمصطفى كامل السيد ، يقول : شرح أسباب عسكرة الحياة السياسية فى مصر يطول، ولكنه يرتبط جزئيا بصعود العسكريين إلى مسرح السياسة فى مصر مع ثورة 23 يوليو 1952، ولعلنا نذكر شرح الرئيس جمال عبدالناصر فى فلسفة الثورة ما توقعه من رد فعل الجماهير والقيادات الحزبية. هو توقع أن تأتى الجماهير وراء الجيش صفوفا متراصة مستعدة للسير وراءه، كما لو كانت تشكل هى أيضا جيشا ثانيا يمضى مع الجيش الأول وقادته من الضباط الأحرار نحو المستقبل الزاهر للوطن، فى «اتحاد ونظام وعمل». وهذا لم يحدث .. ولكن كل رؤساء مصر ذوى الخلفية العسكرية لم يدركوا أن الحياة السياسية تختلف عما خبروه فى معسكرات الجيش. السياسة هى الاختلاف، وتصارع الأفكار والآراء وبدائل السياسات سلميا، والوصول إلى الاتفاق السياسى هو من خلال الحوار والالتقاء عند الحل الوسط من خلال إقناع الأطراف الأخرى بوجاهة بعض مطالب كل طرف. والاختلاف مشروع لأنه تعبير عن مصالح أو توجهات متباينة، وليس هناك مصلحة جزئية تسمو على مصالح كل الأطراف الأخرى، ولا يملك أى طرف احتكار الحقيقة، فلكل طرف حقائقه، أو تفسيره المشروع للحقائق العامة.

الحلول الوسط
ويؤكد السيد أنه عندما يجرى إغفال هذه الملاحظة البسيطة يكون الثمن باهظا. تفتقد سياسات الدولة تأييد المواطنين، وتقل مشاركتهم فى مؤسساتها، ولا يميل المواطنون إلى الدفاع عن سياساتها، وفى غياب هذه المشاركة تفقد سياسات الدولة وسيلة تصحيح أخطائها، وتستمر فى اتباع سياسات غير واقعية، وعندما تفشل هذه السياسات، وهو أمر جد محتمل فى هذه الظروف تنمو مقاومة المواطنين لها، فلا تجد الدولة من وسيلة لدفعهم لتنفيذ سياساتها سوى المزيد من استخدام قدرتها على القهر حتى تفقد الدولة شرعيتها تماما، ويصبح انهيار نظام الحكم فيها مسألة وقت. وهذا الوقت يمكن أن يطول طالما ينصرف المواطنون عن نظام الحكم، لا يعيرونه كبير اهتمام، كما هو حادث فى مصر الآن، فقد أصبح الشأن العام مثار اهتمام قلة محدودة من دعاة الحزب الوطنى وقيادات الأحزاب وبعض الحركات الاحتجاجية فى مجتمع مدنى ناشئ. ولذلك لن تحل السياسة بأساليبها المعهودة من الحوار ومحاولة الوصول إلى الحلول الوسط والاحتكام إلى المواطنين فى انتخابات حرة نزيهة إلا عندما يثبت المواطنون من خلال تجمعاتهم ومنظماتهم وأحزابهم أنهم يملكون قوة تردع الحكام، وتضع حدودا لما يمكن أن يقوموا به دون التشاور مع المواطنين مباشرة أو من خلال ممثليهم. فمتى يحدث ذلك فى مصر، وتحل السياسة محل العسكرة؟ هذا يتوقف على إرادة وفعل المواطنين وقياداتهم.

لوم الشعب لتقاعسه عن القيام بمسئوليات الحكومة!
تصلح هذه الواقعة كمدخل للإشارة إلي أهمية المجتمع المدني المغدور في بلادنا، مع سبق الإصرار والترصد، وإلي حدود دوره وشروط ممارسته لنشاطه، خاصة مع اتساع ظاهرة إلقاء اللوم علي المواطنين بسبب سلبيتهم، وقد يصل الأمر ببعض المسئولين إلي تعنيف الجماهير وتحميلها مسئوليات هي في الأصل، بحكم القانون، علي كاهل آخرين!
هذا ما أكده أحمد عبد التواب في صحيفة الدستور "اليومية" ، مضيفا : وأحياناً يظهر نفس المنطق في عبارات مهذبة وفي سياق يتسم ببعض الإنصاف، كما جاء في اعتراف الدكتور نصر الدين علام وزير الري بأن الحكومة مُقَصّرة في دورها الرقابي وأنه يجب تفعيل هذا الدور، وإقراره بغياب رقابة الهيئة العامة للتعمير مما أدي إلي جريمة استخدام بعض المزارعين لمياه الصرف الصحي في ري زراعات الخضر والفاكهة بما نتج عنه من تسمم مصر كلها، طبقاً لقوله، وتمني الوزير أن يكون الدور الرقابي والدور الأمني أقوي من ذلك لأن هذين الدورين «ضعاف عندنا» ! وقد جاءت هذه التصريحات في حديث صحفي قبل أيام! وهذه شجاعة أدبية من الوزير يجب تسجيلها، وإنْ كان يقلل من استحسانها تناقضه في الاستخلاص مع مقدماته، عندما قال إن المواطن لا يعرف أن سبب «بلوته» مواطن «زَيّه» وليست الحكومة، وبني علي ذلك مناشدته للمصريين أن يقتدوا بأمريكا حيث تنقلب الدنيا هناك ضد صاحب مصنع يقوم بتلويث المياه، وليس ضد الحكومة!! هذا المعني الأخير خطير! لأنه يقتسم المسئولية بين المجرم والضحية، الأول لفعلته والثاني لسلبيته، مما يعفي الحكومة، أو يُهوّن، من مسئوليتها المتمثلة في عجزها عن درء الجريمة وأسبابها قبل اقترافها، ثم التباطؤ في علاجها بعد وقوعها، ثم التلكؤ في إعمال القانون ضد المجرمين بعد تفاقمها!

انتقادات صريحة
ويضيف عبد التواب : وفي أحيان أخري، وفي مواقع أخري، وعندما يكون المواطنون أيضاً ضحايا مقهورين غير متكاسلين، يحظي بعض المجرمين بمساعدات من مسئولين رسميين في الإفلات بالجريمة وثمارها في الداخل أو في الخارج! ويُوجَّه اللوم الشديد إلي المواطنين ضحايا الهارب بأنهم جشعون وأنهم لم يحتاطوا كما ينبغي! ولم تعد جماعة الحكم تكترث لانتقادات صريحة بأن بعض من ينتهكون القانون علناً يحظون برعاية خاصة من بعض المسئولين الكبار! ولا يري الناس مؤشرات جادة تنبئ عن أن هناك آلية واضحة فاعلة لمحاسبة، أو إبعاد، أصحاب النفوذ الرسمي المساندين للمجرمين في هروبهم من العقاب! ولا يمكن، بأي حال، إنكار أهمية رفع مستوي وعي المواطنين في مصر بالسلوك المنحرف ضد القانون، ولا التقليل من تأثير إدانتهم للانحراف والمنحرفين، ولا بخس قيمة دورهم الإيجابي في المطالبة بإجراءات حاسمة وفي مؤازرة الإجراءات الرادعة، ولكن كيف يمكن لأي من هذا أن يتحقق في ظل نظام حكم تحققت أهم نجاحاته في إرهاب المواطنين، أفراداً وجماعات، ومنعهم من مجرد التفكير في المشاركة بدور ما في العمل العام من خلال قنوات المجتمع المدني!

خوفا من المنافسة الحقيقية
انظر وتأمل في بعض الأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية، لتعرف موقف آل الحكم وجماعته من المجتمع المدني، وتذكر أن هذا حدث بالتوازي مع زيارة الرئيس مبارك إلي واشنطن، والتي تحَدّث فيها عن التزامه بالإصلاح السياسي! فقد تمسكت لجنة شئون الأحزاب، التي يرأسها السيد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الحاكم، بموقفها المبدئي المناوئ للسماح بتأسيس أحزاب يُحتمل أن تكون جادة، ورفضت للمرة الرابعة إشهار حزب الوسط الجديد، وهو موقف لم تحد عنه اللجنة مع هذا الحزب منذ نحو 13 عاماً، وكان القرار صادماً لكثيرين انتظروا شيئاً ما مختلفاً يتسق مع تصريحات الرئيس مبارك، قبل وأثناء رحلة واشنطن، وتصوروا أن صمود مؤسسي الحزب طوال هذا الزمن، والمرونة التي مارسوها إزاء قرارات الرفض الثلاثة السابقة والأخذ بملاحظاتها، إضافة إلي تقرير هيئة المفوضين بمجلس الدولة الذي جاء في صالحهم، يمكن أن يكون أساساً كافياً لأن ينال الحزب الرضا السامي وتعلن اللجنة موافقتها! وكانت أغرب حيثيات أسباب الرفض الأخير أن أسماء المؤسسين التي من المفروض، طبقاً للقانون، أن تُنشر في عدد من الصحف واسعة الانتشار، جاء نشرها ببنط صغير يصعب قراءته! وأن برنامج الحزب يكرر كلاماً منصوصاً عليه في الدستور! فماذا لو أنه كان معارضاً للدستور؟! ويدخل في باب العلم العام أن هذه اللجنة ترفض تأسيس، أو الترحيب إذا كان موجوداً، بأي حزب يسعي بجدية للانخراط في العمل السياسي، وذلك خوفاً من المنافسة الحقيقية التي تشكل خطراً علي الحزب الحاكم، يتساوي في ذلك حزب الوسط الجديد، الذي ينتمي عدد كبير من مؤسسيه إلي الفكر السياسي الإسلامي، مع حزب الكرامة الناصري، وقد جري منع الحزبين من المنبع، إضافة إلي حزب العمل الاشتراكي الذي شهد رعاية غريبة للمنشقين في صفوفه، ثم انشطاره، ثم تجميده، ولم يُعتد بأحكام القضاء في صالحه وصالح جريدته التي وصلت إلي حوالي 15 حُكماً قضائياً! يُضاف إلي كل هذا حالات أخري شكلت خبرتها الحياة الحزبية في السنوات القليلة الماضية

القدس .. يا من لا تخجلون !! ـ د. مصطفى رجب


د. مصطفى رجب : بتاريخ 28 - 8 - 2009
أثارت استقالة حاتم عبد القادر عضو المجلس الثوري لحركة فتح ، من عمله الحكومي بوصفه مسؤولا عن ملف القدس ، انتباه المهتمين إلى الموقف الخطير الذي تعيشه القدس حاليا إثر المحاولة الاخيرة التي قامت بها الجمعيات الصهيونية المتطرفة لاقتحام المسجد الاقصى يوم الخميس الأخير من يوليو الماضي 2009 لأداء شعائر تلمودية فيه ، وقد فشلت محاولة المتطرفين بفضل التواجد المكثف للمواطنين الفلسطينيين في القدس وأعضاء الحركة الاسلامية داخل الخط الأخضر، حيث منعوا المتطرفين الاسرائيليين من دخول باحات الحرم، وعادت الامور الى طبيعتها مؤخرا.
ومن الواضح الآن لكل ذي عينين أن هناك تصعيدا خطيرا وتماديا واستهتارا كبيرا في الاعتداءات على المسجد الاقصى من قبل المستوطنين والمتطرفين الصهاينة والقوات الاسرائيلية من خلال عمليات اقتحام متكررة أو استمرار الحفريات التي أدت مؤخرا إلى سقوط احدى الشجرات التاريخية في باحة الاقصى.
والحقيقة أن الفلسطينيين بالداخل لا يملكون سلاحا ولا مالا ، بل سيدافعون عن المسجد الأقصى بأجسادهم فقط ، فيسقط منهم الآلاف مضرجين بدمائهم تحت الجرافات والمجنزرات الصهيونية ، وهو الأمر الذي بات معتادا ومتكررا منذ احتلال إسرائيل مدينة القدس عام 1967م ، إذ لم تأل إسرائيل جهداً في سبيل دعم وجودها غير المشروع في هذه المدينة المقدسة ، واتخذت إسرائيل عدة اجراءات استهدفت من ورائها - وما زالت - تهويد المدينة وظهر ذلك من خلال :
1) استبدال القوانين الصهيونية بالقوانين المحلية وتغيير العملة .
2) هدم الأحياء العربية والإسلامية وبناء المستعمرات " المستوطنات " لإحلال اليهود محل العرب .
3) انتهاك حرمة المسجد الأقصى عن طريق ارتياده في ملابس منافية للحشمة واستباحة دخوله في جميع ساعات النهار والتعدي على المصلين .
4) الاستيلاء على الأوقاف الإسلامية في القدس .
5) هدم الأماكن الأثرية المجاورة للمسجد الأقصى .
6) وكان آخر حلقات هذا المسلسل حفر سلسلة من الأنفاق تحت المسجد .
بداية المؤامرة قديمة :
• بدأت مؤامرات الصهيونية ضد المسجد الأقصى من قبل احتلال إسرائيل إياه ، فقد ورد في دائرة المعارف اليهودية أن اليهود يبغون أن يجمعوا أمرهم وأن يقدموا إلى المسجد الأقصى ويتغلبوا على قوة الأعداء وأن يعدوا العبادة إلى الهيكل ويقيموا ملكهم هناك .
• وجاء في دائرة المعارف البريطانية أن اليهود يتطلعون إلى امتداد إسرائيل واستعادة الدولة اليهودية وإعادة بناء الهيكل .
• وفي أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين طلب اليهود من الحكومة البريطانية أن تسلمهم الحرم الشريف بحجة انه ملك لهم وأن الجدار الغربي من المسجد هو حائط المبكى المزعوم .
• وفي عام 1929م أعلن جلوزنر أحد زعماء الصهيوينة أن المسجد الأقصى القائم على قدس الأقداس إنما هو ملك لهم ، وقد ردد هذا الادعاء وزير بريطاني يهودي يدعى اللورد ملتشت الذي قال : " إن اليوم الذي سيعاد فيه بناء الهيكل أصبح قريباً جداً وإنني أكرس ما بقي من حياتي لبناء هيكل سليمان مكان المسجد الأقصي . "
• وقال بن جوريون رئيس إسرائيل عقب إقامة الدولة اليهودية عام 1948م عبارته الشهيرة : " لامعنى لقيام إسرائيل بدون القدس ، ولا معنى للقدس بدون هيكل "
• وفور ضم القدس في 5 يونيو 1967م بدأت إسرائيل تنفيذ مخططاتها الجهنمية ، ففي 11يونيو 1967م دمرت إسرائيل المنطقة الواقعة امام حائط المبكى وأجلت سكانها ، وفي 13يونيو 1967م بدأت عمليات التنقيب عن الآثار بالمنطقة ودمرت بعثات التنقيب خلال عاميها مسجد الزاوية ومسجداً آخر كان يقع جنوب حائط المبكى .
• وفي يناير 1968م اصدرت الحكومة الإسرائيلية قراراً بتأليف بعثة تنقب عن الآثار يرأسها بنيامين مازار من الجامعة العبرية وقامت البعثة خلال عملها بتحطيم الباب الأوسط للمسجد الأقصى .
• وفي 8يونيو 1968م زار بن جوريون حائط المبكى [ وحائط المبكى يقع في الجانب الغربي من المسجد وهو الجانب الذي يعتقد المسلمون أن جبريل عليه السلام ربط عنده البراق الذي صعد به النبي إلى السماء ] ونظر بن جوريون إلى إشارة البراق المحفورة بالسيراميك وقال :" يجب إنزال هذا الشعار .
• وفي 21أبريل 1969م بعثت الحكومة الأردنية إلى يوثانت سكرتير عام الأمم المتحدة تطلب تدخل المنظمة الدولية لوقف عدوان إسرائيل على الحرن الشريف .
• دعت إسرائيل أنصارها في الخارج لإنشاء صندوق لجمع الأموال من أجل إعادة بناء هيكل سليمان .
• وفي 4 يوليو 1969م اتخذ مجلس الأمن قراراً أعلن فيه تمسكه بقراره السابق للمجلس بعدم جواز ضم القدس إلى إسرائيل واستنكر كل الإجراءات التي اخذتها اسرائيل لتغيير الوضع في الأراضي المحتلة .
وبعد هذا القرار بنحو شهر ونصف ارتكبت إسرائيل في 21 أغسطس 1969م أكبر جريمة بإشعال حريق استمر من السابعة صباحاً حتى قبيل الظهر وقد أتت النيران على الجناح الشرقي للمسجد فأزالت منه مقدسات ظلت مصونة لأكثر من 1300عام وهددت قبته الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة بالسقوط بعد أن انهار جانب من سطح المسجد الكبير .
وقد أكد الحريق ، والأحداث التي تلته في القدس ، أن النار أشعلت في المسجد الأقصى بتدبير محكم ، فقد بدأ الحريق المفاجيء في الساعة السابعة والنصف صباحاً من داخل المسجد ، دون أن تتحرك سلطات الاحتلال لإنقاذ واحد من أعز وأغلى مقدسات الإسلام ، وأخذت النيران تسري في الجناح الشرقي للمسجد ، وأعمدة الدخان ترتفع منع إلى عنان السماء ، موحية بالجريمة التي ارتكبت ضد تاريخ الإنسان وحضارته .
وكان ارتفاع اللهب والدخان منه لمئات الأقدام في الجو ، ثم سريان النبأ بين جماهير القدس ، هو بداية يوم رهيب في المدينة . فقد سارع عشرات الآلاف من كل صوب إلى منطقة المسجد داخل اسوار الجزء القديم من المدينو المقدسة ، يحاولون بأيديهم العارية اطفاء النار بكل وسيلة .
وسارعت مجموعة من الشباب باقتحام المسجد لجمع كل ما يمكن حفظه من المقدسات الأثرية ، بينما كانت مجموعات منهم تقف صفوفاً متراصة ، مشكلة جداراً بشرياً يجتهد من داخل القدس إلى أبواب المسجد الأقصى ليسلم كل منهم " جرادل " المياه إلى زميله في محاولة لإطفاء النيران . وكان البعض الآخر قد سارع إلى جمع اكبر مجموعة من خراطيم المياه لتسليطها على الأعمدة الأثرية والسقف التاريخي لحمايتها من النيران . بينما كانت كتل أخرى تقف في ساحة المسجد التي تشغل 144 ألف متر مربع لحماية قبة الصخرة المشرفة من امتداد النيران إليها .
وكانت الجماهير لا تزال تتدفق على منطقة الجريمة التي دبرتها إسرائيل ، وسلطات الاحتلال ساكنة لا تتحرك ، وكانت عربات الإطفاء التي بدأت تشارك في إخماد النيران قد تحركت تلقائياً ، وهي تضم فرقة الإطفاء العربية في القدس التي عززتها بعد ذلك فرق أخرى للإطفاء من مدينتي رام الله والخليل في الضفة الغربية المحتلة .
إن ما تقوم به إسرائيل حالياً من محاولات يومية للتحرش بالمسجد الأقصى ، والتضييق على سكان القدس إن هو إلا محاولة سافرة سافلة من حلقات مسلسل التهويد الذي وضع بذرته الأولى الزعماء المؤسسون للحركة الصهيونية ابتداءً من هرتزل ومروراً ببن جوريون وانتهاءً بالفتى المدلل لحزب الليكود : بنيامين نتنياهو ، الذي يذهب في كتابه " مكان تحت الشمس " إلى أن سياسة حزبه في عملية السلام الحالية تعتمد على إنشاء عدد من المستعمرات " المستوطنات " في مجموعة الجبال المحيطة بالقدس يطلق عليها فيما بعد اسم القدس ويمكن التفاوض مع العرب حولها وإعطاؤها نوعاً من الحكم الذاتي " المحلي " المحدود ، أما القدس بوضعها التاريخي الذي استعرضناه آنفاً فهي - في المفهوم الصهيوني - غير قابلة للتفاوض ، والأمل معقود على أن تسعى الشعوب الإسلامية والعربية لحفز قادتها على اتخاذ مواقف أكثر تشدداً مع العدو الصهيوني للحفاظ على ثالث الحرمين وأولى القبلتين .
والسؤال هنا لعلماء الفضائيات : إلى متى تُغرقون الأمة في هذه الدوامة المتصلة من الإلهاءات والمسكنات بتشجيع الاستفتاء حول مسائل يومية تافهة بالقياس إلى قضية 70 ألف مقدسي يعيشون الآن بلا مأوى داخل مدينة القدس بعد هدم منازلهم ؟
والسؤال هنا لعلماء الأزهر في مجمع البحوث الإسلامية ولزملائهم مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ، والمجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي : لا أسكت الله لكم صوتا .... ما رأيكم – عمليا – فيما يجري في القدس ؟ ألا يستحق تشريد سكان القدس منكم وقفة عنترية كتلك التي وقفتموها يوم سافرتم لإنقاذ تمثال بوذا من برائن عساكر طالبان ؟ هل بإمكانكم إصدار فتاوى جماعية بتأثيم كل الحكام المسلمين الذين يسكتون على ما يحدث ؟
والسؤال هنا لأمير المؤمنين : جلالة الملك محمد السادس بن الحسن الثاني بن محمد الخامس رئيس ما يسمى ب( لجنة القدس ) المؤلفة بقرار مؤتمر القمة العربي 1969بالمغرب برياسة الملك الراحل الحسن الثاني ومن بعده آلت رياستها لجلالتكم : ماذا فعلت لجنتكم من 1969-2009؟
والسؤال هنا للرئيس أبو مازن : هل كل ما بيد السلطة الوطنية أن تقدمه للمقدسيين هو تلك الكميات الباهتة من الأرز والسكر والدجاج التي ترسلونها إليهم في شهر رمضان ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
==============================
Mostafaragab2@gmail.com

هل بات التوريث قدرا لا مفر منه؟!

هل بات التوريث قدرا لا مفر منه؟! وهل يتحمل النظام السياسي وحده مسئولية تحوله من "افتراض" إلى "حقيقة"؟! أم أن هناك تواطؤا مجتمعيا مع النظام نفسه لتمريره كثمرة ـ كما يعتقد البعض ـ لحالة "التبلد العام" التي سكنت مشاعر المصريين ولا أمل في أن يغادرها يوما ما؟!
المسألة ليست فقط "تبلدا" وإنما "تواطؤا" ناجما عن التسليم بما يُعتقد بأنه "أمر واقع".. يمارسه البعض من منطلق أن "التوريث" لم يعد في مرحلة "السجال السياسي"، وإنما بات واقعا نلامسه من خلال الحضور الطاغي للوريث في قلب صناعة القرارات الرسمية للدولة.. أو أن السلطة قد انتقلت إليه فعلا بطريقة "ناعمة" ولا ينقصها إلا "التخريجة" : تأمين تحوله من "رئيس عرفي" يحكم بالباطن إلى "رئيس رسمي" لا تنقصه الشرعية.
رصد وتحليل بعض المواقف، لا يدين فقط معامل النظام التي ابتدعت الفكرة، وفرضتها على الجميع أو على الأقل نجحت في "تليين" الرأي العام وتهيئته لقبولها أو التعايش معها أو على الأقل يألفها مع الوقت إلى أن تصبح واقعا بحكم الإلف والتعود.. رصد بعض المواقف بما فيها الحركات الاحتجاجية، يجعل من الأخيرة طرفا في إضفاء الشرعية على التوريث.. حين يطالب المناضلون المهنيون وغيرهم إحالة مطالبهم إلى جمال مبارك، أو يطالبون بحضوره لسماعهم والاطلاع بنفسه على مشاكلهم.. فيما يحمل الموقف المراقب على أن يتساءل عن مغزى "مناشدة" نجل الرئيس للتدخل وليس الرئيس نفسه؟!
هذا المنحى بات "ظاهرة" وقاسما مشتركا بين غالبية الحركات الاحتجاجية، سيما المهنية وغير المسيسة، كلما تأزمت العلاقة بينها وبين السلطة وتعنتت الأخيرة في النزول عند مطالبها.. إذ تتعالى الأصوات مستنجدة بجمال مبارك لحل أزماتها!
الظاهرة تعتبر اعترافا ضمنيا بأن "الوريث" لم يعد محض مسئول حزبي، وإنما "سلطة" تعادل أعلى سلطة تنفيذية في البلاد.. قادرة على أن تأمر فتطاع وهي "المنزلة السياسية "التي لا تتوفر إلا لرئيس الجمهورية.
بل إن بعض المسئولين بالدولة، يطالبون أحيانا بإحالة بعض الملفات الحساسة إلى جمال مبارك! وهو مطلب ينقل نبض السلطة من داخلها بشأن أحاسيسها الخاصة بالمكانة السياسية لنجل الرئيس، بل ربما تكون هي الأحاسيس الأكثر صدقا بحكم قربها من دوائر صناعة القرارات الرسمية.. بل إن الصخب الإعلامي الذي مارسته بعض القوى السياسية والصحف الخاصة، حول التوريث، كان جزءا من حالة "التواطؤ العام" مع النظام على تمريره، إذ ظلت عمليات التركيز على نجل الرئيس باعتباره "الرئيس المقبل" ولو من باب النقد، إحدى أهم الآليات التي سكتت عليها السلطة باعتبارها وسيلة لتعويد الرأي العام على أن يألف سماع اسم جمال مبارك مقرونا بـ"الرئيس المنتظر" ، تمهيدا لترسيمه رسميا وسط أجواء عامة كانت تتوقعه ولا تستغربه.. فالكل ـ إذن ـ كان متواطئا مع النظام على السيناريو ومشاركا في كتابته وإخراجه: حكومة ومعارضة وحركات احتجاجية وصحفا خاصة ومستقلة.. مصر كلها كان مشروعها الأساسي "التوريث" .. وهذه هي حقيقة المشهد السياسي المصري الآن، مهما بالغت الأصوات المعارضة في تصويره على غير ذلك.. فكلهم متواطئون.

الأحد، 9 أغسطس 2009

رجال «جمال مبارك


رجال «جمال مبارك»..!

بقلم مجدى الجلاد ٩/ ٨/ ٢٠٠٩
اعتقدت فى البداية أنه قرأ سلسلة مقالات عن «جمال مبارك» وأراد أن يناقشنى فيها.. فقد جاءنى صوته عبر الهاتف «أنت كتبت عن رجال جمال مبارك.. وأنا أتفق معك ولكن عندى وجهة نظر محددة أتمنى أن تستمع إليها».. حاولت إقناعه بطرح ما يريد هاتفياً، غير أنه أصر على لقائى.. فأيقنت أن الرجل يحمل خوفاً مبالغاً فيه من «مراقبة التليفونات».. فأرحته، وحددت له موعدًا قريباً.

لم يستهلك وقتاً فى المقدمات.. دخل مباشرة فى الموضوع «أنا مسؤول كبير فى جهة وزارية كبرى.. لو عرفوا أننى تحدثت معك سيقطعون رقبتى.. قرأت مقالاتك عن جمال مبارك وأمانة السياسات فى الحزب الوطنى.. ترددت كثيراً قبل أن أتصل بك، ولكننى أريد أن أنهى خدمتى شريفاً مثلما عشتها طوال ٣٧ عاماً..

فى البدء أنت قلت ما بداخلنا جميعاً.. فإذا كان جمال مبارك ورفاقه من أعضاء السياسات والفكر الجديد، يحملون نوايا مخلصة لهذا البلد ما احتضنوا المنتفعين والفاسدين، الذين حققوا ثروات ضخمة ومنافع شخصية باستغلال نفوذ أمانة السياسات، واقترابهم الفعلى أو الوهمى من جمال مبارك شخصياً.. وهنا مربط الفرس»!

تحضرنى هنا عبارة شهيرة للزعيم العظيم نيلسون مانديلا «صورة السياسى يرسمها رجاله».. قالها الرجل بأسى وحسرة، ثم أضاف: أنا مثل كثيرين أعرف أن جمال مبارك - شئنا أم أبينا - يدير شؤونا كثيرة فى البلد، ومادام الوضع هكذا، فكان لابد أن يطهر نفسه من الطفيليات و«أسماك القرش» التى تعيش على دمائنا باسمه واسم «أمانته»..

ولأنك كتبت عنهم دون ذكر نماذج محددة، دعنى أقدم لك نموذجا يتكرر كل يوم.. ففى أحد الأيام استدعانى المسؤول الكبير جداً فى الجهة الوزارية التى أعمل بها، دخلت المكتب فوجدته جالساً مع صحفى يعمل رئيساً لتحرير صحيفة قومية توزع عدة مئات من النسخ يومياً، الصحيفة تأتى إلى مكاتبنا بالوزارة مجاناً، قرأتها عدة مرات فوجدتها نشرة شتائم وتجريح لكل الرموز المحترمة فى البلد،

أما رئيس التحرير فقد سقط باسم المؤسسة الصحفية العريقة إلى «سابع أرض»، ولا أحد فى الحكومة يوقف نزيف الخسائر فيها، لأن رئيس التحرير يحمل «ميكروفون» يصدح به كل يوم بأنه رجل «جمال مبارك وأمانة السياسات»، ومع الميكروفون «مطواة» يمزق بها كل من يخالفه الرأى!

المهم.. كان مع رئيس التحرير رجل أعمال خليجى ينتمى للبلد الذى يعمل الصحفى مستشاراً خاصاً لإحدى الصحف به، وطلب منى المسؤول الكبير أن أحضر له ملف توريد مستلزمات للهيئة، ثم وجهنى بإتمام إجراءات إسناد الصفقة لرجل الأعمال الخليجى، وحين أخبرته بأن إحدى الشركات المصرية الكبرى تقوم بهذه المهمة منذ عدة سنوات على أكمل وجه، نظر إلىَّ محتداًوقال: «نفذ الأوامر.. الباشا - يقصد رئيس التحرير - جاى بنفسه ومش ممكن يمشى زعلان».. سمعت والتزمت الصمت، وبعد أن انصرف رئيس التحرير وصاحبه، سألت رئيسى: «إزاى نسحب عملية من شركة مصرية ونديها لشركة خليجية بالأمر المباشر»..

فجاءنى الرد مذهلاً: «أنا عارف إنك صح.. لكن ما باليد حيلة.. الصحفى فلان أحد رجالة أمانة السياسات، ولو رفضت طلبه هيولع الدنيا ضدى فى الحزب وفى جريدته، وأنا عارف إن الجريدة ما بتوزعش حاجة، لكن صوتها مسموع عند اللى بيحكموا البلد.. مشيها علشان خاطرى.. إحنا مش قده»!

استطرد الرجل: حاولت إقناع المسؤول الكبير برفض الطلب، وقلت له «يجب أن نخشى الله أكثر من أمانة السياسات ورجالها»، نفذت هذه العبارة إلى قلب المسؤول، فصمت قليلاً، وسألنى «وما العمل؟!».. فقلت له «خلينا نمسكها من النص.. حضرتك توافق على الطلب، فترضى الصحفى الفتوة.. وأنا أتولى مع زملائى فى الوزارة تعقيد الصفقة لرجل الأعمال الخليجى حتى يصيبه اليأس، ودون أن يشك فى الأمر»..

وحدث ذلك بالفعل.. ولكن رئيس التحرير ظل يطارد المسؤول لتنفيذ الصفقة، وحين يئس، شن حملة هجوم شرسة ضده فى الجريدة، ووصل الأمر إلى تهديده هاتفياً بأنه سيتدخل فى الحزب لإبعاده فى أقرب تعديل وزارى!

بعد هذه الواقعة.. سألت فى معظم الوزارات والهيئات المهمة فى الدولة عن هذا الـ«رئيس تحرير»، فاكتشفت ما يكفى لإسقاط أمانة السياسات والحزب الوطنى بأكمله، فالصحفى أصبح متعهداً لرجال أعمال ومستثمرين وشخصيات مهمة فى الدولة الخليجية التى يعمل مستشاراً لإحدى صحفها.. يأتون إلى مصر لإتمام صفقات ومشاريع ومهام غامضة، وهو يرافقهم ويفتح لهم كل الأبواب بـ«نفوذ السياسات والصحافة».. وقطعاً الباقى معروف، سواء التهديد واستخدام النفوذ، أو التربح المباشر من كل «صفقة».

هذا هو أحد الرجال الذين يدعون ليل نهار أنه «رجل جمال مبارك».. فكيف تطالبنا أمانة السياسات بأن نثق فى إدارتها للبلد؟!!

.. انتهى كلام الرجل.. ولكن القضية لاتزال مفتوحة..!

melgalad@almasry-alyoum.co
جمال مبارك أو جمال الدين محمد حسني سيد مبارك، هو الأمين العام المساعد وأمين السياسات للحزب الوطني الديمقراطي [1]، وهو الإبن الأصغر للرئيس المصري حسني مبارك. ولد في القاهرة العام 1963 ووالدته هي سوزان مبارك.
انضم جمال مبارك إلى الحزب عام 2000. شهد العام 2002 [2] صعوده القوي في سلم الحزب بتوليه خطة أمين لجنة السياسات التي تتولى "رسم السياسات" للحكومة، و"مراجعة مشروعات القوانين" التي ستقترحها حكومة الحزب قبل إحالتها إلى البرلمان". أصبح منذ نوفمبر 2007، تاريخ المؤتمر التاسع للحزب، يشغل منصب الأمين العام المساعد وأمين السياسات.
مع صعوده السريع وظهوره القوي على الساحة السياسية، أصبح إسمه متداولا كخليفة محتمل لوالده على رأس الحزب ومرشحه للانتخابات الرئاسية القادمة. ترى عدة شخصيات وقوى سياسية صعوده كخطوة لنحو ماأسمته "التوريث".
حياته


درس جمال في المرحلة الإبتدائية بمدرسة مسز وودلى الإبتدائية بمصر الجديدة بالقاهرة ثم انتقل إلى مدرسة سان جورج الإعدادية والثانوية، وحصل على شهادة الثانوية الإنجليزية في العام 1980، ثم تخرج من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في مجال الأعمال وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من نفس الجامعة.
بدأ بالعمل ببنك أوف أمريكا فرع القاهرة، ثم انتقل إلى فرع لندن حتى وصل إلى منصب مدير الفرع، وهو يعمل بصفة عامة في مجال الإستثمار البنكي. وقد حصل جمال على عضوية الروتاري الفخرية في مايو 2001.
تم عقد قرانه على خديجة الجمال بالقاهرة في 28 أبريل 2007، وكان الزفاف بشرم الشيخ يوم 4 مايو 2007.
[الحزب الوطني الديمقراطي

على عكس أخيه علاء مبارك يتواجد جمال بصورة أكبر على الساحة السياسية لمصر. وقد بدأ ظهوره في الحزب الوطني بتولي أمانة لجنة الشباب بالحزب وكون جمعية جيل المستقبل يتم عن طريقها تدريب الشباب وتقديم فرص العمل المناسبة لهم. ثم أصبح له وجود على الساحة السياسية المصرية كأمين للجنة السياسات بالحزب.
يتولى حاليا جمال مبارك موقعين مهمين في الحزب الحاكم وهما: الأمين العام المساعد للحزب الوطني الديموقراطي، وأمين السياسات. ويعزى إلى أمانة السياسات العديد من التعديلات والتغييرات التي يشهدها الحزب والنظام السياسي بمصر. {ويختلف المصريون في نظرتهم إلى هذه التغييرات ما بين قلة مؤيدة متفائلة أغلبها من نفس الحزب، وأغلبية معارضة متشائمة رافضة لظهوره على المسرح السياسي}.
ومن ناحية أخرى فإن عددا من القوى والحركات الشعبية والوطنية والأحزاب السياسية المعارضة في مصر توجه انتقادات حادة للنظام الحاكم متهمة إياه بالسعي "لتوريث جمال مبارك رئاسة الجمهورية" خلفا لوالده، والكثير من تلك الأحزاب والتيارات المعارضة تعارض ما تصفه بـ"مخطط التوريث"

البرادعى»: مبررات الحرب عى العراق جعلتنى غير راض عن نفسى


«البرادعى»: مبررات الحرب عى العراق جعلتنى غير راض عن نفسى وعن «الوكالة الذرية».. وأرتجف من رؤية آلاف الموتى هناك


وصف محمد البرادعى، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الوضع الأمنى فى الشرق الأوسط بأنه «فوضوى تماما» فى ظل زعم إسرائيل أنها بحاجة للأسلحة النووية لردع أى تهديد لوجودها، وشعور الدول العربية بأن هناك عدم توازن فى النظام وإحساسها بـالذل والعجز.

وقال البرادعى فى حواره لمجلة التايم الأمريكية أمس، إن السبيل الوحيد للخروج من أزمة الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط، هو معالجة «جذور» المشكلة بحل القضية الفلسطينية، داعياً إلى تحقيق السلام والأمن، والتخلص من جميع أسلحة الدمار الشامل فى المنطقة.

وأضاف البرادعى فى الحوار، الذى أجراه معه «ستيفن فيرس» بالتايم، أن رؤيته لموت مئات الآلاف من الأبرياء فى العراق يومياً وانتهاك إنسانيهم تجعله «يرتجف»، خاصة أن الأمر لم يعد يتعلق بالقانون الدولى وإنما بـ«الإنسانية» التى تنتهك فى العراق بناء على «خيالات»، ومعلومات «مغلوطة».

ولفت البرادعى إلى أن «الحرب على العراق تعد أكثر اللحظات التى لم يرض فيها عن وكالة الطاقة الدولية أو نفسه». مشيرا إلى أن الوكالة أدانت الحرب الأمريكية على العراق بتأكيدها لمجلس الأمن بأنه ليس هناك «دليل على امتلاك العراق لأسلحة نووية أو دمار شامل، وأنه ليس هناك أى برامج نووية هناك».

وفيما يتعلق بتبنى استراتيجية إنتاج تكنولوجيا الطاقة النووية، أوضح البرادعى أن السياسات والاستراتيجيات التى تبنتها الولايات المتحدة ودول آسيا فيما يتعلق بإنتاج هذه التكنولوجيا تضيف عبئاً على مسؤوليات «وكالة الطاقة الذرية»، إذ أن الكثير من الدول تريد امتلاك التكنولوجيا النووية والأخرى تريد الانضمام لإنتاج الطاقة.

وشدد السياسى والقانونى المصرى، الذى سيتقاعد من عمله الدولى فى نوفمبر المقبل على أنه إذا كان السعى وراء إنتاج الطاقة النووية هو التنمية، فالتنمية تعنى الحياة بتطوير جميع الموارد، فبرامج الطاقة النووية السلمية وحدها لا تخلق تنمية، موضحا أن التنمية تعنى استثمار كافة الموارد كالوقود الحفرى، لأن جميعها طاقة نظيفة وتقاوم مسألة ارتفاع أسعارالوقود.

ورأى البرادعى خلال حواره، الذى تضمن ١٠ أسئلة له من١٠ قراء من بعض دول العالم، أنه يعتقد أن خلق مصدر جديد للطاقة كـ«التكنولوجيا النووية» أمر جيد، إلا أنه يجب التعامل معه بـ«مسؤولية» لضمان ألا تستخدم هذه الطاقة فى إنتاج الأسلحة.

وفى رده على دور الوكالة فى مواجهة تطوير إيران للسلاح النووى، نوه البرادعى إلى أننا «لسنا واثقين» تماماً من سعى طهران لامتلاك أسلحة نووية، وأن كل ما تعرفه الوكالة أنه لاتزال هناك أسئلة كثيرة على إيران أن تجاوب عنها، داعماً بشدة مبادرة أوباما للتواصل بشكل شامل وبناء الثقة مع الدولة الإيرانية.

وأصر رئيس الوكالة على أنه يجب العمل بـ«توازن» فيما يتعلق بامتلاك الأسلحة النووية، وقال «إن الدول التى لا تملك أسلحة لا يجب أن نسمح لها بالامتلاك، كما أن الدول التى لديها بالفعل لابد أن يتم نزعها منها»، موضحا أنه من حق أى دولة امتلاك الطاقة والتكنولوجيا النووية السلمية والآمنة والمفيدة فى التنمية وحدها، لأننا بحاجة إلى «عالم خالى» من الأسلحة النووية.

وعن الضمانات التى تضعها وكالة الطاقة الذرية بشأن مواجهة امتلاك الأسلحة النووية، أكد البرادعى أن الوكالة لديها سلطات قانونية بشأن تقنين امتلاك الأسلحة النووية، إلا أن ذلك لا يمنع أننا بحاجة إلى سلطة أكبر ومعايير ثابتة تمكننا من أن يضع المجتمع الدولى ضمانات «حديدية» على استخدام هذه التكنولوجيا.

واعتبر البرادعى أن قادة العالم يسيرون على «الطريق الصحيح» بشأن التعامل مع مسألة امتلاك الأسلحة النووية، مشيراً إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى أكد أننا بحاجة إلى نظام أمنى لايعتمد على الأسلحة النووية، وكذلك أكد كل من الرئيس الروسى ميدفيديف، ورئيس وزراء بريطانيا جوردون بروان، اللذين أدركا أخيراً أن التعويل على السلاح النووى من شأنه «تدمير الذات» فى النهاية.

واعتبر البرادعى أن أكثر اللحظات التى رضى فيها عن نفسه ووكالة الطاقة الذرية، عندما رأى أرواح العديد من الأطفال يتم إنقاذها من مرض السرطان فى غينيا وتنزانيا من خلال العلاج بالإشعاع الذى وفرته الوكالة لهم، واصفاً أنها كانت «أسعد لحظات حياته» لشعوره بأن له دوراً فى التغيير ومساعدة الفقراء والمرضى.
من هو محمد البرادعي ؟

اكتسب البرادعي خلال عمله كأستاذ و موظف كبير في الأمم المتحدة خبرة بأعمال المنظمات الدولية خاصة في مجال حفظ السلام و التنمية الدولية، و حاضر في مجال القانون الدولي و المنظمات الدولية للعمل على الحد من التسلح ودعم الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، و وضع مقالات و كتبا في تلك الموضوعات، و أصبح عضو في منظمات مهنية عدة منها اتحاد القانون الدولي و الجماعة الأمريكية للقانون الدولي.

التحق البرادعي بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 1984 حيث شغل مناصب رفيعة منها المستشار القانوني للوكالة، ثم في عام 1993 صار مديرًا عاما مساعدًا للعلاقات الخارجية، حتى عين رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 1 ديسمبر 1997 خلفًا للسويدي هانز بليكس و ذلك بعد أن حصل على 33 صوتًا من إجمالي 34 صوتًا في اقتراع سري للهيئة التنفيذية للوكالة، وأعيد اختياره رئيسا لفترة ثانية في سبتمبر 2001 و هو حاليا في الفترة الثالثة لرئاسته التي بدأت في سبتمبر 2005.

ومنذ أن عين على رأس وكالة الطاقة الدولية ، نهج البرادعي الطريق الدبلوماسي في الخلافات النووية لكل من العراق وإيران وكوريا الشمالية، وهو يؤكد أن تحقيق التقدم ممكن حتى في أصعب القضايا.

ورغم اتفاق البرادعي مع الإدارة الامريكية على عدد من النقاط المتعلقة بالملفات النووية، إلا أنه عادة لا يخفي مواقفه المعارضة ، وهو ينتقد بشدة ما يعتبره ازدواجية في المعايير عند الدول التي تملك السلاح النووي وتحاول منع غيرها من الحصول عليه، ويقول انه من الواجب التخلي عن المبدأ الذي يمنع على دول معينة الحصول على أسلحة الدمار الشامل بينما تعتمد عليها أخرى في أمنها، بل تطورها وتطور الخطط دبلوماسية لاستعمالها.

في أكتوبر 2005 حصل محمد البرادعي على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنحت الجائزة للوكالة ومديرها اعترافا بالجهود المبذولة من جانبهما لاحتواء انتشار الأسلحة النووية.

نصَّ القرار على أن الوكالة الدولية ومديرها العام حازوا هذه الجائزة " لجهودهما الهادفة إلى منع استخدام الطاقة النووية لأغراض عسكرية والتأكد من أن الطاقة النووية الضرورية لأغراض سلمية تستخدم بأكثر الطرق أمنًا".

وأوضحت اللجنة "في وقتٍ يزداد فيه التهديد النووي مجددًا, فإن لجنة نوبل النرويجية ترغب بالتشديد على أن هذا التهديد يجب أن يواجه عبر أوسع تعاون دولي ممكن"، وأضافت أن "أوضح تجسيدٍ لهذا المبدأ اليوم هو عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام".

وبفوزه بهذه الجائزة يعتبر محمد البرادعي ثاني مصري يحصل عليها في فرع "السلام"، بعد الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات الذي حصل عليها مناصفة مع رئيس الوزراء الصهيوني مناحيم بيجين، كما يعد رابع مصري يفوز بالجائزة، حيث حصل عليها مصريان آخران هما الأديب نجيب محفوظ في فرع "الأدب"، والعالم الدكتور أحمد زويل في فرع "الفيزياء".

أثار فوز الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام محمد البرادعي بجائزة نوبل للسلام للعام 2005 ردود فعل متفاوتة بين الإشادة والانتقادات نظرا للدور المثير للجدل الذي لعبته الوكالة في تشجيع الاستخدامات المدنية للطاقة النووية.

فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي فاز بالجائزة مع منظمته عام 2001 على لسان المتحدث باسمه عن "سروره" ، وقال إن هذه الجائزة "تأتي في الوقت المناسب لتذكر بضرورة إحراز تقدم في مجال منع انتشار الأسلحة النووية ونزع السلاح في حين لا تزال أسلحة الدمار الشامل تشكل خطرا كبيرا علينا جميعا".

كذلك أعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير المجتمعان في باريس واللذان خاضت بلادهما مفاوضات دقيقة وصعبة مع إيران بشأن ملفها النووي عن ارتياحهما لهذا الخيار.

و في ذلك الوقت قال بليرإن هذه الجائزة "تشير بوضوح كبير إلى الإنجازات من أجل السلام والأمن في العالم" التي حققتها الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

وهنأت وزيرة الخارجية الأميركية الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام محمد البرادعي وقالت في بيان لها أن "الولايات المتحدة عازمة على العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل تفادي انتشار تكنولوجيا السلاح النووي".

واعتبرت "شبكة الخروج من النووي" الفرنسية التي تضم 720 جمعية انه "يجدر تفكيك الوكالة الدولية للطاقة الذرية" متهمة إياها بلعب "دور أساسي في عملية تقود البشرية إلى هلاكها".

كذلك اعتبرت منظمة غرينبيس لحماية البيئة أن اختيار الوكالة الذرية يطرح "إشكالية" منددة بـ"الدور المزدوج" الذي تلعبه الوكالة كـ"شرطي ومشجع للقطاع النووي" في آن واحد ، وأضافت المنظمة "يمكن التساؤل حول الحكمة في منح البرادعي جائزة نوبل (للسلام) حيث إنه يدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤيدة للنشاطات النووية" معتبرة رغم أن"البرادعي جسد في الفترة الأخيرة صوت المنطق في عالم منع انتشار الأسلحة النووية إذ عارض الحرب في العراق ودافع عن فكرة شرق أوسط منزوع السلاح النووي".

ولد البرادعي في مصر عام 1942 ودرس القانون بجامعة القاهرة. بدأ حياته العملية موظفًا في وزارة الخارجية المصرية في قسم إدارة الهيئات عام 1964م حيث مثل بلاده في بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك و في جنيف.
سافر البرادعي إلى الولايات المتحدة للدراسة، ونال عام 1974 شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة نيويورك.
عاد إلى مصر في عام 1974 حيث عمل مساعدا لوزير الخارجية إسماعيل فهمي ثم ترك الخدمة في الخارجية المصرية ليصبح مسئولا عن برنامج القانون الدولي في معهد الأمم المتحدة للتدريب و البحوث عام 1980م، كما كان أستاذا زائرا للقانون الدولي في مدرسة قانون جامعة نيويورك بين عامي 1981 و 1987.

1. http://www.arabs2day
2. http://www.egypty.com
3. http://www.annabaa.org/
4. http://www.ikhwanonline.com
5. http://www.swalif.net
6. http://www.sis.gov.eg
7. http://www.mostakbaliat.com
8. http://www.masrawy.com
9. http://ar.wikipedia.org

الأربعاء، 5 أغسطس 2009

العار .. لا يستره شيء

العار .. لا يستره شيء !

جمال سلطان (المصريون) : بتاريخ 5 - 8 - 2009
قضي الأمر ، واعترف المزور بجريمته علنا وعلى رؤوس الأشهاد ، ولم يعد هناك مجال للمماحكة أو الجدال ، بعد الاعترافات الخطيرة التي قدمها سيد القمني بخط يده ونشرتها صحيفة المصري اليوم أمس ، والتي أقر فيها بأن شهادة الدكتوراة التي ادعى أنه حصل عليها من الولايات المتحدة بالمراسلة هي شهادة مزورة ، وأنه "غرر به" ـ يا عيني ـ ولم يكن يدرك الفارق بين الجامعة الحقيقية والجامعة الوهمية نظرا لأن وسائل الاتصال وقتها لم تكن متقدمة بشكل كاف ، وأحنى "المزور" رأسه للمرة الأولى أمام صحيفة المصريون ، واعترف بفضلها في تتبع خيوط جريمة التزوير وادعى أنه لم يكن يعلم بالتزوير حتى قامت صحيفة المصريون "بالبحث والتقصي" واكتشفت الجريمة ، والحمد لله ، ذي المنة والجلال ، والعظمة والجبروت ، الذي جعل من اتهمنا بالكذب ورمانا بالباطل أن يعترف علنا وعلى رؤوس الأشهاد بفضلنا ، ويأتي بهذا المغرور المتعجرف بذيء اللسان صاغرا محني الرأس ذليل الموقف أمام الصحيفة التي ضبطته متلبسا بالجريمة ، وأصبح الرأي العام المصري أمام مشهد هزلي مهين لمصر الدولة والثقافة والأخلاق ، فقد ورط فاروق حسني الدولة المصرية في منح جائزتها الرفيعة إلى مجرم مزور محترف باع ضميره واشترى شهادة مزيفة للدكتوراة تسلل بها إلى الحياة العلمية وإلى مؤسسات الدولة لكي ينال أرفع جوائزها ، والطريف أن القمني في اعترافاته التي انتظر عشرة أيام كاملة لكي يدبجها بتمهيد طويل عريض لتشتيت ذهن القارئ عن صلب اعترافاته ، أراد أن يمهد لاعترافه بتحقيره للجامعات المصرية حيث ادعى أنه أراد أن يحصل على الدكتوراة من جامعة عالمية كبيرة تتيح له العمل في جامعات أوربا ، وأنه وجد أن الجامعات المصرية غير معترف بها دوليا ، بينما هذا الأفاق المزور كان أول شيء فعله بعد أن اشترى الشهادة المزيفة أن جاء إلى القاهرة وقدمها للمجلس الأعلى للجامعات من أجل أن يعادلها له بشهادة مصرية ، فإذا كانت الجامعات المصرية تافهة وغير معترف بها لماذا هرولت بشهادتك المضروبة لكي تعادلها بشهادة مصرية أيها الأفاق ، وهي كلها تناقضات مثيرة تعتري اللصوص والمجرمين عندما يتم ضبطهم متلبسين بجرائمهم فيحاولون الهرب من وقع الفضيحة فيتورطون في المزيد من الفضائح (كالذي يتخبطه الشيطان من المس)، والقمني أضاف إلى سجل جرائمه جريمة تزوير جديدة ، حيث ادعى في مقاله المنشور أنه استصدر شهادة من المجلس الأعلى للجامعات المصرية بالدكتوراة ونشر وثيقة مزعومة مع مقاله على أنها شهادة المعادلة ، وهي تزوير جديد ، ماكينة تزوير لا تتوقف ، لأن الورقة المنشورة ليست شهادة أبدا ، وإنما إفادة عامة يستخرجها أي مواطن عادي بعد دفع الرسوم المقررة عند استفساره عن جامعة من الجامعات الأجنبية ومدى قبول الشهادات التي تصدرها ، فيتم إفادته بأن هناك قرار وزاري رقم كذا وكذا ، فدلس القمني على القارئ وزعم أنه حصل على معادلة ، وهو الآن في كل خطوة يحاول فيها الهرب من الفضيحة يرتكب جريمة جديدة ، وأعتقد أن السادة المحامين أصبحوا أمام مهمة سهلة الآن بجريمة مزدوجة ، جريمة تزوير شهادة علمية وجريمة تزوير واتهام لمؤسسة وطنية ، وهي المجلس الأعلى للجامعات ، ولا بد من تقديم هذا المزور إلى العدالة ، وأناشد كل الشرفاء في هذا الوطن من كتاب ومثقفين وصحفيين أن يعلنوا أصواتهم بوضوح ضد عصابة الفساد في وزارة الثقافة ، وأن يطالبوا فاروق حسني راعي المزورين باتخاذ القرار الأخلاقي الملزم له بسحب الجائزة من سيد القمني والاعتذار للشعب المصري عن تسرع الوزارة بمنحه الجائزة ، المسألة لم تعد قضية رأي ولا وجهة نظر ولا حرية فكر ، وإنما المسألة بوضوح أننا أمام اعتراف صريح بجريمة تزوير مزدوجة بطلها منحته الدولة جائزتها التقديرية بوصفه رمزا من رموز مصر ، ... عار !!
gamal@almesryoon.com

وثيقة تاريخية : القمني يعترف بتزوير الدكتوراة ويعتذر بأنه لم يكن يعرف

وثيقة تاريخية : القمني يعترف بتزوير الدكتوراة ويعتذر بأنه لم يكنف
يعر
المصريون ـ خاص : بتاريخ 5 - 8 - 2009
في تطور مثير لواقعة شراء سيد القمني شهادة دكتوراة مزورة من مكتب محترف بيع شهادات في الولايات المتحدة انتهى أصحابه إلى السجن بعد القبض عليهم من قبل المباحث الفيدرالية ، وهي الفضيحة التي كشفت عنها المصريون بالتفصيل ،اعترف سيد القمني في مقال له نشره بصحيفة المصري اليوم أمس الأربعاء بصحة ما نشرته صحيفة المصريون الالكترونية حول تزور شهادة الدكتوراة ، مدعيا أنه لم يكن يعلم أنها شهادة مزورة وظن أنه حصل عليها من جامعة جنوب كاليفورنيا وليس من جامعة كاليفورنيا الجنوبية ، زاعما أنه لم ينتبه إلى هذا التزوير إلا بعد اطلاعه على عملية (البحث والتقصي الذي قام به موقع المصريون عبر رجالهم في أمريكا منذ أيام) حسب قوله حرفيا في المقال .
مقال القمني الذي يمثل وثيقة تاريخية ، نشره بعنوان لافت (رد على التشكيك في رحلتي العلمية) رغم أن رحلته لا تعنينا وأن التشكيك بل االفضيحة هي تحديدا في الشهادة العلمية وشهادة الدكتوراة وليس في الرحلة المزعومة !! ، وحاول القمني أن ينفي أن يكون قد اشترى الشهادة من فلوسه ـ حسب قوله ـ دون أن يشرح لنا معنى أن يمنحه مكتب محترف تزوير وبيع شهادات في أمريكا لشهادة مزورة بدون مقابل مالي ، وهل كان المكتب قد أنشأه أصحابه كسبيل خيري للصدقات والإحسان إلى المحتاجين مثلا !.
هذا وقد حوى المقال ادعاءات خطيرة نسبها القمني إلى المجلس الأعلى للجامعات ، وهو ما نفاه بوجه القطع مصدر مسؤول بالتعليم العالي تنشر المصريون تصريحاته اليوم ، وقد لجأ القمني إلى محاولة توريط المجلس الأعلى للجامعات لكي يوهم بأن واقعة التزوير كان من الصعب كشفها في ذلك الوقت بدليل أنها "مرت" على خبراء المجلس الأعلى أنفسهم ، حيث قال حرفيا في معرض الاعتذار المهين عن ضبطه متلبسا بتزوير شهادة الدكتوراة :( وإذا كان الفنيون والأساتذة بالمجلس الأعلى للجامعات الذين اطلعوا على الدرجة العلمية ـ يقصد الشهادة المزيفة ـ التي لم أزورها بنفسي لنفسي ليصدروا قراراهم بالمعادلة لم يتبين لهم هذا الفرق والتخليط ما بين جنوب كاليفورنيا وما بين كاليفورنيا الجنوبية ، فهل كان من الممكن أن يتبين لنا في زمن لم تكن فيه وسائل الاتصال والانترنت كاليوم للحصول على إجابات دقيقة لكلمة ملتبسة) ، وهذا تزوير جديد في أوراق رسمية مصرية .
يأتي اعتراف القمني الصريح بتزوير شهادة الدكتوراة ليقطع الشك باليقين وينهي المسألة تماما أمام الرأي العام ، وتصبح الحكومة المصرية أمام الواقع المرير الذي وضعها فيه وزير الثقافة وهي أنها منحت جائزتها لمزور محترف ، أباح له ضميره الفاسد أن يزور شهادته العلمية لكي يخدع الحياة الثقافية في تاريخه العلمي ، ويخدع مؤسسات الدولة التي قدمته للجائزة بوصفه يحمل شهادة الدكتوراة في علم الاجتماع الديني .
جدير بالذكر أن القمني حاول استدرار عطف القراء عندما قدم لاعترافاته بقصص وهمية ملأها بالأكاذيب من بداية ادعائه أنه تتلمذ في كلية آداب عين شمس على عدد من الأساتذة عدد منهم أسماء الدكتور يوسف مراد والدكتور حسن حنفي ، رغم أن الاثنين يدرسان في جامعة القاهرة وليس عين شمس ، مرورا بادعاءاته عن عن رحلته العلمية في الكويت وأن الدكتور فؤاد زكريا كان "يتابع" ما يكتب (لم يقل يشرف عليها)، ورغم أن زكريا أستاذ فلسفة ، والرسالة المزعومة في علم الاجتماع الديني وهذه فضيحة أخرى ، كما أنه فشل في إقناع الرأي العام عندما أراد تبرير سبب هروبه من جامعات بلاده "مصر" ولجوئه إلى جهات مجهولة في أمريكا للحصول على الدكتوراة ،فاضطر إلى إهانة مصر وجامعاتها ووصفها بأنها غير معترف بها دوليا ، وأنه فعل ذلك لأنه كان يريد العمل بالشهادة وأن جامعات مصر غير معترف بشهاداتها دوليا بينما هو في المقال نفسه كشف عن أنه عقب حصوله على الشهادة المزورة هرع إلى المجلس الأعلى للجامعات في مصر لمعادلتها بشهادة مصرية !! ، مما يدل على أنه كان واعيا تماما بجريمته ويخطط لها .
وأذل القمني نفسه بصورة مثيرة للدكتور قاسم عبده قاسم الذي كان أول من كشف عن انتحال سيد القمني للدكتوراة في تصريحاته للمصريون في سياق حملتها على الفساد في وزارة الثقافة ، وتكلم بأدب شديد وتودد يصل إلى حد التسول لشراء سكوت قاسم عبده قاسم لوقفه عن الاستمرار في نكأ جرح فضيحة تزوير شهادة الدكتوراة .