الثلاثاء، 12 مايو 2009

{وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}


{وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}
أكتب إليكم من أمريكا بعد أن شعرت إن هناك شئ غريب يحدث في مصر الحبيبة شئ لم نعهده من قبل من الشعب المصر المتدين بقطبيه المسلم والمسيحي الذي يؤمن بالله ويؤمن بالله وقضاءه وقدره
فكلنا يعلم بأن الله رؤوف رحيم بعباده، وأن الله أرحم بنا من أنفسنا على أنفسنا، ؟ فإن رحمة الله - عز وجل -، وحلمه بنا، أكبر من عطف الوالد بولده.
لكن هناك سنن كونية ثابتة، في هذا الكون، والذي جعل هذه السنن ثابتة هو الله العزيز الحكيم.
فهذه السنن لن تتبدل، ولن تجد لسنة الله تحويلا. وحينما يحاول بعض الفاسدين من الحكام والمحكومين بعصيان الله في بعض الأمورتكون سبباً في إنزال الهلاك والدمار بهم، فالله - عز وجل -، كما قلنا أنه غفور رحيم، لكنه - عز وجل - أيضاً شديد العقاب.
فالله يغار على دينه، والله يغار على أوامره أن تنتهك، وهو - عز وجل - يمهل ولا يهمل. يرشد العباد إلى توحيده، وإتباع أوامره، فإن أطاعوا حكاما ومحكومين، كان لهم السعادة في الدنيا والآخرة، وإن هم خالفوا وعصوا، وأتوا بأسباب العذاب، سلط الله عليهم بأسه وغضبه، وعندها لا يلوم الناس إلا أنفسهم.
إن لهلاك الأمم، وخراب الدول، وشقاء المجتمع أسباب فإن الله - سبحانه وتعالى -، عندما أهلك بعض الأقوام والأمم قبلنا، لم يهلكهم إلا لأسباب وأمور فعلوها، كانوا قد حُذّروا منها، فبعد أن تمادوا كان لابد من هلاكهم.
إن أسباب هلاك الأمم قد تجمعت في مصرنا الحبيبة وفى تصورى أن المجتمع المصرى يمر بمرحلة انفلات سلوكي عام.. هذا الانفلات بدأ منذ سنوات عديدة، حين انفصم المواطن تماما عن السلطة. وشعر الشعب المصري أنه يرضخ لحكم عصابي متنفذ ومسنود وأصبح يري أنه ليس هناك من يمكن أن يكون سببا في القضاء علي ماهو فيه فالأحزاب في وادي والشعب بعيد عن هدفها فالهدف للجميع هو السلطة سواء من الحزب الحاكم أو من المعارضة إن استطعنا أن نطلق عليها هذا المسمي لأنها أبعد من ذلك بكثير سواء من الأخوان أو الوفد او باقي دكاكين المعارضة وجمعيات حقوق الإنسان وبمرور الوقت وأندثار القيم وإهمال سلطة العصابة تنفيذ الأحكام القضائية بل وصل الحد إن الكشف علي احكام كانت مدسوسة في ادراج تلك العصابة كما حدث في الأيام الأخيرة في( مجلس سيد قراره) عندما كشف احد الأعضاء المستقلين علي ما يربو من سبعين حكم بالتزوير في الأنتخابات الأخيرة وقضايا الفساد الناتج عن تزاوج السلطة مع رأس المال أصبح الشعب المصري كل طرف فيه لا يثق فى الآخر.. فالسلطة التي انقضت علي الحكم لا تؤمن بان المواطن يمكن ان يكون شريكا لها في الحكم وهي لاتؤمن بأن الشعب هو مصدر السلطات وأداة من أدوات الإبداع والإنتاج..كما أن المواطن فقد ثقته بالكامل فى السلطة، حين تغوّلت، وتوحّشت، وابتلعت الثروة والأرض بما فوقها وما فى باطنها..
وبما أن سلطة العصابة بحكومتها وحزبها، مارسوا سلطتهم فوق القانون وفوق كل القيم والأخلاق، وضربوا بالقانون عرض الحائط، بات طبيعيا أن الشارع المصري بدأ ينحو نحوهما، ويمارس انحرافاته بقانون خاص وضعه البلطجية، وأصحاب السوابق.. إنه انفلات يرد على انفلات.. وقانون خاص يواجه قانوناً خاصاً.. والمجتمع الذي أصبح منعزل وترك حقوقه يدفع ثمن الاثنين: فساد السلطة.. وانحراف المواطن أن الجريمة التي ترتكب في وضح النهار في منتهي البشاعة وبدم بارد إنما هي نتاج لمحصلة لما يجري في مصر الآن, أنها جريمة واحدة وإن أختلف مرتكبيها فالعصابة الحاكمة التي لا تتعدي المئات تضرب الشعب المصري في كل إتجاه, من إستيلاء و تصقيع للأراضي, إلي مص دم الشعب, والإستيلاء علي أموال البنوك بالقروض التي لاترد, إلي عدم الأستاجبة لمطالبه في حياة كريمة خلقت نوعية جديدة من الفساد المتلون بجميع الوان الطيف فساد أعلامي نتج عن فساد ثقافي وجهل وغيبوبة أخلاقية وتربوية وإبتعاد عن أخلاق الدين وإنحلال خلقي بين الشباب الذي أصبح يترنح من بطالة متفشية وبين تجمعات اصبحنا نسمع عنها تبيح الشذوذ الأخلاقي والجنسي وتجمعات من المجرمين لم تشهدهم مصر من قبل وتقزمت رويات (ريا وسكينة) وقصص السفاحين و(خط الصعيد) لتصبح لعب أطفال بالنسبة للموضة الحديثة من الجرائم التي تحدث الآن في مصر بدم بارد. وهذا نتاج ما فعلته تلك العصابة الحاكمة في مصر ووجود ملايين العاطلين وسكان المناطق العشوائية التي تخرج لسانها لسكان المقابر في تحدي غريب ومباريات في الفساد في الأرض من الكبار والصغار وتكون النتيجة الخسارة لجميع المتبارين.
وتسبح مصر الآن فوق بركان من المتناقضات من فقر مضجع إلي غني فاحش يبعثر امواله في ما لايترجي عوائده,فعندما يتقدم ملياردير مصري- لم نسمع عنه من قبل- وأعتقد أن معظم الشعب المصري لم يسمع عنه ايضا- ليصرف الملايين في زواج اسطوري من فنانة خليعة سوف تدخل علينا من خلال الشهر الكريم القادم بموجة جديدة من الفساد والعري.بينما نسمع أن الأمين العام للأمم المتحدة يقيم حفل زواج أبنه المرشح للرئاسة في كوريا الجنوبية في حفل شبه سري بدون أي نوع من البذخ. وبدون حضور من الإعلام.
أن ما ينظر الآن في يجري مصر بل وفي العالم أجمع يري أن سنة الله تعالى بدأت تتنفذ على ألوان مختلفة متنوعة،الهلاك بصاعقة أو بغرق، أو يكون فيضاناً أو ريحاً أو خسفاً أو قحطاً ومجاعة، أو ارتفاعاً بالأسعار أو أمراضاً، أو ظلماً وجوراً، وذلك بأن يسلط على بعض عباده حكام ظلمة، يسومون الناس سوء العذاب، أو يكون فتناً بين الناس واختلافاً أو مسخاً في الصور كما فعل ببني إسرائيل فمسخهم قردة وخنازير، أو مطراً بالحجارة، أو رجفة، فالكل عقاب من الله تعالى، وعذاب يرسله على من يشاء من عباده، تأديباً لهم، وردعاً لغيرهم. وقد جاءت كل هذه الأنواع في القرآن الكريم، والسنة المطهرة، فاقرءوا مثلاً قول الله - عز وجل - في الصاعقة: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ} [(44) سورة الذاريات]، ويقول في الغرق: {فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} [(136) سورة الأعراف]، ويقول في الفيضان والطوفان: {فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [(14) سورة العنكبوت]، ويقول في الريح:{وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} [(6) سورة الحاقة]، ويقول في الخسف: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ اللأرْضَ} [(81) سورة القصص]، ويقول في القحط والمجاعات وارتفاع الأسعار وانتشار الأمراض: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ} [(168) سورة الأعراف]،
وهذا ناتج من ظلم الناس لأنفسهم من حكام ومحكومين. فقد اصبح الظلم منتشر بين الحكام وبين المحكومين مما ينذر بشر البلية. أقول قولي هذا لتنبه الشعب المصري حكاما ومحكومين أن غضب الله قادم لا محالة ,ان مايحث الآن من ظلم بين الحكام والمحكومين وبين الشعب بعضه لبعض وأستكانت وأستسلام المجتمع كله لم يحدث له من ظلم وفساد دون الجهاد من أجل التغيير أنما هو أنذارمن الله للمجتمع بشرالبلية ,ان الله يمهل ولا يهمل,وانه لايغير ما بقم حتي يغيروا مابأنفسهم ,وان الجهاد فرض عين.فإن لم تردو الفساد فإن القادم أسوء كما قال رئيسنا المبجل.وفي النهاية أذكركم ببعض أقوال الله تعالي : {فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [(42) سورة الأنعام]، فالسيئات تعم كل ما يسوء الإنسان، والبأساء، الفقر والشدة والجوع والقحط، والضراء هي الآفات ومنها الأمراض، ويقول - عز وجل - في الظلم والجور: {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [(59) سورة القصص]، ويقول سبحانه: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [(16) سورة الإسراء]، ويقول في الفتن بين الناس والاختلاف والتحزّب والعذاب العام:{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ} [(65) سورة الأنعام]
والسلام عليكم
عبد الحليم عبد الحليم من أمريكا
ِabdelhalimabdelhalim@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق