السبت، 29 أغسطس 2009

دراما رمضان.. ' هبلة ومسكوها طبلة'!

لك أن تتصور الحال لو ان 'هبلة'، ورثت ' الهبل' كابرا عن كابر، أعطوها 'طبلة'، وقالوا لها: على راحتك!
لست بحاجة للتأكيد على انها ستخلق حالة من الإزعاج عصية على المقاومة، وستكون سببا في إصابة من حولها بالتوتر العام، وربما تكون سببا في انتقال عقولهم من أماكنها، وربما تسقط في أحذيتهم، ومن المؤكد ان كثيرين من كتاب الدراما الرمضانية هذا العام هم من الذين سقطت عقولهم على هذا النحو!
وقد صرنا في 'مولد وصاحبه غائب'، فالذين يقومون على الفضائيات، هم في حكم 'الهبلة التي مسكوها طبلة'، فكانوا سببا في إصابة المشاهد بحالة من الارتباك لا يقدر على مقاومتها إلا أولي العزم من البشر. لقد تنافس الكتاب ولم تعد تعنيهم الجودة، فالمهم أن تصل عدد الحلقات الى ثلاثين حلقة، لأن الحساب يجري بالشبر، أو بالمتر، وفي أحيان كثيرة يكون بالكيلومتر. كما يتنافس المنتجون على الإنتاج أفرادا وشركات، من اجل ان يجدوا لهم مكانا على الخريطة في هذا الشهر، ثم تتنافس الفضائيات على عرض اكبر عدد من الأعمال الجديدة، والكل يمارس النصب على المشاهد باستخدام الكلمة سيئة السمعة: 'حصريا'!
القائمون على أمر تلفزيون الريادة الإعلامية اعتبروا مواعيد العرض من الأسرار العسكرية، ولهذا فقد تأخروا في إعلانها حتى تعلن عموم الفضائيات الاخرى مواعيدها، وقد كان إعلان مواعيد العرض بعد صيام اليوم الأول، لينافسوا بالمواعيد، وكأنه لا يوجد على الخريطة سوى تلفزيونهم وتلفزيون الشقيقة الكبرى السودان!
يحتاج المشاهد الى خارطة طريق للوقوف على عدد المسلسلات، وعلى مواعيد عرضها بالفضائيات المختلفة، وعلى أهم هذه المسلسلات حتى لا يبدد وقته فيما لا يفيد!
وعلى الرغم من أنني 'خالي شغل'، في العهد الذي لم يقصف قلما، وأقضي يومي مرابطا امام التلفزيون، إلا أنني فشلت حتى الآن في تحديد موقفي، فانتقل من قناة الى قناة، ومن مسلسل الى مسلسل، لعلي اجد على النار هدى، ولكن بدون جدوى، فالمسلسلات تتشابه علينا، حتى في الاسم: فهناك عمل يحمل اسم ' الأدهم'، وآخر يحمل اسم 'ادهم الشرقاوي'، وهناك بعض الممثلين يشاركون في أكثر من عمل في نفس الوقت، فعلى سبيل المثال فان ماجدة زكي تقوم بالبطولة في عملين: 'كريمة كريمة' و'حقي برقبتي'، والمسلسلان ينتميان الى فصيلة الأعمال الكوميدية!
كثيرة هي الأعمال الكوميدية هذا الموسم، الكتابة الساخرة أصبحت ظاهرة، ولدينا طائفة من الكتبة ظهرت في الصحف، قررت ان تتمدد في الفراغ الذي تركه الكتاب الساخرون الحقيقيون.. وقد نصب كل واحد منهم لنفسه 'زفة بلدي' واعلن انه كاتب ساخر، وأحدهم وصف نفسه بأنه 'زعيم الكتاب الساخرين'، وتقرأ لهم فتظن انك امام واحدة من علامات يوم القيامة، ومن اماراتها ان تلد الآمة ربتها، وان ترى الرعاة الحفاة رعاة الشاة يتسابقون في البنيان. حتى خالد الذكر 'ممتاز القط'، صاحب الفتوحات الكبرى، وكاتب مقال 'طشة الملوخية' الشهير، صار كاتبا ساخرا، وقرر ان يكتب تعليقات على الرسومات، مقلدا بذلك الكاتب المخضرم احمد رجب عندما كان يكتب التعليقات لرسومات مصطفى حسين. لكن لا بأس فنحن في زمن العنب.. العنب.. وبحبك يا حمار!
للذكرى التي تنفع المؤمنين، فان 'القط' سالف الذكر سبق له ان كتب مقالا عدد فيه حجم التضحيات الجسام التي يقدمها الرئيس حسني مبارك في سبيل حكم مصر، فقال انه محروم من الذهاب للسينما.. ومن المشي في الشارع.. ومن 'طشة الملوخية' .. وهي تضحيات كبرى كما ترون!.
ماجدة زكي ظهرت عليها علامات الكوميديا متأخرة بعض الشيء، وقد تمنيت لو ان هناك من استثمر هذا الجانب فيها، بعد ان خذلتنا عبلة كامل، ولم أكن اعلم ان الاستثمار سيتم في عملين مرة واحدة.. الحانوتي عندما يسعد يستقبل ميتين في يوم واحد.
في السياق العام فان العملين لا بأس بهما، فالهدف منهما هو التسلية، ويضاف إليهما الجزء السادس من 'رجل وست ستات'، و'عبودة ماركة مسجلة'، قلت من قبل انني معجب بأداء سامح حسين. ثم يأتي ' ابن الارندلي' في جانب منه، حسنا ان خرج يحيى الفخراني من الدور الذي حشر نفسه فيه في السنتين الماضيتين، وهو دور الرجل الصالح الذي سرعان ما يفسد، لان جينات الفساد موجودة بالفطرة داخل الجنس البشري، وبالتالي علينا ان نتقبل الواقع بصدر رحب، فالبديل فاسد وان ادعى الصلاح!
نضج كُتاب 'رجل وست ستات'، بعد ان كادوا أن يشهروا إفلاسهم بعد الجزء الثالث، وهو العمل الذي كان كاشفا لموهبة سامح حسين و'انتصار'، تماما كما كشف فيلم 'ايس كريم في جليم' ان هناك ممثلا سيكون له شأن هو عادل عبد الباقي، وان كان قد قلل من قدره انه أصبح موجودا طوال الوقت على الفضائيات، لدرجة ان المرء يخشى إذا ما فتح صنبور المياه، وجده وقد خرج منه!
حتى كتابة هذه السطور، فانه من الظلم ان نحكم على الأعمال التي تقدم في شهر رمضان هذا العام، فالرؤية لم تتضح بعد، ولم نتمكن من التمييز بين الخبيث والطيب، ونحدد على اثر هذه الأعمال التي سنشاهدها، فكلها أعمال باهتة، والمنافسة بين 'الباهت والأبهت'.
الحكم الآن ظالم، والمشكلة في ' المط'، وما تم عرضه وشاهدته، يمكن ان يتم اختزاله في حلقة واحدة، ليتم بعد ذلك الدخول في الموضوع، ان كان هناك ثمة موضوع، فعملية 'المط' هذه تهدف الى ان تبلغ عدد الحلقات ثلاثين حلقة، وبعض الأعمال تزيد على ذلك، لان تقييم العمل الفني ماديا، يتم كماً وبعدد الحلقات بغض النظر عن الجودة.
وحتى الأعمال السورية، لم تنج من هذا العيب.. عين وأصابت الدراما السـورية هذا العام.
لقد أربكتنا دراما رمضان، وأشعرتنا أننا نواجه ' هبلة' تم منحها 'طبلة' لتسري عن نفسها، فإذا بها تزعج كل من حولها.. خذوا الطبلة من يد هذه الهبلة أثابكم الله!.

الإساءة على قناة 'العالم'

أثيرت منذ فترة قضية الضيوف المصريين على الفضائيات، لاسيما على فضائية 'الجزيرة'، ولاسيما في برنامج 'الاتجاه المعاكس'، هناك من قالوا ان مقدم البرنامج يتعمد استضافة ضيوف مصريين على درجة كبيرة من الهبل او العمالة، ليقول للعالم أن هذه هي النخبة المصرية. كان الهدف هو فرض الوصاية على فيصل القاسم بالابتزاز، والذي قرر منذ البداية ان يختار ضيوفه بنفسه والوسطاء يمتنعون، والبعض تستهويهم أعمال السمسرة ولو في الرؤوس البشرية!.
الذين سعوا وبإلحاح لفرض الوصاية كان لهم منطقهم، الذي لا يخلو من وجاهة، على تهافته. وعلى الرغم من ان ما قالوه لم يرق لي، فمصر ليست قبيلة في قلب الصحراء يمكن ان يسيء إليها فرد او أكثر، وان تقرر استضافتهم في عموم الفضائيات، ومع ذلك فقد ضبطت نفسي متلبسا باعمال هذا المنطق، عندما فوجئت بشخص غير معروف على فضائية 'العالم' يدافع عن وجهة النظر الرسمية في قضية ' خلية حزب الله'، فقال كلاما مضحكا الى درجة الاشمئزاز، قلت في نفسي: هل يهدفون الى إضحاك الناس على المصريين؟، وفوجئت بزميل يشاهد معي البرنامج يجهر بما رددته سرا!
القضية فيها كلام يقال، فيما يختص بالسيادة، والتي تأذت كثيرا بخلية الحزب المذكور، ولم يخدش حياءها ان يطلق الإسرائيليون النار على جندي مصري يرابط على الأراضي المصرية، تماما كما لم يجرح كبرياءها ان يصل القصف الإسرائيلي لغزة الى البيوت المصرية في رفح.
لكن الغريب هو ما قاله الرجل الذي علمت بعد ذلك انه ينتمي الى الحزب الحاكم.. أنعم وأكرم.. فهذه الخلية تستهدف زعزعة الاستقرار في مصر، وأنها لم تكن تبغي مساعدة الفلسطينيين، فحركة حماس لا تحتاج للسلاح، ومصر تساعد هذه الحركة وتمدها بما تحتاج إليه. ونفى بشكل مضحك ان يكون معبر رفح مغلقا من قبل الجانب المصري.. فهو مفتوح على البحري، لكن ما لا يعلمه احد، وعلمه عند القيادي بالحزب الحاكم، باعتباره عليما ببواطن الأمور، ان هذا المعبر له ' فتحتان'، واحدة في مصر مفتوحة، وأخرى تسيطر عليها حماس مغلقة.. مفترية حماس هذه لانها تغلق 'الفتحة' رافضة المساعدات.
منه لله الحزب الحاكم في مصر، فقد جعلني أتصبب عرقا من الخجل وانا أشاهد هذا القيادي بالحزب.. يقولون ان هناك أزمة كوميديا في عالمنا العربي!

أرض جو

ـ 'الجريئة' هو اسم برنامج تلفزيوني، على قناة ' القاهرة والناس'، و'الجريئة' صفة أطلقتها مقدمة البرنامج إيناس الدغيدي على نفسها، كلقب نجمة الجماهير الذي تطلقه نادية الجندي على نفسها أيضا. أتحداك لو استطعت ان تشاهد الدغيدي خمس دقائق على بعضها، فهي طاردة للمشاهد شكلا وموضوعا.
ـ كرر جمال سليمان نفسه هذا العام من خلال دور الصعيدي، بعد نجاحه في هذا الدور من قبل. ليس في كل مرة تسلم الجرة.
ـ عاد رجل الأعمال نجيب ساويرس يجرب حظه من جديد في ان يعمل مذيعا.. يا عمنا خليك في البيزنس أحسن.. يبدو انه لم يفهم التلميح، فبالتصريح الفصيح أنت لا تصلح للعمل كمذيع، ام انه حب 'التكويش' والسلام.!
ـ سألت لميس الحديدي رجل الأعمال المصري المقيم في لندن اشرف السعد: ألم توحشك مصر؟.. فرد: وحشتني مصر ودبان ( ذباب) مصر فتدخلت الرقابة في التلفزيون المصري وحذفت كلمة ( دبان)، فوجود (دبان) في مصر يمثل إساءة لها.. لقد بدأنا نقترب من اكتشاف سر الريادة الإعلامية.
صحافي من مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق