الاثنين، 31 أغسطس 2009

روبرت فيسك فهم "الفولة"!

عقيد شرطة السابق د. محمد الغنام، ربما لا يعرفه كثير من المصريين إلا بعض الصحفيين القلائل وعدد من الحزبيين والسياسيين المهتمين بالشأن العام.
الغنام كان ـ يوم أمس الأول 30 أغسطس الماضي ـ موضوعا للصحافة الأجنبية والمصرية، على السواء، بعدما كتب في " الاندبندنت" الصحافي البريطاني "روبرت فيسك" عن قصة اضطهاده في مصر وخروجه منها لاجئا سياسيا إلى سويسرا ثم اكتشاف اعتقاله في الأخيرة وإيداعه سجن "ذا تشامب دلون" على يد دائرة الاتهام فى "كانتون جنيف" فى 12 مارس 2007، حيث لا يزال محتجزا هناك حتى الآن دون توجيه أية تهمة.
من الواضح أن ثمة علاقة صداقة ربطت بين فيسك والغنام، على خلفية تغطية الأول لأنشطة الثاني باعتباره "مناضلا سياسيا" من أجل "حقوق الإنسان"، إذ لم تنقطع الاتصالات بينهما منذ لقائهما الأول عام 2001.
الغنام حاصل على الدكتوراه في القانون عام 1991، وشغل مناصب قيادية بوزارة الداخلية منها مدير صندوق تأمين ضباط الشرطة، ورئيس الشؤون القانونية بوزارة الداخلية.
ويبدو لي أن فيسك غير مطلع جيدا على المحنة التي تعرض لها الغنام وأحالته من ضابط شرطة إلى معارض سياسي شرس لنظام حكم الرئيس مبارك.. ولعل ظروف عملي صحفيا في جريدة "الشعب" جعلتني على معرفة جيدة بظروف الغنام والتي رواها لي بنفسه في مقر الجريدة أثناء حملتها على وزير الداخلية الأسبق اللواء حسن الألفي وانتهت بإقالته بعد أحداث الأقصر الدامية عام 1997.
الغنام انقلب على الوزارة بعد وفاة والده ـ رحمه الله ـ في واقعة إهمال طبي بمستشفى الشرطة بالعجوزة كما قال لي.. ولجأ ـ آنذاك ـ إلى صحيفة "الشعب" لمعاقبة الوزير حيث كانت حملتها عليه من الشراسة والقوة ما شجع الضابط السابق على أن يثق في قدرتها على "الانتقام" لوالده الذي راح ضحية عدم وجود "حقنة" لعلاجه، فيما أنفقت الوزارة الملايين على تجميل واجهة مستوصفها المطل على النيل.
فُصل بعدها الغنام من الخدمة وخرج على رتبة "عقيد" وتحول إلى معارض" عنيف" بلا أسقف أو حدود فيما لم ينك يهدد النظام بما لديه من مستندات قال إنها تدينه في قضايا تعذيب وجرائم ضد الإنسانية، وبعد خروجه من مصر، حرك دعاوى قضائية لـ"محاكمة" مسئولين مصريين قال إن لديه "الوثائق" على إدانتهم في ارتكاب أعمال عنف وتعذيب ضد مواطنين مصريين.
اليوم الغنام، معتقل أو "مختطف" من قبل الشرطة السرية السويسرية، على خلفية "مقال" وصف بأنه "مؤيد" لتنظيم القاعدة وحمل رسالة تهديد مباشرة لسويسرا، بوصفها "البلد الأحقر" بين أعداء الإسلام، نشر في مواقع جهادية.. ومن غير المتوقع أن تتحرك القاهرة للكشف عن مكان اعتقاله وحمايته من التعسف وتقديمه لمحاكمة عادلة، وذلك لخصومته السياسية "الخشنة" مع السلطة، ولعل ذلك ما جعل فيسك يتاجر بـ"الملف القبطي" لعلمه بحساسية هذا الملف عند الغرب، ولاطلاعه على تجربة المرتزقة من دكاكين حقوق الإنسان في مصر.. إذ ركز "فيسك" في مقاله على أن "الغنام" كان مدافعا كبيرا عن "حقوق الأقباط" ! وصدق المثل " من عاشر القوم صار منهم"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق