الأربعاء، 5 أغسطس 2009

وثيقة تاريخية : القمني يعترف بتزوير الدكتوراة ويعتذر بأنه لم يكن يعرف

وثيقة تاريخية : القمني يعترف بتزوير الدكتوراة ويعتذر بأنه لم يكنف
يعر
المصريون ـ خاص : بتاريخ 5 - 8 - 2009
في تطور مثير لواقعة شراء سيد القمني شهادة دكتوراة مزورة من مكتب محترف بيع شهادات في الولايات المتحدة انتهى أصحابه إلى السجن بعد القبض عليهم من قبل المباحث الفيدرالية ، وهي الفضيحة التي كشفت عنها المصريون بالتفصيل ،اعترف سيد القمني في مقال له نشره بصحيفة المصري اليوم أمس الأربعاء بصحة ما نشرته صحيفة المصريون الالكترونية حول تزور شهادة الدكتوراة ، مدعيا أنه لم يكن يعلم أنها شهادة مزورة وظن أنه حصل عليها من جامعة جنوب كاليفورنيا وليس من جامعة كاليفورنيا الجنوبية ، زاعما أنه لم ينتبه إلى هذا التزوير إلا بعد اطلاعه على عملية (البحث والتقصي الذي قام به موقع المصريون عبر رجالهم في أمريكا منذ أيام) حسب قوله حرفيا في المقال .
مقال القمني الذي يمثل وثيقة تاريخية ، نشره بعنوان لافت (رد على التشكيك في رحلتي العلمية) رغم أن رحلته لا تعنينا وأن التشكيك بل االفضيحة هي تحديدا في الشهادة العلمية وشهادة الدكتوراة وليس في الرحلة المزعومة !! ، وحاول القمني أن ينفي أن يكون قد اشترى الشهادة من فلوسه ـ حسب قوله ـ دون أن يشرح لنا معنى أن يمنحه مكتب محترف تزوير وبيع شهادات في أمريكا لشهادة مزورة بدون مقابل مالي ، وهل كان المكتب قد أنشأه أصحابه كسبيل خيري للصدقات والإحسان إلى المحتاجين مثلا !.
هذا وقد حوى المقال ادعاءات خطيرة نسبها القمني إلى المجلس الأعلى للجامعات ، وهو ما نفاه بوجه القطع مصدر مسؤول بالتعليم العالي تنشر المصريون تصريحاته اليوم ، وقد لجأ القمني إلى محاولة توريط المجلس الأعلى للجامعات لكي يوهم بأن واقعة التزوير كان من الصعب كشفها في ذلك الوقت بدليل أنها "مرت" على خبراء المجلس الأعلى أنفسهم ، حيث قال حرفيا في معرض الاعتذار المهين عن ضبطه متلبسا بتزوير شهادة الدكتوراة :( وإذا كان الفنيون والأساتذة بالمجلس الأعلى للجامعات الذين اطلعوا على الدرجة العلمية ـ يقصد الشهادة المزيفة ـ التي لم أزورها بنفسي لنفسي ليصدروا قراراهم بالمعادلة لم يتبين لهم هذا الفرق والتخليط ما بين جنوب كاليفورنيا وما بين كاليفورنيا الجنوبية ، فهل كان من الممكن أن يتبين لنا في زمن لم تكن فيه وسائل الاتصال والانترنت كاليوم للحصول على إجابات دقيقة لكلمة ملتبسة) ، وهذا تزوير جديد في أوراق رسمية مصرية .
يأتي اعتراف القمني الصريح بتزوير شهادة الدكتوراة ليقطع الشك باليقين وينهي المسألة تماما أمام الرأي العام ، وتصبح الحكومة المصرية أمام الواقع المرير الذي وضعها فيه وزير الثقافة وهي أنها منحت جائزتها لمزور محترف ، أباح له ضميره الفاسد أن يزور شهادته العلمية لكي يخدع الحياة الثقافية في تاريخه العلمي ، ويخدع مؤسسات الدولة التي قدمته للجائزة بوصفه يحمل شهادة الدكتوراة في علم الاجتماع الديني .
جدير بالذكر أن القمني حاول استدرار عطف القراء عندما قدم لاعترافاته بقصص وهمية ملأها بالأكاذيب من بداية ادعائه أنه تتلمذ في كلية آداب عين شمس على عدد من الأساتذة عدد منهم أسماء الدكتور يوسف مراد والدكتور حسن حنفي ، رغم أن الاثنين يدرسان في جامعة القاهرة وليس عين شمس ، مرورا بادعاءاته عن عن رحلته العلمية في الكويت وأن الدكتور فؤاد زكريا كان "يتابع" ما يكتب (لم يقل يشرف عليها)، ورغم أن زكريا أستاذ فلسفة ، والرسالة المزعومة في علم الاجتماع الديني وهذه فضيحة أخرى ، كما أنه فشل في إقناع الرأي العام عندما أراد تبرير سبب هروبه من جامعات بلاده "مصر" ولجوئه إلى جهات مجهولة في أمريكا للحصول على الدكتوراة ،فاضطر إلى إهانة مصر وجامعاتها ووصفها بأنها غير معترف بها دوليا ، وأنه فعل ذلك لأنه كان يريد العمل بالشهادة وأن جامعات مصر غير معترف بشهاداتها دوليا بينما هو في المقال نفسه كشف عن أنه عقب حصوله على الشهادة المزورة هرع إلى المجلس الأعلى للجامعات في مصر لمعادلتها بشهادة مصرية !! ، مما يدل على أنه كان واعيا تماما بجريمته ويخطط لها .
وأذل القمني نفسه بصورة مثيرة للدكتور قاسم عبده قاسم الذي كان أول من كشف عن انتحال سيد القمني للدكتوراة في تصريحاته للمصريون في سياق حملتها على الفساد في وزارة الثقافة ، وتكلم بأدب شديد وتودد يصل إلى حد التسول لشراء سكوت قاسم عبده قاسم لوقفه عن الاستمرار في نكأ جرح فضيحة تزوير شهادة الدكتوراة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق