الخميس، 23 أبريل 2009

معركتك يا سيادة الرئيس

سامح الله المهندس محمود عبدالبر سالم، المدير التنفيذى للهيئة العامة للتعمير والمشروعات الزراعية.. فقد أفسد علينا الرجل «شم النسيم».. وبدلاً من استنشاق روائح الفل والورد والياسمين أزكم أنوفنا برائحة الفساد.. تحدث «عبدالبر» من مقعده كأكبر وأبرز مسؤول عن أراضى الدولة.. قال لزميلنا علاء الغطريفى، على مدى يومين كاملين، كلاماً يكفى لإسقاط حكومة كاملة، رغم أنه لم يفصح عن كل شىء.. ولكن أحداً لم يتحرك، فلا نحن اندهشنا، ولا النظام الحاكم بكل أجهزته صحا من غفوته المتعمدة!

انتظرت ثلاثة أيام.. فى كل صباح كنت أتوقع شيئاً ما لا يحدث.. كنت أدعو الله أن تخذلنى الحكومة، فتشمّر عن ساعديها، وتحيل الأمر إلى النائب العام.. كنت أحلم بأن تتحرك الجثة الهامدة، وتقوم قيامة «مجلس الشعب» ليطالب أعضاؤه الذين يحملون تفويضاً من ٨٠ مليون مصرى بإقالة الحكومة، التى فرّطت فى أراضى الدولة لصالح «مافيا» منظمة، كشفها على الملأ مسؤول كبير لايزال على مقعده.. كنت أتوقع أن يصل الملف إلى مكتب رئيس الجمهورية، الذى انتخبناه طوعاً، فحمل أمانة الدفاع عن ممتلكاتنا، وحماية أراضينا بما يملكه من صلاحيات وسلطات بلا حدود.. ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث!

من حقى الآن، ومن حقكم أيضاً، أن نسأل، بلا خوف ولا وجل، الرئيس مبارك شخصياً: هل قرأت ما قاله المهندس «عبدالبر».. هل عرضه عليك مساعدوك.. وإذا منعك مانع عن القراءة، هل تعرف بما حدث ويحدث لمئات الآلاف من الأفدنة التى ابتلعتها «مافيا الفساد».. هل رفعوا لك تقارير حول المليارات التى تحققها هذه المافيا من الاستيلاء على أراضى الدولة..

هل تعرف أن أحدهم وصلت أرباحه من هذا النشاط، وبمساعدة مسؤولين كبار، إلى مليار ونصف المليار جنيه فى سنوات قليلة.. هل قالت لك أجهزتك الرقابية إن أراضى الدولة هى الشىء الوحيد الذى اجتمع عليه مسؤولون كبار ورجال أعمال وسماسرة، فتلاقت مصالحهم ومنافعهم فى «وضع اليد»، وتحول طريق مصر - إسكندرية الصحراوى، ووادى النطرون، إلى ناد يلتقون فيه مساءً لتوزيع «الكعكة»، وباتت وزارة الزراعة وهيئات أخرى قِبْلة الناهشين فى جسد الوطن؟!

سيادة الرئيس: إن حكومتك لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم، بل هى شريكة فى هذه الجريمة، سواء صمتاً أو مساعدة أو مشاركة.. أما مجلس الشعب فهو يرتكب ما هو أفدح، ولكن فى حقنا نحن.. فى حق من صوّتوا لنوابه، سواء «حزب وطنى» أو «إخوان» أو مستقلين.. جميعهم خانوا أصواتنا، وإلا لتحركوا جميعاً ورفعوا أيديهم وأصواتهم ضد «مافيا الفساد والإفساد»، بدلاً من ترك قلة من النواب يجأرون بالشكوى دون استجابة..

فما جدوى أن يصرخ مصطفى بكرى وحيداً.. وما قيمة أن يتكلم علاء عبدالمنعم وطلعت السادات وسعد عبود ومحمد عبدالعليم داوود تحت قبة يلفها الصمت المريب، ووسط نواب وجه لهم «محمود عبدالبر» اتهامات واضحة دون أن تغلى الدماء فى عروقهم، أو حتى يطرف لهم جفن؟!

سيادة الرئيس: من حقى أن أتكلم.. ومن واجبك أن تستمع.. فلا أمل لى ولـ٨٠ مليون مواطن سواك.. ولا شىء فى هذا البلد مما جرى ويجرى يدعونى للثقة فى أحد غيرك.. أرجوك أن تتدخل لحماية مستقبل ابنى وحفيدك.. فالأرض التى يخطفها «اللصوص» اليوم ليست ملكاً لى، ولا لك، وإنما هى رصيد لابد أن نتركه لأجيال أفضل منا.. أجيال تعرف قيمتها.. تزرعها بالعلم والتكنولوجيا.. تبذر فيها الشرف فيثمر رفاهية.. ترويها بالعرق المخلص فتحصد الخير للجميع، وليس لحفنة من المنتفعين.. فهل فى ذلك شطط أو خيال؟!

سيادة الرئيس: فى جراب «عبدالبر» وأمثاله من الشرفاء الكثير.. وفى ملفات الأجهزة الرقابية ما هو أكثر وأخطر.. دافع عن أملاكنا ونحن جميعاً معك، أعطنا اليوم حقوقنا لنمنحك غداً وكل يوم أصواتنا.. وثقتنا!

melgalad@almasry-alyoum.com
Posted by Picasa

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق