الأحد، 9 أغسطس 2009

رجال «جمال مبارك


رجال «جمال مبارك»..!

بقلم مجدى الجلاد ٩/ ٨/ ٢٠٠٩
اعتقدت فى البداية أنه قرأ سلسلة مقالات عن «جمال مبارك» وأراد أن يناقشنى فيها.. فقد جاءنى صوته عبر الهاتف «أنت كتبت عن رجال جمال مبارك.. وأنا أتفق معك ولكن عندى وجهة نظر محددة أتمنى أن تستمع إليها».. حاولت إقناعه بطرح ما يريد هاتفياً، غير أنه أصر على لقائى.. فأيقنت أن الرجل يحمل خوفاً مبالغاً فيه من «مراقبة التليفونات».. فأرحته، وحددت له موعدًا قريباً.

لم يستهلك وقتاً فى المقدمات.. دخل مباشرة فى الموضوع «أنا مسؤول كبير فى جهة وزارية كبرى.. لو عرفوا أننى تحدثت معك سيقطعون رقبتى.. قرأت مقالاتك عن جمال مبارك وأمانة السياسات فى الحزب الوطنى.. ترددت كثيراً قبل أن أتصل بك، ولكننى أريد أن أنهى خدمتى شريفاً مثلما عشتها طوال ٣٧ عاماً..

فى البدء أنت قلت ما بداخلنا جميعاً.. فإذا كان جمال مبارك ورفاقه من أعضاء السياسات والفكر الجديد، يحملون نوايا مخلصة لهذا البلد ما احتضنوا المنتفعين والفاسدين، الذين حققوا ثروات ضخمة ومنافع شخصية باستغلال نفوذ أمانة السياسات، واقترابهم الفعلى أو الوهمى من جمال مبارك شخصياً.. وهنا مربط الفرس»!

تحضرنى هنا عبارة شهيرة للزعيم العظيم نيلسون مانديلا «صورة السياسى يرسمها رجاله».. قالها الرجل بأسى وحسرة، ثم أضاف: أنا مثل كثيرين أعرف أن جمال مبارك - شئنا أم أبينا - يدير شؤونا كثيرة فى البلد، ومادام الوضع هكذا، فكان لابد أن يطهر نفسه من الطفيليات و«أسماك القرش» التى تعيش على دمائنا باسمه واسم «أمانته»..

ولأنك كتبت عنهم دون ذكر نماذج محددة، دعنى أقدم لك نموذجا يتكرر كل يوم.. ففى أحد الأيام استدعانى المسؤول الكبير جداً فى الجهة الوزارية التى أعمل بها، دخلت المكتب فوجدته جالساً مع صحفى يعمل رئيساً لتحرير صحيفة قومية توزع عدة مئات من النسخ يومياً، الصحيفة تأتى إلى مكاتبنا بالوزارة مجاناً، قرأتها عدة مرات فوجدتها نشرة شتائم وتجريح لكل الرموز المحترمة فى البلد،

أما رئيس التحرير فقد سقط باسم المؤسسة الصحفية العريقة إلى «سابع أرض»، ولا أحد فى الحكومة يوقف نزيف الخسائر فيها، لأن رئيس التحرير يحمل «ميكروفون» يصدح به كل يوم بأنه رجل «جمال مبارك وأمانة السياسات»، ومع الميكروفون «مطواة» يمزق بها كل من يخالفه الرأى!

المهم.. كان مع رئيس التحرير رجل أعمال خليجى ينتمى للبلد الذى يعمل الصحفى مستشاراً خاصاً لإحدى الصحف به، وطلب منى المسؤول الكبير أن أحضر له ملف توريد مستلزمات للهيئة، ثم وجهنى بإتمام إجراءات إسناد الصفقة لرجل الأعمال الخليجى، وحين أخبرته بأن إحدى الشركات المصرية الكبرى تقوم بهذه المهمة منذ عدة سنوات على أكمل وجه، نظر إلىَّ محتداًوقال: «نفذ الأوامر.. الباشا - يقصد رئيس التحرير - جاى بنفسه ومش ممكن يمشى زعلان».. سمعت والتزمت الصمت، وبعد أن انصرف رئيس التحرير وصاحبه، سألت رئيسى: «إزاى نسحب عملية من شركة مصرية ونديها لشركة خليجية بالأمر المباشر»..

فجاءنى الرد مذهلاً: «أنا عارف إنك صح.. لكن ما باليد حيلة.. الصحفى فلان أحد رجالة أمانة السياسات، ولو رفضت طلبه هيولع الدنيا ضدى فى الحزب وفى جريدته، وأنا عارف إن الجريدة ما بتوزعش حاجة، لكن صوتها مسموع عند اللى بيحكموا البلد.. مشيها علشان خاطرى.. إحنا مش قده»!

استطرد الرجل: حاولت إقناع المسؤول الكبير برفض الطلب، وقلت له «يجب أن نخشى الله أكثر من أمانة السياسات ورجالها»، نفذت هذه العبارة إلى قلب المسؤول، فصمت قليلاً، وسألنى «وما العمل؟!».. فقلت له «خلينا نمسكها من النص.. حضرتك توافق على الطلب، فترضى الصحفى الفتوة.. وأنا أتولى مع زملائى فى الوزارة تعقيد الصفقة لرجل الأعمال الخليجى حتى يصيبه اليأس، ودون أن يشك فى الأمر»..

وحدث ذلك بالفعل.. ولكن رئيس التحرير ظل يطارد المسؤول لتنفيذ الصفقة، وحين يئس، شن حملة هجوم شرسة ضده فى الجريدة، ووصل الأمر إلى تهديده هاتفياً بأنه سيتدخل فى الحزب لإبعاده فى أقرب تعديل وزارى!

بعد هذه الواقعة.. سألت فى معظم الوزارات والهيئات المهمة فى الدولة عن هذا الـ«رئيس تحرير»، فاكتشفت ما يكفى لإسقاط أمانة السياسات والحزب الوطنى بأكمله، فالصحفى أصبح متعهداً لرجال أعمال ومستثمرين وشخصيات مهمة فى الدولة الخليجية التى يعمل مستشاراً لإحدى صحفها.. يأتون إلى مصر لإتمام صفقات ومشاريع ومهام غامضة، وهو يرافقهم ويفتح لهم كل الأبواب بـ«نفوذ السياسات والصحافة».. وقطعاً الباقى معروف، سواء التهديد واستخدام النفوذ، أو التربح المباشر من كل «صفقة».

هذا هو أحد الرجال الذين يدعون ليل نهار أنه «رجل جمال مبارك».. فكيف تطالبنا أمانة السياسات بأن نثق فى إدارتها للبلد؟!!

.. انتهى كلام الرجل.. ولكن القضية لاتزال مفتوحة..!

melgalad@almasry-alyoum.co
جمال مبارك أو جمال الدين محمد حسني سيد مبارك، هو الأمين العام المساعد وأمين السياسات للحزب الوطني الديمقراطي [1]، وهو الإبن الأصغر للرئيس المصري حسني مبارك. ولد في القاهرة العام 1963 ووالدته هي سوزان مبارك.
انضم جمال مبارك إلى الحزب عام 2000. شهد العام 2002 [2] صعوده القوي في سلم الحزب بتوليه خطة أمين لجنة السياسات التي تتولى "رسم السياسات" للحكومة، و"مراجعة مشروعات القوانين" التي ستقترحها حكومة الحزب قبل إحالتها إلى البرلمان". أصبح منذ نوفمبر 2007، تاريخ المؤتمر التاسع للحزب، يشغل منصب الأمين العام المساعد وأمين السياسات.
مع صعوده السريع وظهوره القوي على الساحة السياسية، أصبح إسمه متداولا كخليفة محتمل لوالده على رأس الحزب ومرشحه للانتخابات الرئاسية القادمة. ترى عدة شخصيات وقوى سياسية صعوده كخطوة لنحو ماأسمته "التوريث".
حياته


درس جمال في المرحلة الإبتدائية بمدرسة مسز وودلى الإبتدائية بمصر الجديدة بالقاهرة ثم انتقل إلى مدرسة سان جورج الإعدادية والثانوية، وحصل على شهادة الثانوية الإنجليزية في العام 1980، ثم تخرج من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في مجال الأعمال وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من نفس الجامعة.
بدأ بالعمل ببنك أوف أمريكا فرع القاهرة، ثم انتقل إلى فرع لندن حتى وصل إلى منصب مدير الفرع، وهو يعمل بصفة عامة في مجال الإستثمار البنكي. وقد حصل جمال على عضوية الروتاري الفخرية في مايو 2001.
تم عقد قرانه على خديجة الجمال بالقاهرة في 28 أبريل 2007، وكان الزفاف بشرم الشيخ يوم 4 مايو 2007.
[الحزب الوطني الديمقراطي

على عكس أخيه علاء مبارك يتواجد جمال بصورة أكبر على الساحة السياسية لمصر. وقد بدأ ظهوره في الحزب الوطني بتولي أمانة لجنة الشباب بالحزب وكون جمعية جيل المستقبل يتم عن طريقها تدريب الشباب وتقديم فرص العمل المناسبة لهم. ثم أصبح له وجود على الساحة السياسية المصرية كأمين للجنة السياسات بالحزب.
يتولى حاليا جمال مبارك موقعين مهمين في الحزب الحاكم وهما: الأمين العام المساعد للحزب الوطني الديموقراطي، وأمين السياسات. ويعزى إلى أمانة السياسات العديد من التعديلات والتغييرات التي يشهدها الحزب والنظام السياسي بمصر. {ويختلف المصريون في نظرتهم إلى هذه التغييرات ما بين قلة مؤيدة متفائلة أغلبها من نفس الحزب، وأغلبية معارضة متشائمة رافضة لظهوره على المسرح السياسي}.
ومن ناحية أخرى فإن عددا من القوى والحركات الشعبية والوطنية والأحزاب السياسية المعارضة في مصر توجه انتقادات حادة للنظام الحاكم متهمة إياه بالسعي "لتوريث جمال مبارك رئاسة الجمهورية" خلفا لوالده، والكثير من تلك الأحزاب والتيارات المعارضة تعارض ما تصفه بـ"مخطط التوريث"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق