الثلاثاء، 28 أبريل 2009

قبة «بريستو»..!!



بقلم مجدى الجلاد ٢٨/ ٤/ ٢٠٠٩
كادت قبة مجلس الشعب تنخلع وتطير فى الهواء من فرط الغليان تحتها.. السادة نواب المجلس «دمهم حامى» فيما يمسهم شخصيا، أما هموم ومشاكل المواطنين الذين انتخبوهم فلها رب كريم..!

الدم الحامى، والشرف الرفيع، فى مجلس الشعب وصل إلى مرحلة الاشتعال والغليان بسبب كشف النائب المستقل علاء عبدالمنعم، عبر «المصرى اليوم»، عن أسماء النواب الذين صدرت ضدهم تقارير محكمة النقض بـ«البطلان»..

الثورة ضد الجريدة والنائب والزميل محمود مسلم كادت تفجر وتحرق المبنى التاريخى العريق، لذا أنصح د. فتحى سرور بتركيب «قبة بريستو» للمجلس لتتحمل غضب النواب المشكوك فى صحة عضويتهم!

مجلس الشعب الذى انتخبناه، طوعاً أو غصباً، وجه اللوم أمس للنائب علاء عبدالمنعم لأنه كشف القائمة أمام الرأى العام.. و«اللوم» هنا موجه لى ولك وليس لـ«عبدالمنعم»..

والرسالة واضحة: مجلس الشعب الذى يفترض وينبغى أن يحارب الحكومة كى تكون أكثر شفافية ووضوحا معنا، يريد أن يتحول إلى «حصن سرى» لا يقترب منه أحد.. فلا نحن من حقنا أن نعرف تقارير محكمة النقض بدوائر التزوير والمخالفات.. ولا هو يريد أن يطبق القانون وينفذ الأحكام، متشبثا بالعبارة البالية «المجلس سيد قراره»..

فكيف لنا أن نثق فى برلمان مشكوك فى عضوية عشرات من نوابه.. وكيف لنا أن نصدق أنه مجلسنا الذى يراقب أداء الحكومة ويتولى مهمة «التشريع» باعتبارها أخطر رسالة فى أى أمة؟!

نواب الحزب الوطنى «المحترم جداً جداً»، وفى مقدمتهم النائب «الفارس المغوار» عمر هريدى، هاجوا وماجوا وهددوا الرأى العام بالويل والثبور وعظائم الأمور، لأننا تجاسرنا وتجرأنا وانتهكنا شرف المجلس الموقر وعرفنا أسماء النواب والدوائر الباطلة.. الحزب الوطنى بنوابه يريدها «عزبة خاصة».. يأمر فنسمع ونطيع..

يشير بأصابعه فنسجد له حمدا وتسبيحا. ولأصابع الحزب قصة يومية فى المجلس الموقر.. فهى ترتفع عالية شاهقة إلى عنان السماء حين تريد الحكومة تمرير قانون أو إسقاط استجواب أو طلب إحاطة.. وهى أيضا التى تتقدم للوزراء بأوراق وطلبات الدوائر، لنيل توقيع مضروب من السيد الوزير، ومن ثم رضا مؤقت من الدائرة!

ولـ«الرضا المؤقت» قصة أخرى فى هذا المجلس.. فغضب النواب «الباطلين» وصل إلى ذروته بعد كشف القائمة، لأنهم يدركون أن الانتخابات الجديدة على الأبواب، سواء صدر قرار بحل المجلس أو استمر حتى الدورة البرلمانية المقبلة، وبالتالى فقرارات «النقض» بالبطلان سوف تؤثر عليهم حتماً فى هذه الانتخابات،

لذا كان لزاما على «علاء عبدالمنعم» والصحافة التزام الصمت و«الطرمخة» على الموضوع، حتى ننال جميعا رضا الحزب الوطنى، الذى هو أغلى وأهم من رضا الأم!

هكذا فعلت اللجنة التشريعية فى المجلس.. فعلى مدى ٣ سنوات ظلت تتسلم تقارير البطلان من محكمة النقض، لتضعها فى سرداب عميق وسرى أسفل البهو الفرعونى، «على الشمال وانته داخل المجلس».. ومفتاح السرداب نسخة واحدة..

ويُروى أنه يقبع الآن فى قاع النيل بعد تلاوة «تعويذة» سحرية عليه، بحيث لا يخرج إلا إذا ذبح ثلثا أعضاء المجلس «فرخة مصابة بأنفلونزا الطيور» مات «ديكها» بأنفلونزا الخنازير، وفقدت «كتكوتين» فى قوارب الهجرة غير الشرعية، وحصلت حديثا على معاش الضمان الاجتماعى، وتم اعتقال شقيقها من الأب فى إضراب ٦ أبريل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق