الأحد، 9 أغسطس 2009

البرادعى»: مبررات الحرب عى العراق جعلتنى غير راض عن نفسى


«البرادعى»: مبررات الحرب عى العراق جعلتنى غير راض عن نفسى وعن «الوكالة الذرية».. وأرتجف من رؤية آلاف الموتى هناك


وصف محمد البرادعى، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الوضع الأمنى فى الشرق الأوسط بأنه «فوضوى تماما» فى ظل زعم إسرائيل أنها بحاجة للأسلحة النووية لردع أى تهديد لوجودها، وشعور الدول العربية بأن هناك عدم توازن فى النظام وإحساسها بـالذل والعجز.

وقال البرادعى فى حواره لمجلة التايم الأمريكية أمس، إن السبيل الوحيد للخروج من أزمة الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط، هو معالجة «جذور» المشكلة بحل القضية الفلسطينية، داعياً إلى تحقيق السلام والأمن، والتخلص من جميع أسلحة الدمار الشامل فى المنطقة.

وأضاف البرادعى فى الحوار، الذى أجراه معه «ستيفن فيرس» بالتايم، أن رؤيته لموت مئات الآلاف من الأبرياء فى العراق يومياً وانتهاك إنسانيهم تجعله «يرتجف»، خاصة أن الأمر لم يعد يتعلق بالقانون الدولى وإنما بـ«الإنسانية» التى تنتهك فى العراق بناء على «خيالات»، ومعلومات «مغلوطة».

ولفت البرادعى إلى أن «الحرب على العراق تعد أكثر اللحظات التى لم يرض فيها عن وكالة الطاقة الدولية أو نفسه». مشيرا إلى أن الوكالة أدانت الحرب الأمريكية على العراق بتأكيدها لمجلس الأمن بأنه ليس هناك «دليل على امتلاك العراق لأسلحة نووية أو دمار شامل، وأنه ليس هناك أى برامج نووية هناك».

وفيما يتعلق بتبنى استراتيجية إنتاج تكنولوجيا الطاقة النووية، أوضح البرادعى أن السياسات والاستراتيجيات التى تبنتها الولايات المتحدة ودول آسيا فيما يتعلق بإنتاج هذه التكنولوجيا تضيف عبئاً على مسؤوليات «وكالة الطاقة الذرية»، إذ أن الكثير من الدول تريد امتلاك التكنولوجيا النووية والأخرى تريد الانضمام لإنتاج الطاقة.

وشدد السياسى والقانونى المصرى، الذى سيتقاعد من عمله الدولى فى نوفمبر المقبل على أنه إذا كان السعى وراء إنتاج الطاقة النووية هو التنمية، فالتنمية تعنى الحياة بتطوير جميع الموارد، فبرامج الطاقة النووية السلمية وحدها لا تخلق تنمية، موضحا أن التنمية تعنى استثمار كافة الموارد كالوقود الحفرى، لأن جميعها طاقة نظيفة وتقاوم مسألة ارتفاع أسعارالوقود.

ورأى البرادعى خلال حواره، الذى تضمن ١٠ أسئلة له من١٠ قراء من بعض دول العالم، أنه يعتقد أن خلق مصدر جديد للطاقة كـ«التكنولوجيا النووية» أمر جيد، إلا أنه يجب التعامل معه بـ«مسؤولية» لضمان ألا تستخدم هذه الطاقة فى إنتاج الأسلحة.

وفى رده على دور الوكالة فى مواجهة تطوير إيران للسلاح النووى، نوه البرادعى إلى أننا «لسنا واثقين» تماماً من سعى طهران لامتلاك أسلحة نووية، وأن كل ما تعرفه الوكالة أنه لاتزال هناك أسئلة كثيرة على إيران أن تجاوب عنها، داعماً بشدة مبادرة أوباما للتواصل بشكل شامل وبناء الثقة مع الدولة الإيرانية.

وأصر رئيس الوكالة على أنه يجب العمل بـ«توازن» فيما يتعلق بامتلاك الأسلحة النووية، وقال «إن الدول التى لا تملك أسلحة لا يجب أن نسمح لها بالامتلاك، كما أن الدول التى لديها بالفعل لابد أن يتم نزعها منها»، موضحا أنه من حق أى دولة امتلاك الطاقة والتكنولوجيا النووية السلمية والآمنة والمفيدة فى التنمية وحدها، لأننا بحاجة إلى «عالم خالى» من الأسلحة النووية.

وعن الضمانات التى تضعها وكالة الطاقة الذرية بشأن مواجهة امتلاك الأسلحة النووية، أكد البرادعى أن الوكالة لديها سلطات قانونية بشأن تقنين امتلاك الأسلحة النووية، إلا أن ذلك لا يمنع أننا بحاجة إلى سلطة أكبر ومعايير ثابتة تمكننا من أن يضع المجتمع الدولى ضمانات «حديدية» على استخدام هذه التكنولوجيا.

واعتبر البرادعى أن قادة العالم يسيرون على «الطريق الصحيح» بشأن التعامل مع مسألة امتلاك الأسلحة النووية، مشيراً إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى أكد أننا بحاجة إلى نظام أمنى لايعتمد على الأسلحة النووية، وكذلك أكد كل من الرئيس الروسى ميدفيديف، ورئيس وزراء بريطانيا جوردون بروان، اللذين أدركا أخيراً أن التعويل على السلاح النووى من شأنه «تدمير الذات» فى النهاية.

واعتبر البرادعى أن أكثر اللحظات التى رضى فيها عن نفسه ووكالة الطاقة الذرية، عندما رأى أرواح العديد من الأطفال يتم إنقاذها من مرض السرطان فى غينيا وتنزانيا من خلال العلاج بالإشعاع الذى وفرته الوكالة لهم، واصفاً أنها كانت «أسعد لحظات حياته» لشعوره بأن له دوراً فى التغيير ومساعدة الفقراء والمرضى.
من هو محمد البرادعي ؟

اكتسب البرادعي خلال عمله كأستاذ و موظف كبير في الأمم المتحدة خبرة بأعمال المنظمات الدولية خاصة في مجال حفظ السلام و التنمية الدولية، و حاضر في مجال القانون الدولي و المنظمات الدولية للعمل على الحد من التسلح ودعم الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، و وضع مقالات و كتبا في تلك الموضوعات، و أصبح عضو في منظمات مهنية عدة منها اتحاد القانون الدولي و الجماعة الأمريكية للقانون الدولي.

التحق البرادعي بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 1984 حيث شغل مناصب رفيعة منها المستشار القانوني للوكالة، ثم في عام 1993 صار مديرًا عاما مساعدًا للعلاقات الخارجية، حتى عين رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 1 ديسمبر 1997 خلفًا للسويدي هانز بليكس و ذلك بعد أن حصل على 33 صوتًا من إجمالي 34 صوتًا في اقتراع سري للهيئة التنفيذية للوكالة، وأعيد اختياره رئيسا لفترة ثانية في سبتمبر 2001 و هو حاليا في الفترة الثالثة لرئاسته التي بدأت في سبتمبر 2005.

ومنذ أن عين على رأس وكالة الطاقة الدولية ، نهج البرادعي الطريق الدبلوماسي في الخلافات النووية لكل من العراق وإيران وكوريا الشمالية، وهو يؤكد أن تحقيق التقدم ممكن حتى في أصعب القضايا.

ورغم اتفاق البرادعي مع الإدارة الامريكية على عدد من النقاط المتعلقة بالملفات النووية، إلا أنه عادة لا يخفي مواقفه المعارضة ، وهو ينتقد بشدة ما يعتبره ازدواجية في المعايير عند الدول التي تملك السلاح النووي وتحاول منع غيرها من الحصول عليه، ويقول انه من الواجب التخلي عن المبدأ الذي يمنع على دول معينة الحصول على أسلحة الدمار الشامل بينما تعتمد عليها أخرى في أمنها، بل تطورها وتطور الخطط دبلوماسية لاستعمالها.

في أكتوبر 2005 حصل محمد البرادعي على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنحت الجائزة للوكالة ومديرها اعترافا بالجهود المبذولة من جانبهما لاحتواء انتشار الأسلحة النووية.

نصَّ القرار على أن الوكالة الدولية ومديرها العام حازوا هذه الجائزة " لجهودهما الهادفة إلى منع استخدام الطاقة النووية لأغراض عسكرية والتأكد من أن الطاقة النووية الضرورية لأغراض سلمية تستخدم بأكثر الطرق أمنًا".

وأوضحت اللجنة "في وقتٍ يزداد فيه التهديد النووي مجددًا, فإن لجنة نوبل النرويجية ترغب بالتشديد على أن هذا التهديد يجب أن يواجه عبر أوسع تعاون دولي ممكن"، وأضافت أن "أوضح تجسيدٍ لهذا المبدأ اليوم هو عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام".

وبفوزه بهذه الجائزة يعتبر محمد البرادعي ثاني مصري يحصل عليها في فرع "السلام"، بعد الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات الذي حصل عليها مناصفة مع رئيس الوزراء الصهيوني مناحيم بيجين، كما يعد رابع مصري يفوز بالجائزة، حيث حصل عليها مصريان آخران هما الأديب نجيب محفوظ في فرع "الأدب"، والعالم الدكتور أحمد زويل في فرع "الفيزياء".

أثار فوز الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام محمد البرادعي بجائزة نوبل للسلام للعام 2005 ردود فعل متفاوتة بين الإشادة والانتقادات نظرا للدور المثير للجدل الذي لعبته الوكالة في تشجيع الاستخدامات المدنية للطاقة النووية.

فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي فاز بالجائزة مع منظمته عام 2001 على لسان المتحدث باسمه عن "سروره" ، وقال إن هذه الجائزة "تأتي في الوقت المناسب لتذكر بضرورة إحراز تقدم في مجال منع انتشار الأسلحة النووية ونزع السلاح في حين لا تزال أسلحة الدمار الشامل تشكل خطرا كبيرا علينا جميعا".

كذلك أعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير المجتمعان في باريس واللذان خاضت بلادهما مفاوضات دقيقة وصعبة مع إيران بشأن ملفها النووي عن ارتياحهما لهذا الخيار.

و في ذلك الوقت قال بليرإن هذه الجائزة "تشير بوضوح كبير إلى الإنجازات من أجل السلام والأمن في العالم" التي حققتها الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

وهنأت وزيرة الخارجية الأميركية الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام محمد البرادعي وقالت في بيان لها أن "الولايات المتحدة عازمة على العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل تفادي انتشار تكنولوجيا السلاح النووي".

واعتبرت "شبكة الخروج من النووي" الفرنسية التي تضم 720 جمعية انه "يجدر تفكيك الوكالة الدولية للطاقة الذرية" متهمة إياها بلعب "دور أساسي في عملية تقود البشرية إلى هلاكها".

كذلك اعتبرت منظمة غرينبيس لحماية البيئة أن اختيار الوكالة الذرية يطرح "إشكالية" منددة بـ"الدور المزدوج" الذي تلعبه الوكالة كـ"شرطي ومشجع للقطاع النووي" في آن واحد ، وأضافت المنظمة "يمكن التساؤل حول الحكمة في منح البرادعي جائزة نوبل (للسلام) حيث إنه يدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤيدة للنشاطات النووية" معتبرة رغم أن"البرادعي جسد في الفترة الأخيرة صوت المنطق في عالم منع انتشار الأسلحة النووية إذ عارض الحرب في العراق ودافع عن فكرة شرق أوسط منزوع السلاح النووي".

ولد البرادعي في مصر عام 1942 ودرس القانون بجامعة القاهرة. بدأ حياته العملية موظفًا في وزارة الخارجية المصرية في قسم إدارة الهيئات عام 1964م حيث مثل بلاده في بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك و في جنيف.
سافر البرادعي إلى الولايات المتحدة للدراسة، ونال عام 1974 شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة نيويورك.
عاد إلى مصر في عام 1974 حيث عمل مساعدا لوزير الخارجية إسماعيل فهمي ثم ترك الخدمة في الخارجية المصرية ليصبح مسئولا عن برنامج القانون الدولي في معهد الأمم المتحدة للتدريب و البحوث عام 1980م، كما كان أستاذا زائرا للقانون الدولي في مدرسة قانون جامعة نيويورك بين عامي 1981 و 1987.

1. http://www.arabs2day
2. http://www.egypty.com
3. http://www.annabaa.org/
4. http://www.ikhwanonline.com
5. http://www.swalif.net
6. http://www.sis.gov.eg
7. http://www.mostakbaliat.com
8. http://www.masrawy.com
9. http://ar.wikipedia.org

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق