الجمعة، 1 مايو 2009

مصر التي كانت




مصر التي كانت
/
هذه القصيدة الوطنية كتبها الشاعر علي محمود طه الذي ولد في مدينة المنصورة المصرية يوم 3 أغسطس سنة1901 وكتبها في عام 1948 وغناها موسيقار الأجيال يوم 17 نوفمبر سنة 1949.

أخي، جاوز الظالمون المـدى
فحقَّ الجهـادُ، وحـقَّ الفِـدا
أنتركهُمْ يغصبـونَ العُروبـةَ
مجـد الأبـوَّةِ والـسـؤددا؟
وليسوا بِغَيْرِ صليلِ السيـوفِ
يُجيبونَ صوتًا لنا أو صـدى
فجرِّدْ حسامَـكَ مـن غمـدِهِ
فليس لـهُ، بعـدُ، أن يُغمـدا
أخي، أيهـا العربـيُّ الأبـيُّ
أرى اليوم موعدنـا لا الغـدا
أخي، أقبل الشرقُ فـي أمـةٍ
تردُّ الضلال وتُحيـي الهُـدى
أخي، إنّ في القدسِ أختًا لنـا
أعدَّ لهـا الذابحـون المُـدى
صبرنا على غدْرِهـم قادرينـا
و كنـا لَهُـمْ قـدرًا مُرصـدًا
طلعْنا عليهم طلـوع المنـونِ
فطاروا هباءً، وصاروا سُـدى
أخي، قُمْ إلى قبلة المشرقيْـن
لنحمـي الكنيسـة والمسجـدا
أخي، قُمْ إليها نشـقُّ الغمـار
دمًـا قانيًـا و لظـى مرعـدا
أخي، ظمئتْ للقتال السيـوفُ
فأوردْ شَباها الـدم المُصعـدا
أخي، إن جرى في ثراها دمي.
وشبَّ الضـرام بهـا موقـدا
ففتِّـشْ علـى مهجـةٍ حُـرَّة
أبَتْ أن يَمُـرَّ عليهـا العِـدا
وَخُذْ راية الحق مـن قبضـةٍ
جلاها الوَغَى، و نماها النَّـدى
وقبِّل شهيـدًا علـى أرضهـا
دعا باسمها الله و استشهـدا
فلسطينُ يفدي حِماكِ الشبـابُ
وجـلّ الفدائـي و المُفتـدى
فلسطين تحميكِ منا الصـدورُ.
فإمًا الحيـاة و إمـا الـرَّدى
حينما تذكرت هذه القصيدة جالت في خاطري معاني كثيرة وانا ابكي دما علي مايحدث في فلسطيننا الحبيبة وتذكرت مصر كيف كانت وكيف اصبحت وماذ كان سيكتب في هذا الوقت هذا الشاعر الذي ولدي من وسط الطين المصري و كيف كانت مصر الزعيمة لمؤتمر باندونج في خمسينات القرن الماضي مصر التي خلقت عالم عدم الأنحياز مصر التي خاضت الحروب من اجل تحرير افريقيا مصر التي امتد سلطانها الي ادغال افريقيا واسيا , مصر التي كانت صامدة علي مر التاريخ مصر التي وقفت مع الكونغو مصر التي كونت الأتحاد الأفريقي مصر التي خلقت الزعمات الأفريقية امثال نكروما وباتريس لومومبا وكانت السد المنيع للعرب والعروبة في جميع المجالات. مصر التي وقفت خلف كل حركات التحرير في العالم العربي والأفريقي مصر التي سبلت كل السبل لمساعدة الثورة في الجزائر السياسية والعسكرية أجد مصر الآن, يجلد ابنائها الأطباء في شوارع السعودية ويرمي ابنائها انفسهم في البحر هربا من الجحيم الذي يعيشونه في وطنهم مصر الآن, واحصرتاه مصر الآن التي تهددها اشباه الدول بوقف استخدام العمالة المصرية و مصر التي كانت تقدم التعليم بجمع اوجهه للعالم العربي والأسلامي أجد الآن إن دولة جارة كانت مصر تمدها بالغذاء والدواء والمدرسين والعلماء تهدد مصر بارجاع العمالة المصرية اذ هي استمرت بدعم العدو الصهيويني بعدم فتح المعابر مصر التي فقدت مكانتها الدولية والعربية واصبحت تنتظر أشارات التحرك من قوي خارجية للتحرك علي ما أشارت به تلك الدول مصر التي توارت وحلت مكانها قوي أقليمية أخري مثل تركيا وأيران بعد أن تركت مصر الفرصة لهم للظهور وأري الآن أن الشهادات العليا التي يحصل عليها المصريون ينظر إليها بنظارات الريبة من دول تعلم كل أبنائها في مصر أن لم يكن علي أرضها ففي وطنها هي و اللآن لأول مرة في التارخ اري وقد خرجت الجماهير الشوارع في جميع انحاء العلم العربي بالمظاهرات بل وصلت إي التهديد بأحتلال سفارتنا في الخارج كما حدث في بيروت ضد مصر, أمنا الحبيب, للاسف كان لدى من تظاهر من العرب والمسلمين شعور بالخيانة والطعن في الظهر بيد من كان من المفترض به ان يساعد على الحياة لا ان يستقبل التوابيت ويرسل بالضمادات .
. كم كانت حصرتي هنا في امريكا كيف تحالفت مصر مع العدو التاريخي ضد اهلنا في فلسطين كيف تغلق المعابر وتمنع الدواء والغذاء لصلح من ولكني ارجع بالذاكرة الي شهر مايو من العام الذي مضي ها هو الكيان الصهيوني الذي أنشأته الذئاب الدموية وهم يحتفلون بذكري مرور ستين سنة علي نجاحهم في اغتصاب الأرض!!! ويرسل زعيم مصر اوهكذا يفترض ببرقية تهنئة الي صديقه وقد كررها هذا العام أيضا كما أنها تستعد لأستقبال نتنياهو هذا الصهيوني الذي لم يخفي عداوته لكل العالم العربي والأسلامي, وها هو اولمرت الذي أنصرم غير مغضوب عليه والذي كان يدعو لرئيسنا ليل نهار بطول العمر!!! والذي قال في حديث تلفزيوني انه لا يعرف كيف كانت ستسير الأمور بغير وجود زعيمنا المفدي(حسني مبارك) حينما حضرتني هذه المشاهد ثبت لي ان ماحدث في غزة هو تحالف عربي رجعي مصري ضد قطاع غزة او بالأحري ضد حماس التي ارعبت كل زعماء الخيانةبوقفتها الرجولية ضد قوات الرصاص المنصهر لااستطيع ان اتصور منظر السيد احمد ابوغيط وهو ياخذ بيد ليفيني مساندا لها في القاهرة بعد مؤتمر صحفي في قلب القاهرة التي كانت قلب العروبة النابض لتعلن الحرب علي غزة لا استطيع ان اتصور ان بعد هذا التهديد ان القيادة المصرية لم تفهم ماذا كانت تقصد ليفيني ولا استطيع ان اقنع نفسي انه حينما اجتمعت ليفيني مع السيد الرئيس حسني مبارك لم يفهم ان الأمور اصبحت جاهزة لهذه الحرب المشينة واعتقد انه كان اولي به مباشرة بقطع العلاقات لأن هذه الحرب المخذية التي حدثت بعد ساعات من هذا اللقاء جعلت القيادة المصرية في الوضع منبطح فاذا كان يعلم بقيام الحرب ولم يبلغ قياداته والقيادات العربية بها فهي خيانة واذا كان لايعلم وفوجأ بها فهي خيبة تفوق خيبة النكسة الشهيرةبل الأدهي أنه طمأن الفلسطنين [ان الأمر ليس بها مايدعو إلي القلق.
لقد وعي نابليون عندما غزي مصر أنهو لآيمكن ان تكون له قائمة بدون السيطرة علي الشام فالشام هو عمق استراتيجي لمصر علي مر التاريخ لأن الجغرفيا لاتتغير وعندما فشل في ذلك(أخذها من قٌصيره) كما نقول في مصر وغادر المنطقة موقن بأن وجوده في المنطقة ليس له من استمرار واستيقن هزيمته التي تحققت فيما بعد. وكذلك سيف الدين قطز الذي حكم مصر في العصر المملوكي قام بتكوين جيش قوي وأستنفر العلماء وأغنياء الوطن عندما شعر بالخطر التاتاري القادم من أسيا والذي هزم بل أزال دول من الوجود , وقد عرف حينهاقطزأن اول الخطوط للدفاع عن مصر هو الدفاع عن أمن فلسطين وخرج بجيشه إلي هناك وهزم التاتار وأذلهم وخرج من معركته منتصرا رغم الأزمات والدسائس التي كانت تمر بها مصر في ذلك الوقت.
كما خرج محمد علي باشا ليضم الشام إليه حتي تكون مصر في مأمن, وكما دخل إلي الشام في الشمال اتجه ألي الجنوب هناك في السودان لأتأمين حدوده الجنوبية,كما مد نفوذه إلي جزر كثيرة في البحر الأبيض المتوسط ليجعل مصر أكثر أمنا.أقول هذا لأنه يجب ان تعلم القيادة المصرية الحالية أن دفاع أهلنا في غزة عنها أنما هو دفاع عن مصر بالدرجة الأولي وكان الدور الذي كان لابد أن تقوم به هو الوقوف مع المقاومة لا ان تقف ضدها بدعاوي خائبة ولكنها فعلت العكس تماما بحماية العدو الصهيوني وتسهيل مهمته سواء بأمداده بالغاز أوقطع السبل عن المقاومة الفلسطينية المتمثلة في حماس لأن العدو الصهيوني سوف يظل هو العدو الأول لنا في العام العربي بل الأسلامي, وكان يجب ان تعلم القيادة المصرية في موقع آخرإن حدودها الجنوبية سوف تكون مهددة إن تم تقسيم السودان وتدويل قضيته, وسوف تكون الخطوة القادمة بعد السودان هو مصر من القوي الأمبريالية والصهيونية, فقد كان لأسرائيل ومن قبل قيام الكيان الصهيوني في فلسطين تطلعات أفريقية للأستحواذ علي منطقة الشرق الأفريقي والقرن الأفريقي للسيطرة عليه ثم محاصرة الدول العربية المحيطة بهذه المنطقة ومنها اليمن والصومال وكذلك أقامة علاقات حميمة مع الدول الأفريقية مثل اثيوبيا وأرتريا بل وكنييا و أوغندة حتي تتحكم في مصادر المياه التي سوف تكون هي الدافع الجديد للحروب وقد كان للعدو الصهيوني نظرة ثاقبة في ذلك التحرك المثير للشبهات.
هذا ماجال بخاطري وانا اعيد سماع اخي قد جاوز الظالمون المدي
وماذا بعد ياحبيبتي مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق